سيناريوهات الساعات المُقبلة!

الساعة 08:37 م|26 مارس 2019

فلسطين اليوم

أوقعت صواريخ غزة "نتنياهو" وحكومته بارتباك شديد أفقدهم القدرة على اتخاذ أي خيارات تجاه غزة، فأصبحت خيارات نتنياهو وفريقه تجاه غزة صعبة ومعقدة ومحسوبة بميزان الذهب، لإدراكه أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لن ترحمه أمام فشلٍ آخر، فظهر نتنياهو ضعيفاً بلا خيارات كما في المثل الغزاوي القائل: «وين ما تضرب الأقرع بيسيل دمه».

المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي يرى أن خيارات نتنياهو للتعامل مع قطاع غزة أصبحت صعبة ومحدودة ومُكلفة له على الصعيد السياسي والأمني والشخصي، إذ لم يعد قادراً على استيعاب غزة سياسياً ولا هو قادر على اتخاذ قرار التصعيد ضدها مع وجود مقاومة باسلة قد تودي بمستقبله السياسي في "خبر كان".

ورجح لافي أن يلجأ نتنياهو إلى سيناريو الهدوء مقابل الهدوء مكتفياً بتضخيم ضرباته لغزة من باب "البروبوغندا" السياسية الإعلامية أمام الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مقللاً -لافي- من إمكانية لجوء نتنياهو لخيار الحرب، لإدراك الأخير أنَّ الحرب ستضع مستقبله السياسي بالكامل على المحك.

نتنياهو والخيارات الصعبة

وقال لافي: "الحل السياسي والعسكري بالنسبة لإسرائيل تجاه غزة سيؤثر على حظوظ نتنياهو في الانتخابات المقبلة، ولن يلجأ نتنياهو إلى أي خيارات مصيرية تجاه غزة لحساسية موقفه في الانتخابات المقبلة، وسيكتفي نتنياهو بتضخيم الضرب العسكرية من باب البروبوغندا الإعلامية للتغطية على فشله، ما دون ذلك فإن الخيارات صعبة أمام نتنياهو وفريقه"، مضيفاً "نتنياهو خاسر في كل الحسابات وأي الخيارات، وبكل تأكيد تركت صواريخ غزة التي ضربت تل أبيب آثار سلبية على حظوظ نتنياهو في الانتخابات، لكنه لا يريد أن يأخذ أي قرار قد يترك آثاراً كارثية على مستقبله وقد تزيحه عن كرسي الحكم وبالتالي رفع الحصانة الكاملة عنه فيلقى بالسجن على تهم الفساد التي يواجهها".

واستبعد لافي لجوء "إسرائيل" إلى عمليات اغتيال شخصيات من المقاومة، لإدراك المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن اغتيال قيادي فلسطيني هي الوصفة السريعة للدخول في حرب واسعة النطاق مع قطاع غزة، ستطيح بكل قواعد الاشتباك بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة، وهو ما يعني لجوء "إسرائيل" إلى خيارات صعبة فيما يتعلق بملف الانتخابات، فإما أن تلجأ إلى تأجيل الانتخابات، أو إجراء الانتخابات تحت ضربات المقاومة، وفي كلا الحالتين لا يصب ذلك في صالح إسرائيل البتة، وسيمس صورتها أمام دول العالم.

وذكر أن من ينادي بالعودة إلى سياسة الاغتيالات هم أقطاب وشخصيات من الائتلافات المعارضة، مشيراً إلى أنَّ نتنياهو وفريقه يحسبون خياراتهم بدقة عالية لوقوفهم في مهب الريح والخيارات الصعبة المتمثلة في المعضلة التي تتمثل في المقاومة الفلسطينية، مرجحا عدم لجوء حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى أي سيناريو تجاه غزة قبل انتخابات الكنيست في 9/ابريل.

ويرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وضع لا يحسد عليه، فهو من جهة يدرك تماما ان لا حلاً عسكرياً مجديًا مع غزة وفي ذات السياق لا يستطيع ان يذهب إلى كسر حصار عن غزة في ظل حكومة اليمين وخاصة في أجواء الانتخابات.

وقال: "الجميع في الخارطة السياسية الصهيونية يهاجم طريقة تعاطي نتنياهو مع غزة، وخاصة منافسيه الجنرالات في حزب ابيض ازرق، ناهيك عن المنافسين التقليديين امثال افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت من اليمين وحزب العمل من اليسار".

