في مكان متحفز. معاريف

الساعة 07:11 م|12 ابريل 2019

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

الاستنتاج المعقول اللازم مع صدور نتائج الانتخابات هو أنه من غير المتوقع تغيير هام في سياسة الامن الاسرائيلية، الا اذا أوفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوعده الانتخابي وحاول احلال السيادة الاسرائيلية في الضفة. نتنياهو، الذي سيشكل على ما يبدو الحكومة الـ 35 (في 21 حملة انتخابات للكنيست)، سيحاول مواصلة الخط الذي ميز حكومته الحالية:

· منع الحرب في كل الجبهات الثلاثة، سوريا، لبنان وغزة، واشتعال عنيف في الضفة.

· اذا لم تفرض السيادة، فسيبذل جهد للحفاظ على الوضع الراهن في الضفة وفي غزة من أجل مواصلة شق الشعب الفلسطيني وقيادته الى وحدتين جغرافيتين وكيانين سياسيين. وذلك في ظل استمرار التملص من المفاوضات السياسية مع السلطة، على أمل أن يستمر التعاون الأمني للمخابرات والجيش الإسرائيلي مع نظرائهم الفلسطينيين. وبالتوازي، مواصلة دفع "بدل سكوت" لحماس بمال قطري من أجل شراء الهدوء النسبي، حتى لو واصل سكان الغلاف المعاناة من حرب الاستنزاف التي تجري في الجنوب منذ نحو سنة.

· محاولة منع تثبيت التواجد الإيراني في سوريا ونقل السلاح الى حزب الله، قدر الإمكان، من خلال هجمات سلاح الجو وفي ظل التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

· مواصلة تشجيع الضغط الدولي وفرض العقوبات على ايران (الولايات المتحدة الرئيس دونالد ترامب تفعل ذلك على أي حال).

ولكن لن يكون سهلا لنتنياهو تنفيذ سياسته ولا سيما في الساحة الفلسطينية. ثلاث مسائل هامة تهدد رئيس الوزراء ونهجه. الأولى هي خطة السلام لترامب. فمن التسريبات حتى الان يتبين أنها تميل بوضوح لصالح المصالح الإسرائيلية، ونتنياهو يأمل بان ترفضها السلطة الفلسطينية رفضا باتا دون أن يضطر الى الاعراب عن رأيه فيها. ولكن سيكون فيها على ما يبدو أيضا اساسات سيكون من الصعب على أحزاب اليمين ان تقبلها مما من شأنه أن يؤدي الى ازمة ائتلافية.

عائق آخر يقف في طريق نتنياهو للاستقرار الأمني هو مسألة ضم الضفة. اذا ما قرر ذلك، فمن المتوقع اشتعال عنف في الضفة وفي غزة، شجب دولي وتعزز المقاطعات على إسرائيل. التحدي الإضافي سيحسم في الجواب على مسألة حقيبة الدفاع. نائبان من الليكود يتطلعان الى المنصب: آفي ديختر ويوآف غالنت. ولكن المرشح المتصدر هو افيغدور ليبرمان، الذي تشكل كتلته لسان الميزان. بدونها ليس لنتنياهو ائتلاف. احد الشروط المركزية (إضافة الى مسائل الدين والدولة) لليبرمان للانضمام الى الحكومة، ليس فقط ان يكون وزير الدفاع، بل ان يؤخذ برأيه في كل ما يتعلق بالخطوات بالنسبة للفلسطينيين بشكل عام ولغزة بشكل خاص. فقد استقال ليبرمان في تشرين الثاني الأخير من الحكومة لانه لم يؤخذ بطلبه الكف عن مصالحة حماس ودفع بدل "الخاوة" لها. وطلبه الرد بقوة على كل استفزاز لحماس، حتى معركة شاملة واسقاطها، واجه معارضة من نتنياهو ووزراء الكابينت.

ولكن منغير المستبعد إمكانية أن ينجح نتنياهو في اثناء المفاوضات الائتلافية في إبقاء حقيبة الدفاع في يده.