يرى أستاذ العلوم السياسية البروفيسور عبد الستار القاسم، أن معركة جنين البطولية شكلت نموذجاً عظيماً من التكاتف والوحدة بين المجاهدين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بطريقة وفكرة علمية أدت لهزيمة الجيش الذي يقال عنه لا يقهر.
ويعتقد البروفسور قاسم في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" بأن معركة جنين في ظل الواقع الذي تعيشه الضفة المحتلة هذه الأيام لا يمكن أن تتكرر مطلقاً، عازياً السبب لمجموعة من الإجراءات التي نفذتها السلطة الفلسطينية وأحدثت تغيراً كبيراً في حياة المجتمع.
وأكد أن "معركة جنين لم تكن معركة ارتجالية أو فهلوة من المجاهدين أو كل حزب يقاتل من جهة بل كانوا موحدين يصنعون التاريخ والكرامة لشعبنا الذي يذوق الويلات من بني جلدته فكانت معركة عبقرية وفذة نفتخر بها".
وقال: "أتذكر معركة جنين البطولية جيداً، وكيف كان العقل العلمي الذي يتمتع به المجاهدين والوحدة التي تجسدت خلال المعركة وطرق نصب الكمائن والتفجيرات ضد جيش الاحتلال هذه مشاهد عز وفخر لنا وبتكرارها ننتصر ونهزم أعدائنا".
وأضاف: "للأسف نحن لا نتعلم الدروس والعبر في مواجهة الاحتلال، فالمواجهة اليوم ليست شاملة في الأراضي الفلسطينية كافة بل في قطاع غزة فقط، بينما الضفة تتعايش مع الاحتلال، ومن يريد التعايش مع الاحتلال يعزز الانقسام ويزيد الفرقة بين أبناء الشعب".
وأوضح أن "من يريد التعايش مع الاحتلال واحلال السلام فهو بالتأكيد لن يسمح بأن تتكرر معركة جنين البطولية مرة أخرى والتي يجب أن تكون درس وعبرة لقادة السلطة بأن الاحتلال لا يمكن أن يرحل من أرضنا أو يقدم لنا شيء إلا بالقوة والوحدة".
ولفت البروفسور قاسم إلى أن أقصى ما قد يحدث في الضفة هو تنظيم مسيرات ومظاهرات واعتصامات احتجاجاً على ما يجري، واستعادة الدور الذي كانت عليه الضفة في زمن معركة جنين بحاجة إلى توفر السلاح ونهج المقاومة.
وبين أنه "مهما تطورت أدوات ووسائل المقاومة في الضفة في هذه الفترة ستبقى محدودة لأنها مراقبة من قبل أعين السلطة والاحتلال، فكل ما يجري من عمليات بطولية هي عمليات فردية وليست منظمة أو مخطط لها".
يُشار إلى أن معركة مخيم جنين البطولية وقعت بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية عام 2002 بتاريخ (1/4 واستمرت حتى 12/4) ضمن عملية شاملة في الضفة المحتلة أطلق عليها جيش الاحتلال عملية السور الواقي، واستشهد خلال المعركة البطولية 58 مجاهداً فيما اعترف الاحتلال بمقتل 29 جندياً.
وسطع نجّم مخيم جنين بصمود مقاوميه ورباطة جأش ساكنيه، وروح أطفاله الذين كانوا يداعبون بمفرقعاتهم أولئك الملثمين المنتشرون بأنحاء المخيم لصد الهجوم الإسرائيلي المتوقعة ضده.
وفي ذات السياق أشارت منظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى، أن الجيش "الإسرائيلي" أثناء إدارة عملياته في مخيم اللاجئين ارتكب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية.