ما مصير التفاهمات الإسرائيلية مع غزة بعد فوز اليمين؟

الساعة 10:17 م|10 ابريل 2019

فلسطين اليوم

بعد أن اتضحت معالم الانتخابات "الإسرائيلية" بفوز اليمين "الإسرائيلي" على اليسار والوسط، بعد دعاية انتخابية اتخذ قطاع غزة نصيباً كبيراً منها، تم خلالها التوصل لتفاهمات بين فصائل المقاومة وإسرائيل بوساطة مصرية، وسط انتقادات من المعارضة الإسرائيلية لنتنياهو آنذاك، وخاصة من حزب الجنرالات واليمين المتطرف.

وباستحالة تشكيل نتنياهو حكومة تضم كل اليمين أو حكومة وحدة مع حزب الجنرالات، يتساءل البعض عن مستقبل التفاهمات مع قطاع غزة، هل سيتلتزم بها نتنياهو؟ أم ستذهب أدراج الرياح نحو عدوان إسرائيلي واسع؟.

الخبير في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، قال لـ "فلسطين اليوم"، لا يمكن الحديث الآن عن ماذا ستكون العلاقة بين فصائل المقاومة ودولة الاحتلال، إلا بعد أن تتضح صورة الحكومة وطبيعة الائتلاف المُشكل لها؟، وهل سيذهب نتنياهو بالتفاهم مع شركاؤه الطبعيين من اليمين الصهيوني؟، مشيراً إلى أنه في حال ذهب نتنياهو إلى ذلك فليس له مصلحة بالذهاب إلى قلب الأوراق. مستدركاً إذا كان من ضمن هؤلاء الحلفاء أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي استقال من الحكومة السابقة لأنه يريد تغيير في العلاقة مع غزة، ولن يعود للحكومة على نهج نتنياهو السابق، وفي حال دخل ليبرمان الحكومة بالتأكيد ستتغير نوعاً ما التفاهمات مع غزة.

ومن ناحية أخرى، إذا ذهب نتنياهو لحكومة وحدة وطنية مع حزب الجنرالات سيكون أيضا تغيرات لأن الأمور اتضحت أيضاً بالنسبة لصفقة القرن، والتي يرفضها الفلسطيني ومركز الرفض غزة، وسيكون شرعنة بالتصعيد ضد غزة لإجبارها على ذلك.

وعن المدى الزمني لاستمرار التفاهمات، أوضح لافي أن الأمور تحتاج إلى وقت، وهي مرتبطة بعدة عوامل، العامل الأول أن هناك شهرين حتى يتم قسم الحكومة الجديدة وتشكيلها، والامر الثاني، موضوع طبيعة الائتلاف الذي سيشكل، والامر الثالث مدى تطور الاحتكاك ما بين المقاومة وإسرائيل خاصة على موضوع مسيرات العودة وكسر الحصار، وهل سيلتزم نتنياهو بالتفاهمات؟، إضافة إلى الوضع الإقليمي في المنطقة وخاصة عندما تم إعلان هضبة الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، هذا مؤشر قد يحدث تغيرات في الجبهة الشمالية، ولن يكون مصلحة إسرائيلية في تفعيل الجبهة الجنوبية، والعامل الأخير هو موضوع صفقة القرن، التي سيقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شهر يونيو القادم، وهذا من العوامل التي ستحكم العلاقة بين غزة وإسرائيل، وهل ستستمر التفاهمات بين المقاومة ودولة الاحتلال؟.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، فرأى أنه من المتوقع أن تستمر التفاهمات بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة في قطاع غزة حتى نهاية العام الجاري، ما لم تحدث تطورات ميدانية وعسكرية كبيرة، لافتاً إلى أنه من الواضح أن لدى نتنياهو رغبة باستمرار التفاهمات مع قطاع غزة بهدف تسكين الجبهة الأمنية في الجنوب والتفرغ لجبهات أخرى في الشمال.

وقال عامر لـ "فلسطين اليوم":" نحن الآن في شهر أبريل، ويفترض في حزيران يقدم نتنياهو حكومته الجديدة، وهذا يعني انقضاء الصيف، وهناك تقديرات أن التهدئة الأمنية في قطاع غزة هي مصلحة "إسرائيلية" بسبب عدم وجود حل عسكري للوضع الميداني في القطاع؛ وهناك حالة من الرغبة المصرية والقطرية والأمم المتحدة باستمرار التفاهمات حتى نهاية العام؛ كما أن هناك مصلحة لدى فصائل المقاومة في القطاع باستمرار هذه التفاهمات.

وأضاف، أن نتنياهو لديه اهتمام بهذا الموضوع ولديه القدرة على تجييش الحكومة حول هذا الموضوع على الأقل حتى نهاية العام الجاري.

وما بين متفائل ومتشائل تجاه التزام نتنياهو بالتفاهمات مع قطاع غزة، فستتضح الأمور جلياً خلال الأشهر القليلة القادمة وتحديداً عقب اظهار هوية الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

كلمات دلالية