وأضاف: الشيء المختلف هذه المرة, أن هناك اشارات من قبل الجيش والمؤسسة العسكرية الصهيونية أنها باتت تبتعد قليلا عن موقف نتنياهو وتذهب باتجاه التصعيد الاكثر شراسة مع غزة, بعكس المرات السابقة التي كان بها الجيش عامل تعزيزي لموقف نتنياهو بعدم الذهاب إلى تصعيد, حيث استدعاء كتيبتين احداهما مدرعات والاخرى مشاة لغلاف غزة واستدعاء احتياط الجيش العاملين في القبة الحديدية والجبهة الداخلية كأن الجيش يقول نحن جاهزون لاي قرار يتخذه نتنياهو, بمعنى القاء الكرة في ملعب نتنياهو فقط وسحب للغطاء السياسي لموقف نتنياهو اللا تصعيدي من قبل المؤسسة العسكرية بقيادة رئيس الاركان الجديد أفيفي كوخافي.

وتابع: لكن هل المؤسسة العسكرية ستكون مستعدة للدفع بشكل كبير نحو تصعيد يؤول إلى مواجهة مفتوحة في ظل خلل في منظومة القبة الحديدية التي لم تفعل في كلتا الحالتين التي قصفت بهما منطقة المركز في دولة الاحتلال, بمعنى ان الانتخابات الاسرائيلية ستؤجل حيث لا يمكن اجراءها تحت القصف, وهذا يعتبر ضربة اكثر خطورة على سمعة قوة الردع الصهيونية الذي يسعى الجيش الى ترميمها, وبذلك تزداد الطين بلة.

ويرى أن صواريخ غزة وضعت نتنياهو امام خيارين أحلاهما مُر هل يحافظ على ردة الفعل الصهيونية كالمعتاد مع امكانية زيادتها بالدرجة التي لا تجلب حربا، أم انه سيذهب لخيار الحرب مراهنا على مستقبله السياسي بالكامل.!!


استيعاب التصعيد

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر، أن "إسرائيل" تريد استيعاب ما حصل من قصف "تل أبيب" بصاروخ، عبر ضرباتها المتتالية خلال الجولة الأخيرة من التصعيد في القطاع.

ويؤكد أبو عامر التصعيد يهدف إلى محاولة إقناع الرأي العام الإسرائيلي بقوة الردع وأن "حماس" قد تضررت من القصف الأخير، لافتا إلى أن قيادة الاحتلال لا ترغب في توسيع الضربات والأهداف خشية من توسيع رقعة التصعيد وتكرار مشهد ما حدث في "تل أبيب".

ويوضح أن نتنياهو لا يفضّل أن يذهب الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع ولا زالت رائحة البارود في أنفه، كون ذلك يعتبر خسارة فادحة بالنسبة له، لا سيما وأنه ينعكس بصورة كبيرة على نتائج الانتخابات.

ويلفت أبو عامر إلى أن نتنياهو قد يكون اكتفى في الضربات واستطاع إدارة الأزمة بنجاح دون انزلاق الأمور إلى حرب مع المحافظة على قوة الردع ضد حركة حماس.

ووصل نتنياهو ظهر اليوم إلى "إسرائيل"، بعد قطع زيارته إلى واشنطن، وبدأ جلسة مشاورات أمنية وعسكرية بمقر وزارة الجيش في "تل أبيب"؛ لمتابعة آخر تطورات العدوان على غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجلسة يحضرها كافة قادة الأذرع الأمنية والعسكرية، وستناقش نتائج جولة التصعيد الأخيرة، ووضع نتنياهو في آخر التطورات.

وفي السياق، قال أعضاء في الكابينت إنه لم يتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في القطاع، مشيرين إلى أن "الجيش سيرد بعنف على أي هجوم".

يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال نقل تعزيزات عسكرية لمناطق في "غلاف غزة"، بعد دفعه بآلاف الجنود إلى الغلاف منذ الأمس من عدة ألوية تحسبًا لأي طارئ.

ويسود الهدوء الحذر القطاع والمستوطنات المجاورة على وقع أنباء عن التوصل لوقف إطلاق نار، لكن طائرات الاحتلال ما زالت تحلّق بكثافة في سماء غزة.

 

كلمات دلالية