تقرير محللان: تخاذل السلطة أضعف مسيرات العودة بغزة

الساعة 09:33 م|30 مارس 2019

فلسطين اليوم

شكلت مسيرات العودة التي يحيي أبناء الشعب الفلسطيني الذكرى الأولى لانطلاقتها، اليوم السبت 30 آذار، تزامنا مع الذكرى 43 ليوم الأرض، نقطة تحول في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وخاصة في قطاع غزة.

هذا الشكل من المقاومة الشعبية والسلمية، بدأ في الضفة الغربية، ولكن ذروتها كانت في العام 2011 خلال مسيرات العودة الكبرى في الذكرى 63 عاما على النكبة، وهو ما جعل الرهان على فعل موازي في الضفة ولكن ما حدث هو تخاذل السلطة مقابل استمرار العمل الشعبي المقاوم في القطاع على مدار عام كامل.

حول هذا التراجع وتخاذل السلطة يقول أستاذ العلوم السياسية البروفيسور عبد الستار القاسم إن سببه "السلطة الحاكمة" في الضفة ورفضها أيه تحرك مقاوم مهما كان شكله وملاحقتها كل من يحاول التحرك.

وتابع قاسم في حديث لـ" وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "السلطة ألهت سكان الضفة بالرواتب و القروض، وأبعدتهم عن المقاومة بكافة أشكالها، ولم يكن هناك أيه اهتمام حول ما يجري في القطاع من مسيرات واشتباكات مع الاحتلال".

وأضاف:" حتى التحرك الخجول الذي نراه في الضفة لا يكاد يتعدى نقاط محددة ودون أيه حشد شعبي فاعل على الأرض".

الكاتب والمحلل السياسي "ساري عرابي" يرى أيضا أن اختلاف توجهات السلطة الحاكمة في كل من القطاع والضفة هي السبب، مضيفاً:" بالضفة هناك نظام سياسي يحارب أي تحرك مقاوم، على عكس القطاع بالرغم من أن المسيرات هو عمل شعبي بالدرجة الأولى، إلا أنها حظيت بمباركة القوى السياسية والفصائل هناك، وهو ما ساهم على استمراريتها".

وأضاف في حديثه لـ" وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "إن السلطة السياسية في الضفة الغربية غير معنيه باي شكل من اشكال المقاومة الجادة والشاملة مع الاحتلال، بالرغم من أنها تتبني في خطابها المقاومة الشعبية ولكن في الواقع لا يوجد مقاومهة شعبية مستمرة واسعه وشاملة على الأرض".

و لفت عرابي إن أي مقاومة يجب أن تتطور أدواتها، وتضمن ديمومتها حتى يكون لها تأثير حقيقي، وتخلق مواجهة أكبر مع الاحتلال.

إلى جانب ذلك، أشار عرابي إلى أن السلطة عملت خلال سنوات الانقسام التي مضت على تجفيف منابع العمل الوطني المقاوم في الضفة، ولم يبق سوى حركة فتح فاعلة في الضفة الغربية والتي تم تكريسها حركة للسلطة وأنهيت مهمتها التحريرية".

وبحسب عرابي فإن تأثير هذه المسيرات سيكون أقوى وأشمل لو اشتركت فيها كل أماكن الوطن، مؤكداً أن ذلك من شأنه على المدى المنظور أن يحقق نتائج رفع الحصار عن قطاع غزة، ولكن بشرط الاستمرارية والديمومة وتطوير أدواتها كما هو الحال في مسيرات العودة في القطاع التي استمرت على مدار عام كامل.

وتابع عرابي:" كان يمكن لهذه المسيرات في الضفة أن تؤثر أيجابا في التعاطي مع الملفات السياسية المفتوحة، كحماية المسجد الاقصى والتصدي لمخططات الاحتلال بتقسيمه، ومنع الإدارة الأمريكية من نقل السفارة الى القدس، ومنعه من توسيع عدوانه على الأسرى وغيرها من الملفات المفتوحة".

البروفسور عبد الستار يتفق مع عرابي في أهمية المواجهة في الضفة لدعم ما يجري من مسيرات في القطاع، وقال إن تخاذل الضفة أضعفت نتائج هذه المسيرات في القطاع.

وتابع:" كان يمكن لهذه المسيرات تحقيق نتائج أفضل بكثير لو كانت شاملة في كل من الضفة والقطاع والداخل المحتل ومخيمات الشتات في استنزاف الاحتلال".

كلمات دلالية