في وقتنا الحالي باتت عملية زراعة الشعر مقصدًا لعدد كبير من الأشخاص سواء رجال أو نساء وذلك لمدى أهمية شعر الرأس بالنسبة للإنسان، فهو مقوّم أساسي من مقومات جمال المظهر سواء للرجال أو النساء، فالكل يحاول الحفاظ عليه كأي عضو من أعضاء الجسم، يهتم به ويراعيه ويبحث بشتى الطرق عن الوسائل المناسبة لتغذيته، ولما لا فالشعر هو أهم الأعضاء الجسدية ظهورًا بل هو من يمنح الفرد مظهرًا يبدو أصغر من عمره الحقيقي وخاصة إذا كان هذا الفرد يملك شعر جذاب وانسيابي، ولكن هناك العديد من المشكلات التي تصادف الفرد مع شعره وخاصة عند الإفراط في الاهتمام به واستخدام المستحضرات غير الصحية أو حتى نتيجة العوامل الوراثية مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل شديد أو خفته أو حتى ظهور بعض الفراغات، وهذا ما يجعل الفرد يبحث بشكل أو بآخر عن علاج لهذه المشاكل سواء بالطرق الدوائية أو بالطرق الجراحية، ولكن الطرق الدوائية تكون بطيئة للغاية مما يشعر الفرد باليأس، أما الطرق الجراحية فهي تكون عبارة عن خوض الفرد لعمليات التجميل وبالتحديد عملية زراعة الشعر (للمزيد عن عملية زراعة الشعر في تركيا بشكل خاص انقر هنا)، فما هي عمليات زراعة الشعر؟ وكيف تجري؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ هذا ما سنوضحه لك في السطور القادمة.
المعنى البسيط لمصطلح عملية زراعة الشعر
بمنتهى البساطة عملية زراعة الشعر هي عبارة عن عملية تجميلية في المقام الأول تهدف إلى استعادة الفرد شكله الأول حيث كان الشعر متواجد بفروة رأسه، تجرى العملية تحت تأثير التخدير الموضعي، يقوم الجراح باقتطاف بعض بصيلات الشعر من المناطق المتواجد فيها الشعر وبشكل مناسب وتسمى تلك المنطقة بالمنطقة المانحة، وزراعتها في المناطق التي تعاني من تساقط الشعر أو عدم وجوده وتسمى تلك المنطقة بالمنطقة المصابة، تستخدم في ذلك عدة تقنيات ولكل منها مميزات وعيوب ولكن أفضله تقنية الاقتطاف.
التقنيات المستخدمة في عملية زراعة الشعر
على الرغم من تطور الطب بشكل واسع في مجال التجميل وعمليات زراعة الشعر على وجه الخصوص إلا أن أغلب التقنيات المبتكرة تتوقف على تقنيتين محددتين وهما زراعة الشعر بالشريحة وزراعة الشعر بتقنية الاقتطاف، ولكل منهم مميزات وعيوب كما سنوضح في السطور القادمة:
عملية زراعة الشعر بتقنية الشريحة
هي أول تقنية تم استخدامها لزراعة الشعر منذ سنوات طويلة، هي طريقة قديمة تبدأ عن طريق استئصال شريحة رفيعة من المنطقة المانحة التي سبق وأن تم تحديدها بواسطة جهاز دقيق، ومن بعدها يتم تقسيم هذه الشريحة إلى أجزاء صغيرة بواسطة بعض الأدوات الجراحية يتم زرع كل جزء منها بمنتهى الدقة والمهارة، ومن بعدها تبدأ هذه البصيلات المزروعة بالنمو بعد إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعدها لتقوم بذلك، تعتبر هذه الطريقة بدائية ولكن كانت في وقتها طفرة في التطور الطبي، وعلى الرغم من قلة تكلفتها بالمقارنة مع التقنيات الأخرى إلا أن من أهم عيوبها أنها تترك بعض الندبات على فروة رأس المريض بشكل دائم ولكنه قد يكون غير ظاهر لوجود الشعر الكثيف به.
عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف
وهي التقنية الأفضل في هذا الوقت والتي يفضلها العديد من الأطباء والمرضى في وقت واحد، وهي تجري بخطوات بسيطة عن طريق تحديد المنطقة المانحة ثم اقتطاف بعض البصيلات منها بمنتهى الدقة ووضعها في سائل خاص للحفاظ عليها حتى يتم تجهيز المنطقة المصابة، يتم فتح قنوات دقيقة في المنطقة المصابة ثم زراعة هذه البصيلات في المنطقة المصابة بعد اختيار الأفضل منها، هي تقنية رائعة تساعد الفرد على الوصول إلى أفضل نتيجة يبحث عنها، تجرى هذه الخطوات تحت تأثير المخدر الموضعي وتستغرق العملية مدة طويلة قد تصل إلى ثمان ساعات، قد يعاب عليها تكلفتها الباهظة وخاصة بعد ظهور العديد من أدوات الاقتطاف الأحدث والتي تساعد على الوصول إلى أفضل نتيجة مثل تقنية السفير وغيرها.
متوسط تكلفة عملية زراعة الشعر
بالطبع تكلفة عملية زراعة الشعر هو أول ما يشغل بال أي مقبل عليها حيث أن هذه العملية عملية تجميلية وبطبيعة الحال عمليات التجميل غالبيتها مكلفة، وتختلف عملية زراعة الشعر من شخص لآخر تبعًا لبعض العوامل التي تحدد التكلفة النهائية، ولكن هذه العملية تعتمد في تكلفتها على بعض العوامل وأهمها ما يلي:
المركز الذي سوف يقوم برعاية العملية والمريض بداية من الكشف المبدئي وعمل التحليلات اللازمة حتى إجراء العملية نفسها.
الطبيب المشرف على العملية ومهارته وخبرته ونتائج عملياته السابقة.
مساحة المنطقة المصابة وعدد البصيلات الذي سوف يتم زراعته فيها.
حالة المنطقة المانحة وكثافة الشعر الموجود بها.
حالة المريض نفسها الصحية سواء أكان مصاب بمرض معين مثل داء السكري أو أي مرض آخر قد يؤدي إلى صعوبة العملية نفسها.
التقنية المستخدمة في زراعة الشعر، فهناك فرق تكلفة بين التقنيات المستخدمة.
خطوات ومراحل إجراء عملية زراعة الشعر
قبل أن تتم عملية زراعة الشعر نفسها هناك بعض الخطوات الواجب إجراءها حتى يستطيع الطبيب التعرف على حالة المريض والاحتياطات الواجب مراعاتها، ويمكن للطبيب معرفة تلك الأمور في جلسة الاستشارة الأولية أو الكشف المبدئي حيث يشرح المريض حالته بالتفصيل وما إذا كان هناك بعض الأدوية التي يتناولها باستمرار، وهل يعاني من بعض الأمراض المزمنة، وغيرها من إجراءات بعدها يقوم الطبيب برسم رسم تصويري لحالة رأس المريض وحالة المنطقة المصابة والمانحة، ومن بعدها يقوم بتحديد موعد العملية بعد عمل التحليلات اللازمة، أما خطوات العملية نفسها فتجري في ثلاث مراحل محددة وهي:
مرحلة استخراج البصيلات من المنطقة المانحة: تبدأ هذه المرحلة بعد التأكد من سريان مفعول المخدر الموضعي في رأس المريض وتحديد البصيلات المراد اقتطافها والتي تكون قوية وقابلة للنمو، والتي في العادة تكون بها من 3 إلى 4 شعرات، ومن بعدها يتم وضع هذه البصيلات في سائل خاص بها يعمل على الحفاظ على البصيلات وحيويتها ونشاطها ويحميها من عوامل التلف الخارجية.
مرحلة إعداد المنطقة المصابة: يقوم بعدها الطبيب بفتح قنوات خاصة لتحتضن هذه البصيلات بنفس اتجاه الشعر والعمق والمساحة والمناطق المراد زراعتها بشكل دقيق.
مرحلة زراعة البصيلات: يتم بعد ذلك استخراج البصيلات من سائل الحفظ بصيلة بصيلة ليتم زرعها في القنوات التي تم فتحها في الخطوة السابقة، يراعي كثافة الشعر والشكل النهائي المطلوب الوصول إليه.
بعد الانتهاء من إجراء العملية يتم إعطاء المريض بعض التعليمات الهامة والضرورية الواجب اتباعها بشكل دقيق حتى يصل إلى النتائج المرجوة، منها طريقة غسل الشعر بعد العملية والمستحضرات التي يجب استخدامها، كما أن هناك بعض الأدوية الواجب تناولها مثل المضادات الحيوية أو بعض المسكنات، هذا إلى جانب أن الطبيب يشرح للمريض الخطوات التي سيمر بها الشعر المزروع حتى يصل إلى النتيجة التي يتمناها.
عملية زراعة الشعر هي عملية تجميلية بالدرجة الأولى لا تحتاج إلى ملازمة الفراش أو الابتعاد عن العمل، بل يمكن ممارسة الحياة الطبيعية ولكن مع توخي الحذر من التعرض للشمس أو الاصطدام في فروة الرأس، ولكن تعتبر هذه العملية هي الحل المثالي لجميع مشاكل الشعر من تساقط وصلع وخفة وغيرها، ولكن قبل إجراء العملية لا بدّ من اختيار طبيب على درجة عالية من المهارة يعمل معه فريق متميز في مركز له سمعته واتباع جميع التعليمات بكل دقة.