لنوقف الضم التالي -هآرتس

الساعة 12:24 م|27 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

ان التصريح الرئاسي الذي وقع عليه الرئيس الامريكي دونالد ترامب يوم الاثنين والذي اعترف فيه بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان، هو تصريح يحمل في طياته امكانيات خطيرة. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمكنه أن يتباهى بانجازه العظيم، ورؤساء أزرق أبيض يمكنهم أن يسيروا وراءه كآخر الوطنيين الرخيصين – ولكن حقيقة اساسية واحدة لم تتغير: يدور الحديث عن اراض محتلة، لا يعترف القانون الدولي بضمها من طرف واحد.

          ولكن الخطر الكامن في الاعتراف الامريكي بسيادة دولة اسرائيل في هضبة الجولان لا يرتبط بهذه الارض فقط. فتوقيع ترامب هو مدخل لميل الضم والاعتراف من طرف واحد بسيادة اسرائيلية على باقي الاراضي التي احتلت في 1967. ويتعلق الامر اساسا بالضفة الغربية.

          ان كرامة ترامب محفوظة في مكانها، ولكن اسرائيل هي التي توجد في مسيرة هدامة، تدفع بكلتي يديها الى انهيار حل الدولتين وتتوجه بدلا عنه حل الدولة الواحدة. وهي من شأنها الان أن تسرع هذه الخطوة الخطيرة: فاليمين الاسرائيلي الذي يتبنى الضم سيستمد على أي حال الالهام من توقيع ترامب، وسيسعى الى تبني سياسة مشابهة بالنسبة لاراضي الضفة الغربية ايضا.

          وكعادته فانه سيعمل بطريقة القطاعي: بداية سيطلب ضم مناطق ج، حيث تقع كل المستوطنات الى جانب أقلية نسبية من السكان الفلسطينيين، ولاحقا سيطلب السيطرة على مناطق أ و ب ومنحها مكانة حكم ذاتي. والمعنى: أبرتهايد رسمي.

          ان نشر أقوال المصدر السياسي الاسرائيلي رفيع المستوى، الذي قال امس ان اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة في الجولان يثبت مبدأ بموجبه يمكن حيازة الارض المحتلة في حرب وقائية، تؤكد التخوف من أن هذا هو الاتجاه الذي ستتطلع اليه حكومة اليمين اذا ما فاز نتنياهو في الانتخابات. وسيضغط اعضاء اليمين الجديد، وكذا البيت اليهودي بصيغته الـ بن غبيرية، على نتنياهو لاستخدام الاعتراف بالسيادة في الجولان كأساس لحمية مستقبلية تجاه البيت الابيض، هدفها الاعتراف بسيادة اسرائيل في المناطق ج أيضا.

          مفهوم من تلقاء ذاته ان الضرر الذي سيلحق بدولة اسرائيل اذا ما ضمت اراضي ج سيفوق بعشرات الاضعاف المنفعة الوهمية، الكامنة في الاعتراف الامريكي بضم الجولان. هذه عمليا هي المشكلة المركزية مع بادرة ترامب الطيبة: فهي تساهم مساهمة اخرى في هذيان اليمين بشأن ضم المناطق، في سحق التطلعات الوطنية الفلسطينية وفي التخلي عن المسار الدبلوماسي الذي يؤدي الى تسويات سياسية.

          اسرائيل نتنياهو، باسناد من عناق الدب لترامب والهذيانات التوراتية لليمين القومي المتطرف، تدهور اسرائيل بسرعة الى واقع الدولة ثنائية القومية. ينبغي الامل بان تتوقف كرة الثلج هذه في 9 نيسان.