يتزايد خوف وقلق أهالي الأسرى على ذويهم في سجون الاحتلال شيئًا فشيئًا، لا سيما مع استعداد الأسرى الفلسطينيين بالشروع في إضراب عن الطعام لاستعادة إنجازاتهم وحقوقهم المسلوبة من قبل إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلية.
فحالة الألم والحسرة التي تعتري أهالي الأسرى لا تفارق قلوبهم، معربين عن قلقهم إزاء تصاعد حدة المواجهة بين الأسرى والإدارة، والتي وصلت ذروتها بعد عمليتي القمع الأشد في معتقلي "عوفر" و"النقب" والتي أصيب فيها العشرات من الأسرى.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" رصدت المعاناة التي يكابدها أهالي الأسرى خلال اعتصامهم في مقر الصليب الأحمر بغزة، حيث أبدت والدة الأسير عمر وادي الذي يبلغ من العمر(27 عامًا) قلقها جراء الحملة الإسرائيلية المسعورة التي يشنها الاحتلال بحق الأسرى في السجون.
وتقول والدة الأسير، إنها من بداية الأحداث الأخيرة في سجون الاحتلال لم تعرف أي شيء عن ابنها عمر، مشيرة إلى أنها تسمع عن ترحيلهم ونقلهم من سجن لآخر، وتشديد للإجراءات عليهم بحقهم ناهيك عن أجهزة التشويش التي تسبب لهم مرض السرطان.
وتضيف: "الأسرى في سجون الاحتلال يمرون بمعاناة شديدة ويحتاجون لوقفة جدية وحقيقية بتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة قرارات السجان الظالم والانتصار للأسرى الصامدين في السجون "الإسرائيلية"، فقد قدموا أرواحهم فداء لفلسطين والقدس.
وتشير والدة الأسير عمر، إلى أن الاعتصام أمام الصليب الأحمر لا يكفي وحده للتضامن مع الأسرى، مطالبة المقاومة الفلسطينية بالوقوف جديًا والوفاء بوعدها للأسرى وتحريرهم من سجون الاحتلال.
أما والدة الأسير سميح ماهر الحداد، فلا تُحسد فيما تشعر به من آلم وحسرة على ابنها الذي يقبع خلف سجون الاحتلال، فقد اعتقلته قوات الاحتلال أثناء سفره للعلاج في الأراضي المحتلة عند مروره بمعبر بيت حانون.
وتشير والدة سميح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن ابنها معتقل حاليًا في سجن "نفحة" الصحراوي، وجرى نقله في البداية من سجن المجدل إلى ايشيل في بئر السبع، لافتة أن الأسرى يخوضون معركة كبيرة بأنفسهم، معربة عن خوفها من الإجراءات والمضايقات الإسرائيلية بحق الأسرى.
وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمساندة الأسرى ودعمهم حتى تحرير كامل الأسرى من سجون الاحتلال.
وفي مشهد آخر، أبدت زوجة الأسير محمد فاروق مرتجى خوفها على مصير زوجها، خاصة مع تشديد الاحتلال إجراءاته الخانقة بحق الأسرى، ناهيك أنها ممنوعة من زيارته منذ اعتقاله عام بتاريخ 12/2/2017 بزعم نقل أموال لصالح حركة حماس.
وتقول زوجة الأسير لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن محمد لم يرى أولاده منذ سنتين، كما أن راتبه مقطوع ولا يوجد أي تواصل معه جراء اجراءات الاحتلال التي تهدف للنيل من عزيمة الأسرى وكسر صمودهم في سجون الاحتلال.
وأضافت: والدة زوجي زارته مرة واحدة وقال لها إنه يتمنى احتضان طفلته سارة التي فارقها عندما كان تحبو على الأرض بعمر سنة بقوله: "نفسي أشوفها وأسمع صوتها".
وتمنت زوجة الأسير مرتجى أن يولي العالم قضية الاسرى في السجون الإسرائيلية اهتمامًا أكبر بالضغط جديًا على الاحتلال الإسرائيلي بالعدول عن الإجراءات الظالمة بحق الأسرى والاستجابة بتنفيذ حقوقهم المشروعة.
بدوره، قال الأسير المحرر محمد أبو الريش "أبو كايد"، إن الأسرى في سجون الاحتلال يمر بمعركة حاسمة وصعبة ضد مصلحة السجون "الإسرائيلية"، خاصة في أعقاب تركيب أجهزة التشويش، إضافة إلى التفتيش العاري ومنع الزيارات وسياسة العزل الانفرادي.
وشدّد أبو الريش خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" على أن ملف الأسرى وطني بامتياز ولا يقل شأنًا عن قضية القدس وحق العودة، وأن الاحتلال الاسرائيلي يجب عليه الانصياع للقوانين الدولية.
وناشد المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر للعمل بشكل جاد والضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره على تنفيذ بنود اتفاقية جنيف التي كفلت حقوق الأسرى.
يشار إلى أن قيادات الأسرى الفلسطينيين أعلنوا استعدادهم للشروع في إضراب عن الطعام ابتداء من الأحد، احتجاجا على الإجراءات التعسفية التي قامت بها مصلحة إدارة السجون بحق الأسرى في الشهرين الأخيرين خاصة في سجن النقب، واستمرارا لنضال الأسرى من أجل استعادة إنجازاتهم وحقوقهم التي سلبتها إدارة معتقلات الاحتلال، والحفاظ على ما تبقى منها.