العقل انتصر على المشاعر- معاريف

الساعة 12:36 م|11 ابريل 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

انتصار عملي هائل لنتنياهو. انتصار معنوي لغانتس. حملة الانتخابات "كله الا بيبي" فشلت. فلندع المحللين يحللون ويحسبون تشكيلة الائتلاف التالي ومصير أزرق أبيض كحزب. أما انا فسأتناول نقطتين اخريين.

الاولى هي أني لا يمكنني أن افهم لماذا في كل وسيلة اعلامية، في كل الاستطلاعات، درجوا على اجراء التقسيم الى كتلة يمين وكتلة وسط – يسار.

لقد عجز عقلي عن ان أفهم بضعة امور اساسية: لماذا يلصق الوسط دوما باليسار وليس باليمين؟ لماذا لا يروننا كتلة يمين – وسط مقابل كتلة يسار؟ واكثر من ذلك: لماذا الاحزاب العربية، التي ترفض جوهر وهوية دولة اسرائيل اليهودية، تدرج في كتلة الوسط – اليسار؟ فهل يمكن لاحد أن يشرح للعقل السليم للمواطن المعقول ماذا لحزب التجمع الديمقراطي واليسار؟ اليسار الاسرائيلي غير المتطرف يوجد في ميرتس وفي العمل. وهو موجود بالطبع في الكثير من المنظمات المدنية، في وسائل الاعلام، في الاكاديمية، ولكن من ناحية حزبية في كليهما فقط. بمعنى، ان اليسار اصغر من عدده، ولكنه مؤثر جدا من ناحية اعلامية، مثلا. أما عرض كتلة الوسط – اليسار مع الاحزاب العربية فهو مثابة عرض عابث يخلق الانطباع بانه يوجد زعما اصوات كثيرة لليسار.

 النقطة الثانية تبدأ في قصة من الحياة وقعت قبل بضعة ايام في رمات شارون. ففي اثناء حديث حول طاولة قهوة، قلت اني سأصوت لليكود وبدأت اعلل. فصدمت سيدة كانت تجلس بجانبي، نهضت من مكانها وانتقلت الى الجلوس في كرسي فارغ بعيدا عني، قرب سيدة اخرى، كانت مفتونة باقوال كتبت تنديدا بنتنياهو. وشرحت المرأة التي ابتعدت عني فقالت: "اريد ان ابتعد عن المقربين". نعم، هكذا قالت.

اذا كان ثمة شيء ما يرفع لي ضغط الدم، فهو الموقف من مصوتي الليكود. فبصفتي مبايي ابن مبايي في ماضي، انا فخور في أن اكون واحدا من قطيع مصوتي الليكود. فخور بان اكون واحدا من الرعاع. واحد لا يعرف كيف يفكر وحده. انا اقرأ واسمع بان نتنياهو هو مثل خامينئي، تشاوشسكو أو اردوغان واواسي نفسي بان الغباء هو اغلب الظن من نصيب الاشخاص، المتفوقون والمتخلفون على حد سواء.

قليكن واضحا: أنا أنفر من سلوك نتنياهو. واحيانا كنت اصلي بصمت ان يخسر في الانتخابات فقط بسبب زوجته وابنه. ولكن مشاعري خسرت. انجازات الدولة في عهده، في كل المجالات، كثيرة وكبيرة ولا يمكن تجاهلها، كما لا يمكن ايداع دفة الدولة في يدي شخص عديم التجربة. العقل لم يسمح لي.

وشيء ما مفعم بالمفارقة: في وابل الشتائم والموقف السلبي تجاه نتنياهو، زعم أيضا ان الرئيس الامريكي ترامب والرئيس الروسي بوتين أيدا رئيس الوزراء ويريدان انتصاره. كيف فهمت هذا القول؟ اذا كان بيبي نجح في سحر عملاقين عالميين فأيداه، وليس فقط القطيع في جنوب تل أبيب، فأنا أيضا سأؤيده.

 ولا يزال صوت العقل يصرخ، عبثا على ما يبدو: حكومة وحدة.