مصوتو الليكود ليسوا آليين- هآرتس

الساعة 12:02 م|03 ابريل 2019

فلسطين اليوم

مصوتو الليكود ليسوا آليين

بقلم: أسرة التحرير- هآرتس

ان الخطر الذي تنطوي عليه حملة الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو لا يكمن في اساليب النشر لرسائله وفي التخوف من استخدام المحافل التي تعمل لاعادة انتخاب رئيس الوزراء لحسابات زائفة في الشبكات الاجتماعية أو تختبيء خلف حسابات وهمية لاناس حقيقيين. اذا ما تبينت أدلة على خرق قوانين الدعاية الانتخابية، من المهم بمكان التحقيق فيها وضمان منافسة نزيهة في المستقبل. ولكن البحث في "الآليين" وفي "الزائفين" هامشي في اهميته ويخدم حملة نتنياهو، الذي يحاول أن يربط مؤيديه بالطريقة المدروسة المتمثلة باتهام خصومه بالتعالي والاستخفاف في فهم ناخبي الليكود.

نتنياهو محق: ناخبوه ليسوا آليين. ولكن من يتعالى عليهم ويستخف بفهمهم هو بالذات زعيم الليكود، الذي جعل المنافسة على قيادة الدولة استعراضا للاهانات، التشهيرات والتحريض ويؤمن بان مؤيديه تحركهم مشاعر الدونية تجاه من يسميهم نتنياهو "هم" – "وسائل الاعلام"، "اليسار" وهذه المرة ايضا "النخب"، وهو مفهوم لسبب ما غاب عن الحملة الحالية ولكنه يوجد في الخلفية. نتنياهو يقول لناخبيه، صوتوا من أجلي و "هم" سيعاقبون.

المرشح نتنياهو لا يعرض على الجمهور شيئا باستثناء الثناء الذاتي والادعاء بالضحية. لا برنامج، لا خطة عمل للولاية التالية، فقط مقت شديد لمؤسسات الدولة، سلطات القانون والقضاء ووسائل الاعلام التي ليست "اسرائيل اليوم". وهو يخفي عن الجمهور أثمان انتخابه لولاية خامسة، والتي سيدفعها كل الاسرائيليين: تخليد النزاع مع الفلسطينيين، تعميق الاحتلال في المناطق واستخدام الجيش الاسرائيلي كقوة حفظ نظام وقمع، توسيع الطفيلية الاصولية، سحق المجتمع العربي، تعميق كم الافواه، تحطيم سلطات القانون والقضاء وتبرير الفساد كطريقة حياة.

سهل تجاهل النتائج الهامة لحكومة نتنياهو، على افتراض أنها لن تمس الا بالاخرين. ولكن هذا عمى خطير: فقمع المجتمع العربي، فضلا عن اضراره الاخلاقية، يكلف كل الاسرائيليين فقدان الناتج المستقبلي للاطفال الذين يتعلمون في جهاز تعليم ضعيف ولا يرون هنا مستقبلا. والمخصصات السخية والاعفاء من تعلم المواضيع الاساسية تجعل الاصوليين معتمدين على مخصصات الاغاثة، اضافة الى ضياع الانتاج. أما كم الافواه فيبعد عن اسرائيل رجال فكر وعلم وسيعظم حركة المقاطعة الدولية. والجيش الذي اختص بالاقتحامات الليلية للمنازل سيجد صعوبة في أن يقاتل في المعركة. وضم المناطق الذي يخطط له اليمين سينبت ارهابيين في اوساط الجيل الفلسطيني التالي ايضا. واذا كان رئيس الوزراء يتباهى بالفساد فلماذا لا يأخذ خادموا الجمهور الاخرون الرشوة؟

كل هذه الاثمان يحملها ليس فقط "اليسار ووسائل الاعلام" بل وايضا ناخبو الليكود. يوم الثلاثاء القريب القادم ستكون لهم فرصة للصحوة – وليضعوا حدا لحكم نتنياهو الفاسد والضار