مصابو مسيرات العودة في طليعة المشاركين بفعاليات "يوم الأرض"

الساعة 06:43 م|30 مارس 2019

فلسطين اليوم

منهم من مر على إصابته أشهر، ومنهم من لا زالت جراحه لم تندمل بعد، يمشون بصعوبة في بردٍ قارس وأجواء صعبة، لكن عزيمتهم وحب الوطن يسبقهم، ويمهد لهم الأرض كي يرفعوا صوتهم بالدناء "إنا لعائدون".

عام مرَّ على مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في مثل هذا اليوم "يوم الأرض الفلسطيني"، قدمت خلالها فلسطين مئات الشهداء وآلاف المصابين في سبيل العودة والحق، ولا زالت على النهج مستمرة، في انتفاضة لا تخمد أبدًا.

ويوم الأرض الفلسطيني هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 آذار من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة.

ويحيي أبناء شعبنا في الوطن والشتات، الذكرى الـ 43 ليوم الارض الخالد، الذي يصادف الـ 30 من آذار من كل عام، بمسيرات وفعاليات جماهيرية، تؤكد تمسك شعبنا وتشبثه بأرضه وبذل الغالي والنفيس دفاعا عنها.

الشاب المصاب حسن الزعانين، جاء إلى شرق مدينة غزة حيث مخيم العودة في منطقة "ملكة"، ولم يأبه لألم الإصابة الذي لم يلتئم بعد، مؤكدًا أن المشاركة في يوم الأرض واجب وطني على كل فلسطيني.

وأوضح الزعانين لـ "فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه أصيب في شهر فبراير من العام الجاري بطلق متفجر في قدمه خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، أدى إلى كسر في عظام قدمه.

ولفت إلى أن الألم أو أي حاجز آخر لن يقف في وجه مشاركته ومطالبته بحقه في العودة إلى الديار التي هُجِّر منها أباؤه وأجداده، مشيرًا إلى أن حبَّ الأرض أعظم من أيِّ ألم.

وقال: "سأبقى أشارك في كل فعاليات مسيرات العودة، وإن أصبت من جديد، فالشهادة في سبيل الله ثم الوطن مبتغى كل فلسطيني حر يقاوم الاحتلال بشتى الوسائل والسبل".

وأضاف: "أطلب من كل فلسطيني قادر على الوقوف على قدميه ألَّا يتأخر في المشاركة في فعاليات العودة، فهي الأمل المتبقي لهذا الشعب في الحصول على حقوقه وإيصال صوته للعالم أجمع".

وتابع: "مهما فعل الاحتلال وارتكب من جرائم لن يهز شعبنا، فنحن كما قال عنا الرئيس الراحل ياسر عرفات، شعب الجبارين".

حال الشاب الزعانين لا يختلف كثيرًا عن الشاب أحمد الناجي الذي أصيب بطلق ناري من قناصة الاحتلال خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة مما أدى إلى بتر قدمه اليمنى، لكنه لا زال مصممًا على الحضور والمشاركة.

وقال الناجي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه ورغم بتر قدمه لم ولن يتقاعس عن المشاركة في المطالبة بحق العودة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار إلى أن بتر قدمه لا يعني مطلقًا بتر عزيمته وإرادته في المطالبة بحقه في أرضه، مضيفًا: "لو تقطعنا أشلاء سيبقى سيأتي بعدنا جيل جديد يثأر لدمائنا ويسترجع حقنا المسلوب".

ولفت الناجي إلى أن كل فلسطيني خاصة في قطاع غزة هو مشروع شهادة، وأن الشهادة في سبيل الله شرف وغاية، مبينًا أن إصابته بطلق من الاحتلال الإسرائيلي وبتر قدم وسام شرف سيحمله طيلة حياته.

وعن الحرب الإعلامية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي لإرهاب المواطنين، شدد الناجي أن هذه الماكينة الصهيونية لن تؤثر أبدًا في عزيمة المواطنين، ولن تغير واقع الاحتلال البشع، الذي ينتهك كل الأعراف والقوانين، بقتله متظاهرين سلميين جاؤوا للمطالبة بحقوقهم.

وليس بعيدًا عن الناجي يقف الثلاثيني أبو جمال، أحد المصابين في مسيرة العودة الكبرى في ابريل عام 2018، ولا زالت خطواته صعبة نظرًا لإصابته بطلق متفجر في قدمه كاد أن يكون سببًا في بتر قدمه.

وأكد أبو جمال أنه وجميع إخوانه المصابين في "مسيرات العز" _كما وصفها_ يشعرون بالفخر لتضحيتهم في سبيل الله والوطن، وأن الإصابة لن تقف حائلًا أمامهم لمعاودة المشاركة من جديد.

وأضاف أبو جمال لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "مرت علي الكثير من الأيام الصعبة، وكانت إصابتي بليغة منعتني من الحركة لفترة طويلة، لكن مذ بدأت أستطيع السير جئت للمشاركة في مليونية العودة الكبرى".

وتابع: "سنبقى نطالب بحقنا المسلوب رغم كل جرائم ومجازر الاحتلال الصهيوني، والمصابون سيبقون في طليعة المشاركين والمقاومين".

ورغم سلمية تلك المسيرات، إلا أن قوات الاحتلال قتلت 266 فلسطينيًا، منهم 50 طفلًا، وأصابت 30398 آخرين خلال قمعها بشكل وحشي ودموي للمشاركين السلميين فيها، وفق وزارة الصحة.

 

مصابو مسيرات العودة 5
مصابو مسيرات العودة 4
مصابو مسيرات العودة 3
مصابو مسيرات العودة 1
 

 

 

كلمات دلالية