عشية التصويت:

تحليل الانتخابات "الإسرائيلية" هي الأشرس والأكثر استقطاباً وغزة تفرض نفسها بقوة

الساعة 10:28 ص|08 ابريل 2019

فلسطين اليوم

بعد أقل من 48 ساعة، ستبدأ الانتخابات "الإسرائيلية"، بعد انتهاء الدعاية الانتخابية في السابعة من مساء أمس الأحد رسمياً، في انتخابات وصفت بالأشرس والأكثر استقطاباً في تاريخ الانتخابات "الإسرائيلية".

"فالإسرائيليون" سيصوتون غداً 9 أبريل/ نيسان في الانتخابات، التي تسبق موعدها الأصلي بسبعة أشهر، بعد الدعوة لانتخابات مبكرة، بسبب خلافات عدة أبرزها مشروع قانون للتجنيد، واستقالة وزير الحرب السابق، أفيغدور ليبرمان؛ احتجاجاً على قبول رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو هدنة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وتعد الانتخابات "الإسرائيلية" الحالية الأقوى والأشرس على نتنياهو تحديداً، فيما كانت "غزة" الملف الأكثر نقاشاً في أروقة الانتخابات "الإسرائيلية" على مدار الأسابيع التي مضت.

فلا ينفك نتنياهو حتى عشية الانتخابات أن يخرج بتصريحات نارية أبرزها إبلاغه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا مفر من ضم أجزاء من الضفة، وأنه يستطيع احتلال قطاع غزة، وأن ذلك يمكن أن يحدث في حالة عدم وجود خيار آخر.

وقد اتفق المحلل "الإسرائيلي" عدنان أبو عامر، في حديث مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن الانتخابات "الإسرائيلية" هذا العام هي الأكثر استقطاباً حيث أن الفوارق بين الناخبين قليلة، في ظل تقارب البرامج الانتخابية، والرغبة "الإسرائيلية" في اجراء تغيير في شكل وطبيعة الحكومة المقبلة التي لم تتغير منذ 11 عاماً.

ووفقاً لأبو عامر، فالانتخابات "الإسرائيلية" تشهد استقطاباً حاداً، فيما تتقارب نتائج الانتخابات وفقاً لمراكز البحوث والدراسات حول الانتخابات، حيث باتت الـ24 ساعة المقبلة حاسمة.

غزة الأكثر نقاشاً

وبشأن قطاع غزة، أوضح أبو عامر أنه على غير العادة تراجعت ملفات إقليمية ودولية، وحتى داخلية "إسرائيلية" سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية عن الدعاية الانتخابية فيما تقدمت غزة بصورة كبيرة وفرضت أجندتها على الناخب "الإسرائيلي" سواء من خلال التصعيد الذي شهده القطاع قبل أسابيع، أو الصواريخ التي أطلقت على "تل أبيب".

وبين، أن غزة باتت الملف الأكثر نقاشاً على طاولة هذه الانتخابات، وأصبحت معياراً لمن سيفوز، كما أن الفترة القادمة حتى بعد انتهاء الانتخابات ستكون غزة الموضوع الأكثر ضغطاً، بوجوب حل جذري لها سواء كان بتصفيات سياسية وتفاهمات أو خيارات عسكرية.

التفاهمات مع غزة

وبشأن التفاهمات مع غزة، بين أبو عامر أن التفاهمات مع قطاع غزة وافقت عليها كل الفصائل الفلسطينية وتمت بوساطة مصرية قطرية أممية، وبموافقة المستوى الأمني والسياسي والعسكري "الإسرائيلي"

وحول استمرار التفاهمات أو توقفها وفقاً لنتيجة الانتخابات، فأوضح أبو عامر أن التفاهمات بين الاحتلال وغزة ستمضي حتى بعد الانتخابات، لأن هذه التفاهمات كانت على مستويات سياسية وأمنية، لافتاً إلى أن هناك فترة انتقالية ستكون حتى تشكيل الحكومة الجديدة.

الضفة المحتلة ستكون الوجهة المقبلة

من جهته، يتوقع المحلل السياسي سفيان أبو زايدة، أن نتنياهو هو الذي ستلقى عليه مهمة تشكيل الحكومة "الإسرائيلية" القادمة مستنداً على الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تتنافس فيما بينها على فرض السيادة "الإسرائيلية" على الضفة المحتلة وضم مناطق جيم التي تشكل ما يزيد عن ٦٠٪ من مجمل المساحة .

وذكر، أن كل الاستطلاعات التي أجريت خلال الأسابيع والأيام الماضية تشير إلى تفوق كتلة اليمين بزعامة نتنياهو على كتلة الوسط واليسار التي يتزعمها رئيس الأركان السابق بني غانتس الذي هو أيضاً لم ينطق بكلمة واحدة تجاه حقوق الفلسطينيين أو حل سياسي للصراع على أساس حل الدولتين.

ولفت أبو زايدة إلى أنه في حال تشكيل حكومة يمينية بزعامة نتنياهو مستندة إلى اليمين الجديد بزعامة نفتالي بينت و آيلت شاكيد و موشي فيغلن و البيت اليهودي، هذا يعني أن هذه الحكومة سيكون لها وجهة واحدة وهي الضفة الغربية.

وأوضح، أنه ستكون مهمة هذه الحكومة استغلال وجود ترامب وإدارته المتطرفة وتمزق الحالة الفلسطينية وتسجيلهم الانتصارات على بعضهم البعض لحسم الصراع على الضفة من خلال ضم مناطق من الضفة وتطبيق القانون "الإسرائيلي" عليها وإدارة الصراع بذكاء كما قال نتنياهو في كل ما يتعلق بغزة.

كلمات دلالية