رغم وجود تقدم في تفاهمات التهدئة

خبير عسكري يوضح أسباب تحليق طائرات الاستطلاع ويحذر رجال المقاومة

الساعة 08:26 م|04 ابريل 2019

فلسطين اليوم

رغم وجود تقدم في تفاهمات التهدئة بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، وابتعاد شبح العدوان ضد المدنيين في القطاع، إلا أن الظروف الميدانية والتحركات الإسرائيلية من خلال التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع يفرض على المقاومين خاصة الحذر الشديد.

منذ عدة أيام وسماء قطاع غزة ملبدة بطائرات الاستطلاع التي تعرف بين الغزيين بـ"الزنانة" حيث تخترق صوتها طبلة الأذن، ما يوجب توخي الحذر الشديد بين صفوف رجال المقاومة، والا يأمنوا مكر الاحتلال فما زال شبح العدوان الإسرائيلي قائماً.

الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أكد أن أسباب شبح العدوان العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة لا زال قائماً، من الناحية السياسية هناك الكثير من اللوم على نتنياهو بإضعاف قدرة إسرائيل على ردع المقاومة، ومن الناحية العسكرية لا يزال الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع ويكثف من طلعاته الجوية من خلال طائرات الاستطلاع.

وأشار الشرقاوي في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن تكثيف تحليق الطائرات الإسرائيلية في سماء قطاع غزة ينذر بخطر كبير ولذلك يجب توخي الحذر من رجال المقاومة، لافتاً إلى أن الطائرات الإسرائيلية كافة تحمل صواريخ دقيقة وخطيرة.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتميز بالغدر وركل التفاهمات في حال سنحت له الفرصة لصيد ثمين، مبيناً أن طائرات الاستطلاع هدفها إجراء مسح جوي بشكل كامل لجميع مناطق القطاع ونقل المعلومات مباشرة إلى غرفة العمليات الإسرائيلية على الحدود.

ولفت إلى أن الهدف الأخر من التحليق المكثف لطائرات الاحتلال هو استمرار جهوزية الجيش، ودراسة تحركات القيادات الفلسطينية، متوقعاً بأن "بنك الأهداف للطائرات الإسرائيلية -الاستهداف لقيادات عسكرية وأسلحة استراتيجية- لم يعد موجوداً بفضل انفاق المقاومة، والاستخبارات الإسرائيلية تعيش اليوم حالة من الارباك الواضح".

وقال: "احتمالات العدوان ضد غزة قائمة لأن قيادات المعارضة الإسرائيلية تواصل اظهار نتنياهو على أنه استسلم وفرط بقوة الردع الإسرائيلية إضافة إلى أنه ساعد المقاومة في غزة على التجرأ بقصف تل أبيب مرات عدة، وهذا الامر قد يضعف حزب نتنياهو في الانتخابات أمام جنرالات الحرب".

وأضاف: "أتوقع أن يكون هناك مفاجأة من نتنياهو قبل الانتخابات لإصلاح ما أفسدته صواريخ المقاومة التي وصلت تل أبيب في الانتخابات"، مشيراً إلى أن نتنياهو وقع أمام خيارين في غاية الخطورة أولهما عدم شن عدوان على القطاع مما قد يعرض حزبه للهزيمة في الانتخابات، والثاني هو شن عدوان على القطاع لا يعرف عقباه ولا موعد انتهائه.

وشدد الخبير العسكري، بأن المقاومة أثبتت قوتها ولا خوف عليها في مواجهة جيش الاحتلال، معتقداً أن الخوف قائم من الناحية السياسية والرضوخ لتفاهمات قد تكون مؤلمة.

يُشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لوح، بشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، مؤكداً أن كل الخيارات واردة بما فيها احتلال غزة.

وقال نتنياهو في تصريحات أوردتها هيئة البث العامة الإسرائيلية قُبيل مغادرته روسيا: "إن ذلك -الحرب- سيكون الخيار الأخير وأنا لا أشن حرباً غير ضرورية، مشيرا إلى تنفيذ عمليات عدة في السنوات الماضية باستثناء إعادة احتلال القطاع المحاصر.

وعن الحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، زعم نتنياهو، أن الحشود أجبرت حركتي حماس والجهاد الإسلامي على إبعاد المتظاهرين ضمن مسيرات العودة عن السياج الحدودي.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد نحو عشرة أيام من تصعيد عسكري إسرائيلي عقب سقوط صاروخ بلغ مداه 120 كيلومترا تقريبا على منطقة هشارون (شمال شرق تل أبيب)، مما أسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين.

وفي ذات السياق أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أول أمس الثلاثاء أن الصاروخ انطلق من قطاع غزة جراء خطأ فني، لكنه أكد أيضا أنه يبعث رسالة.

وتتواصل منذ أيام بوساطة مصرية محادثات لتثبيت التهدئة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، حيث أكدت مصادر خاصة لفلسطين اليوم عن وجود تقدم في التفاهمات وافرزت جدولاً زمنياً للتنفيذ.

كلمات دلالية