نذرت السيدة سامية محمد جابر "أم بلال" نفسها لإسعاف الشباب الفلسطينيين المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار، ولم تثنها اصاباتها المتكررة بالرصاص الإسرائيلي الحي في القدم واليد عن المشاركة في كل فعاليات مسيرة العودة.
السيدة أم بلال (54 عاماً) تقدمت صفوف المشاركين في مليونية الأرض والعودة الذي يصادف الذكرى 43 عاماً ليوم الأرض، والذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرة العودة وكسر الحصار الإسرائيلي.
وانتفخت حقيبة أم بلال بالأدوية والمحاليل ومعدات الإسعاف الأولي، واخذت تُداوي المصابين على الرغم من اصابتها الحرجة في يدها اليمنى التي ثُبت فيها "أسياخ البلاتين"، ولم تنسَ ام بلال أن تحمل العلم الفلسطيني الذي أشارت إلى أنه يمثل الأرض والوطن والحلم الجميل.
تقول أم بلال: وهبتُ نفسي لإسعاف الشباب المصابين، لا أستطيع أن أرى الشباب الفلسطيني يستنجد من ينقذه ولا أتدخل، بشكل تلقائي أجد نفسي أقوم بإسعافهم، مضيفةً "أشارك في مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها وسأستمر في المشاركة، وسأبذل ما في وسعي لإنقاذ واسعاف الشباب".
وتشير أم بلال إلى أنها أنقذت العديد من الشبان الذين أصيبوا على مقربة من السلك، وقد تعرضت لثلاث إصابات أثناء محاولتها اسعاف الشبان المشاركين في المسيرة، لافتةً إلى أن الإصابة لم تفت في عضدها بل زادتها إصراراً على المواصلة في طريق المقاومة حتى زوال العدو الإسرائيلي.
وطالبت أم بلال الدول العربية والإسلامية والعالم إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عاماً، والذي عطل مناحي الحياة في غزة.
كما، ودعت أم بلال الجهات المعنية إلى ضرورة توفير الحماية الدولية للمتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العود وكسر الحصار، وضرورة معاقبة الإسرائيليين على جرائمهم بحق الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة.
وبدأ بعد ظهر اليوم السبت آلاف المواطنين التوافد لمخيمات العودة شرقي قطاع غزة، للمشاركة في مليونية "العودة والأرض وكسر الحصار"، وذلك في الذكرى السنوية الـ 43 ليوم الأرض والذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة. ما أدى لاستشهاد 279 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.