أكد مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش أن واقع الأدوية بغزة بات صعبا جدا بعدما رفعت السلطة في رام الله يدها تماما عن إرسال الدواء للقطاع منذ بداية العام الجاري.
وبين البرش لـصحيفة "فلسطين" أن أكثر من 48% من الأدوية غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة بغزة "حوالي 237 صنفا دوائيا" كما أن أكثر من 23% من المستهلكات الطبية غير متوفرة.
وقال البرش: "هذا ينعكس سلباً على خدمات أساسية تقدمها الوزارة كمرضى السرطان وأمراض الدم والطوارئ والعمليات والعناية الفائقة والقسطرة القلبية والقلب المفتوح"، مبيناً أن هذه الخدمات مهددة بالإيقاف بسبب شح الأدوية والمستلزمات الخاصة وعدم توريدها من رام الله.
وشدد على أن أزمة الدواء بغزة تزداد وتيرة العجز فيها بسرعة كبيرة لعدم وجود مَنْ يورد الدواء في حين أن هناك استهلاكا مستمرا، قائلاً: "استهلاك غزة الشهري يتجاوز مليونَي دولار شهرياً، وهو المصروف الفعلي للأدوية والمستلزمات".
وتابع: "هناك خدمات أساسية تأثرت سلباً بوضوح فمستلزمات صحة الأم والطفل مفقود منها أكثر من 72%، وأدوية الرعاية الأولية مفقود 61% منها".
ومضى البرش بالقول: "كما أن المصابين بالأمراض المزمنة (كأمراض الضغط والسكري التي تعد فئات هشة) لا تستطيع اليوم أن تجد أدويتها الخاصة بها، ما يؤثر سلباً على صحة المريض ويسبب مضاعفات عكسية للمريض ويجعل هناك ضغطاً على المستشفيات لعلاج هذه المضاعفات بسبب عدم تناول المريض أدوية مرضه المزمن".
عقوبات سياسية
وأشار البرش إلى أن العجز في أدوية أمراض السرطان والدم تجاوز الـ55% رغم أن هذه الأمراض تسير وفق بروتوكولات علاجية ما يؤثر سلباً على علاجهم، لافتاً إلى أن هناك مشكلات في الخدمات الطبية بسبب العجز الكبير في بعض الأصناف الذي يتجاوز الـ80%.
وعلى الرغم من إرسال الوزارة بغزة الطلبيات الشهرية من الأدوية غير المتوفرة بغزة حسب النظام المبرمج مع المستودعات المركزية في رام الله، فإن الأخيرة لا تلقي بالاً لذلك، ويتذرع المسؤولون عنها بعدم وجود قرار سياسي لصرف الدواء لغزة، ضمن عقوبات سياسية تفرضها السلطة.
وبين البرش أن "مسيرات العودة" ضاعفت صرف الدواء في غزة والمستشفيات بما يزيد على 30% عن المعدل الطبيعي، قائلاً: "هناك عجز كبير في الأدوية اللازمة للجرحى، وناشدنا المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للوقوف على هذا الأمر، وأخذ دورها الحقيقي للجم الاحتلال الإسرائيلي حتى لا يستهدف المدنيين، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل وزارة الصحة كما حدث في استقبالها لعدد كبير خلال السنة الأولى من المسيرة".
وأشار لوجود استجابات محدودة وخجولة من بعض المنظمات الدولية بخصوص مسيرات العودة التي قامت بعمل خيام طبية في مكان المسيرة ودعمها ببعض احتياجات الأدوية، مبيناً أن تلك المنظمات ليست لها إستراتيجية واضحة في دعم الوزارة في احتياجاتها الملحة، فهم يتعاملون فقط مع "مسيرة العودة" كلمف طارئ.
وأضاف البرش: "لم يطرأ شيء على الواقع الدوائي خلال الأشهر السابقة، ونأمل أن يتوفر للمواطن بغزة نصيبه من الدواء وعدم زيادة معاناته جراء الحصار المفروض عليه"، مبدياً أمله بأن يتم إبعاد ملف الدواء واحتياجات المواطن الصحية عن أي تجاذبات سياسية أو ضغوطات على غزة.