الضغط في أوساط سجناء حماس كفيل بأن يؤدي إلى اضراب غير عادي في حدته عشية الانتخابات- هارتس

الساعة 12:08 م|03 ابريل 2019

فلسطين اليوم

 

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: توقع السجناء باطلاق سراحهم ضمن صفقة قريبة الى جانب الغضب من تركيب اجهزة تشويش الهواتف الخلوية في اقسام السجون، يسرع الاستعداد من اجل اجراء اضراب جمالي عن الطعام. قيادة حماس في السجون تدرك التوقيت الحساس، لذلك يتوقع أن يكون الاضراب عدائي بشكل خاص - المصدر).

على خلفية ما يظهر كتقدم في الاتصالات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس حول وقف اطلاق النار طويل المدى في قطاع غزة تبرز الاختلافات في المواقف بين الطرفين بشأن السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. حسب معرفتنا في هذه الاثناء لم يسجل أي اختراقة في المفاوضات بشأن صفقة السجناء. الاحباط في اوساط سجناء حماس يزداد بسبب ذلك وبسبب المواجهة مع مصلحة السجون في اعقاب تركيب اجهزة تشويش الهواتف الخلوية في عدد من السجون. التوتر يمكن أن يشتد في الاسبوع القادم بسبب اضراب عن الطعام يخطط له كبار السجناء وتحويله الى مواجهة واسعة امام السلطات.

صباح أمس ادعة قناة "القدس" المتماهية مع حماس إن الاتصالات بين اسرائيل وحماس على تهدئة في القطاع تشمل ايضا محادثات حول اطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل جثث الجنود الاسرائيليين واعادة المواطنين الاسرائيليين الموجودين في القطاع. في اسرائيل سارعوا لنفي هذه الاقوال. عضو الكابنت السياسي، الوزير اسرائيل كاتس، قال إن "الاخبار حول ذلك غير صحيحة".

في السابق كان هناك منشورات كثيرة في وسائل الاعلام العربية تتعلق باختراقة في المفاوضات بشأن السجناء. هذا السيناريو لا يبدو معقولا الآن ايضا بسبب الظروف السياسية في اسرائيل. صفقة، قبل لحظة من الانتخابات، يجب أن تكون مقرونة باطلاق سراح سجناء كثيرين – خطوة في اعقابها سيتلقى الليكود انتقاد شديد على خضوعه للارهاب. خلافا لايام الاتصالات حول صفقة شليط لم ينشأ ضغط عام حقيقي على الحكومة لتقديم تنازلات من اجل بلورة الصفقة.

في المقابل، في اوساط الجمهور الفلسطيني وفي اوساط السجناء، هناك توقع لاطلاق سراح سجناء، الذي سيأتي استمرارا للتسوية الصغيرة التي يتحدثون عنها الآن في القطاع (تسهيلات في الحصار مقابل تقليص العنف على طول الجدار وقبل تسوية اكبر سيتم التحدث عنها بعد الانتخابات، محاولة اعادة اعمار كبيرة للقطاع، ربما كجزء من خطة السلام للادارة الامريكية). الى جانب ما نشر في القدس نشر بالعربية ايضا اخبار مختلفة، حسب معرفتنا هي كاذبة، بشأن اتفاق بلور مع مصلحة السجون بشأن تسهيلات كبيرة للسجناء وعن رفع اجهزة التشويش.

فعليا، يبدو أن وزارة الامن الداخلي ومصلحة السجون يتمسكون بخطة تركيب اجهزة التشويش، بل يتوقع أن تتوسع في الاشهر القريبة. في نهاية آذار حدثت في سجن كتسيعوت حادثة عنيفة طعن فيها سجانين وأصيب 12 سجين. الحادثة مرتبطة بمواجهة حول تركيب الاجهزة.

في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في غزة رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، عرض عدة طلبات تتعلق بالسجناء وربطها للمرة الاولى بالاتصالات على التسوية. هنية طلب من اسرائيل وقف تركيب اجهزة التشويش في السجون، والعودة الى السماح للزيارات العائلة لسجناء حماس من القطاع ورفع الحظر الذي فرضته مصلحة السجون على شراء جزء من المواد الغذائية في الكانتينا.

توقعات السجناء لاطلاق سراحهم في صفقة قريبة الى جانب غضبهم من عمل اجهزة التشويش، التي نجحت في احباط المكالمات الهاتفية في الاقسام التي ركبت فيها – تسرع الاعداد للاضراب عن الطعام الجماعي بدء من يوم الاحد. يمكن الافتراض أن المنظمين ينتبهون الى التوقيت الحساس، قبل يومين من الانتخابات. الاضراب السابق الذي حدث في أيار 2017 تمت قيادته من قبل عدد من رجال فتح المرتبطين بمروان البرغوثي. الاضراب هذه المرة سيقام بيد قيادة حماس في السجون التي تعتبر عنيدة وطموحة اكثر. لذلك هناك احتمال كبير لأن تكون أكثر قتالية مما كان في السابق.

زعماء حماس في السجون لا يخفون خطتهم عن مصلحة السجون، ويبدو أن خطواتهم منسقة مع قيادة المنظمة في القطاع. رؤساء السجناء ينوون أن يضموا الى الاضراب بالتدريج آلاف السجناء المتماهين مع حماس وأن يدهوروا وضعهم بسرعة من خلال قرار الامتناع عن شرب الماء اضافة الى التوقف عن تناول الطعام. هذا السلوك يسرع جدا شدة الاضراب. وهو يمكن أن يؤدي الى ارسال سجناء كثيرين للعلاج في المستشفيات، في فترة يكون فيها الجهاز الصحي في المستشفيات موجود تحت ضغط كبير، وغرف الطواريء وفي الاقسام يكون هناك اكتظاظ استثنائي. ربما أن ذلك سيضع مرة اخرى معضلات أمام المستوى السياسي وامام اجهزة الامن بخصوص التغذية القسرية للسجناء.

الخوف الرئيسي فيما يتعلق بالاضراب الواسع، خاصة الذي يشمل الامتناع عن تناول المياه، هو موت السجين، الذي يمكن أن يؤثر على الوضع في السجون وأن يثير مظاهرات احتجاج عنيفة في الضفة وفي القطاع. ومثل موضوع القدس والحرم، فان مشكلة السجناء هي موضوع رئيسي لدى الجمهور الفلسطيني وهي تثير تأييد كبير وردود قوية. في مصلحة السجون وفي قيادة جهاز الامن اجريت مؤخرا عدة نقاشات تحضيرية قبل احتمالية الاضراب، التي فيها تم بحث سيناريوهات مختلفة لتدهور سريع واستعداد للتعامل معها.