قال عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا الأب مانويل مسلم "إن استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة لأكثر من عامٍ على انطلاقها مع حفاظها على زخم جماهيري متعاظم يرسخ مفهوم الاشتباك الدائم مع الاحتلال الإسرائيلي، ويضع الاحتلال في ورطة حقيقة تتعلق باستقرار هذا الكيان".
وأضاف مانويل مسلم في تصريحٍ خاص لـ"فلسطين اليوم": مسيرة العودة الكبرى واستمرارها تجسد حالة الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتظل تطرق جرس الإنذار في إسرائيل أن الفلسطيني الشريف لم ينس ولن ينسى أرضه وبلاده وقراه، وهو امرٌ ليس بالهين على إسرائيل على كافة المستويات، لذلك أضحت غزة هي المنبر الثوري والمخزون النضالي الفلسطيني وحُقَّ لنا أن نقول إن غزة هي القدس والقدس هي غزة، غزة باتت تمثل الحق الفلسطيني فغزة هي حيفا وصفد وعكا وأُم الرشراش ونابلس والجليل وكل تراب فلسطين.
وأوضح أن استمرار مسيرات العودة في غزة يدلل على أنَّ الفلسطينيين لا يعترفون بحدود الاحتلال الإسرائيلي، وانهم سيواصلون الزحف حتى آخر حبة تراب، مشيراً إلى انَّ "إسرائيل" حاولت جر الأطراف الفلسطيني للتنازل عن فلسطين والاعتراف بحدودها لكن أشبال غزة محو الحدود ومزقوا الأوراق وقلبوا الطاولات على رؤوس المحتل.
في السياق، وجه الأب مانويل مسلم صفعة قوية للعرب الذين يديرون الظهر لفلسطين والقدس، قائلاً "القدس هي محكمة البداية في الارض للعرب والمسلمين، اما محكمة الاستئناف فهي امام عرش الله العزيز الجبار الرحمن الرحيم".
وأضاف: القدس هي التي تحكم وتحاسب العرب والمسلمين على تصرفاتهم نحوها ونحو مقدساتها ونحو ابنائها ونحو وطنها فلسطين. فَمَنْ أطعم منكم يا عرب ويا مسلمون جائعا او سقى عطشانا او آوى غريبا او تائها او لاجئا او مسكينا او زار مريضا او سجينا او تعهد ارملة او يتيما او مُقْعَدا او مات للدفاع عن شعبه واهله وقدسه ومقدساتها او سانَدَ مقاوميها بالمال او السلاح او الحُبّ والاحترام او رابَطَ في الاقصى وباب الرحمة وباب الاسباط وباب العامود ومن ضمّد جراح شاب كان ضحيةّ الجيش الصهيوني او أعاد ترميم جامع او كنيسة او مقبرة حرقها المستوطنون او حمى مقاوما من جيش الاحتلال فآواه واعتنى بامره او حماه من الموت هؤلاء لهم اجر عظيم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ويومها لن يقع عليهم أمام محكمة الله غضب عدالة، بل حنان رحمة. والقدس تمتدح اعمالهم.
واضاف: وأما الذين في حياتهم خانوا القدس ومقدساتها وشعبها واهلها ووطنها ولم يكونوا جزءا من التكافل الاجتماعي او الذين تركوا شعب فلسطين يواجهون مصيرهم وحدهم فطبّعوا علاقاتهم او عقدوا صلحا مع الكيان الصهيوني او تقاعسوا عن نصرة قضية فلسطين امام المحافل الدولية او بذّروا اموال العرب واستثمروا كل ثرواتهم خارج بلاد العرب والمسلمين وزاغ عقلهم فنعتوا الفلسطينيين الضحايا بانهم ارهابيون وأنهم اسباب الحروب والمشاكل والفقر والاضطرابات في الشرق الاوسط والعالم، وامتدحوا الغزاة والمستعمرين والمستوطنين والارهابيين بانهم ديمقراطيون ومحبون للسلام والاخاء والرحمة، هؤلاء لهم عذاب اليم ولن يُكَفْكِف احد دموعهم وستبقى حياتهم نحيبا وعويلا امام محكمة الله ولن تشفع القدس فيهم بل تبكتهم وتعنفهم وتشكوهم؛ ويَقَعون في يد العدالة الإلهية، ويومها لا يرحمهم الله لأنهم لم يرحموا الفقراء والمساكين والمظلومين في القدس وأهلها وشعبها.
وتابع: يا عرب ويا مسلمون، القدس في الارض قاضية وحاكمًا فمن عمل معها صالحا فلنفسه وله اجر عظيم ومن عمل باطلاً وشراً او تقاعس عن الرفق بها فجهنم مأواه وساءت مصيرا.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من مارس الماضي بمسيرات سلمية قرب السياج بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من مارس الماضي بمسيرات سلمية قرب السياج بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.