علامات استفهام حول الأسباب الحقيقية

تحليل معركة تشكيل حكومة اشتيه تفتح باب الاستقالات الجماعية داخل الأحزاب المنافسة !

الساعة 12:17 م|04 ابريل 2019

فلسطين اليوم

مع اقتراب إعلان رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد اشتيه عن تشكيل حكومته الـ 18، والتي رفضت الفصائل الفلسطينية الوازنة المشاركة فيها (حماس، الجبهتين الشعبية والديمقراطية)، بالإضافة إلى الجهاد الإسلامي التي لم يسبق لها أن شاركت في أي من الحكومات السابقة، أثارت الاستقالات من حزب الشعب و"فدا" علامات الاستفهام حول ماهية هذه الاستقالات وتأثيرها على الحكومة الجديدة؟ وهل ستنجح الحكومة فيما فشل فيه الآخرون؟

يشار، إلى أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ أعلن أن رئيس الوزراء المكلف محمد إشتيه سيقدم حكومته خلال الأسبوع القادم بعد مشاورات طويلة حيث أيدت سبعة فصائل فلسطينية تشكيل الحكومة الجديدة وكذلك قطاعات واسعة من المجتمع المدني.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، رأى في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، أن هذه الاستقالات لن تؤثر على تشكيل الحكومة القادمة، وأن الأمور ستسير وفق ما تم الاتفاق عليه بين هذه الفصائل ورئيس الحكومة الجديد، لافتاً إلى أن استقالة وليد العوض من قيادة حزب الشعب ناتجة عن تطلعاته، وليس نتيجة المشاركة في الحكومة أصلاً. بينما حزب "فدا"، جاءت الاستقالات نتيجة وجود تلاعب من قبل بعض الأطراف داخل الحزب، مستدركاً أن رد الفعل ربما كان أكبر من التوقعات في داخل فداً، ولكن الحزب سيواصل الالتزام بالمشاركة بما تم الاتفاق عليه، ومن ثم سيتم محاولة ترقيع الوضع الداخلي.

وحول تصريحات رئيس الحكومة المكلف بأن هذه الحكومة هي حكومة الكل الوطني، رأى عوكل أن فصائل المنظمة 13 فصيلاً، والمشاركين فيها ستة فصائل كما أعلن بخلاف حركتي حماس والجهاد الإسلامي من خارج المنظمة، متسائلاً أين هي حكومة الكل الوطني إذاً؟ كما أن الفصائل الوازنة في المنظمة ليست جزءًا منها (الجبهتين الشعبية والديمقرطية).

وعن إمكانية تقديم الحكومة القادمة أفضل مما قدمته الحكومات السابقة، رأى عوكل، أن الوقائع أمام الحكومة لم تختلف عن سابقتها، من حيث الظروف والبيئة السياسية والاجتماعية والتحديات، ولكن ربما نكون أمام حكومة أكثر فعالية في العمل الميداني، لأنه يفترض أن هذه الحكومة تمثل حركة فتح، وبالتالي حركة فتح يجب تحت ضغط المسؤولية تساعد الحكومة على تنفيذ بعض مهماتها. مستدركاً إذا بقي الانقسام ومشروع صفقة القرن والسياسيات الأمريكية والضغوط الأمريكية والمالية على السلطة، فليس من السهل أن تنجح الحكومة فيما فشلت فيه الحكومات السابقة.

في ذات السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن الاستقالات في حزب الشعب وفدا مختلفتين، فحزب الشعب تتعلق الاستقالة بمسألة داخلية وقرار المشاركة في الحكومة نافذ. أما حزب فدا، فالأمر مختلف لأن الاستقالات جاءت بسبب الموقف من المشاركة في الحكومة، مرجحاً أن يتم حل المشكلة بقرار عدم المشاركة وهو القرار الذي أعلن عنه سابقاً.

وأوضح حبيب لـ "فلسطين اليوم"، أن هذه الحكومة هي حكومة فائضة عن الحاجة ولا ضرورة لها، ومكامن الفشل سيلاحقها في القضايا الكبرى كما لاحق الحكومات السابقة، لأن المحددات ذات طبيعة "إسرائيلية" وتعنت من قبل حركة حماس، وهذه المحددات ستستمر.

الجدير ذكره، أن هذه الحكومة جاءت رغم إعلان الفصائل الفلسطينية الأكثر وزناً في الشارع الفلسطيني عن رفضها، كونها ستعزز الانقسام وتكرسه، وتمثل استفراد من قبل حركة فتح بالقرار وررفضها للشراكة السياسية.

كلمات دلالية