الأوضاع المقبلة ستكون أكثر حساسية

تحليل السيناريوهات المتوقعة بعد صاروخ "تل أبيب".. هل سنذهب لحرب مفتوحة؟

الساعة 01:33 م|25 مارس 2019

فلسطين اليوم

أجمع مختصون في الشأن "الإسرائيلي" أن الاحتلال سيلجأ إلى الرد العسكري على قطاع غزة بشكل أقسى من السابق ردًا على زعمه إطلاق صاروخ من غزة، مشيرين إلى قادة الاحتلال لن يصعّدوا الأمور إلى حرب مفتوحة.

وأصيب سبعة إسرائيليون صباح اليوم الاثنين، بجراح في سقوط صاروخ على منزل بمنطقة "الشارون" شمالي "تل أبيب"، وزعم الاحتلال أن الصاروخ أطلق من قطاع غزة.

ويرى المختصون أن التعزيزات التي دفع بها جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة لا تعني الدخول في عملية برية، لكنه يأتي كإجراء احترازي من الاحتلال خشية التطورات الميدانية ورد فعل المقاومة الفلسطينية على أي تصعيد "إسرائيلي.

"حرب مفتوحة"

وقال حسن لافي المختص في الشأن الإسرائيلي، إن طبيعة المشهد شديد التعقيد، خاصة بعد استهداف العمق "الإسرائيلي" وأقدم مستوطنات الاحتلال، مبينًا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يصّعد الأمور إلى حرب مفتوحة في قطاع غزة حفاظًا على مستقبله السياسي بأمان.

وأضاف لافي لإذاعة القدس، أن الأوضاع المقبلة ستكون أكثر حساسية، لاسيما مع تصريحات الجنرالات الإسرائيلية التي طالبوا فيها بالرد وهاجموا نتنياهو واتهامه بالاستسلام لغزة، مستطردًا أن ذلك يأتي مع اقتراب موعد الانتخابات "الإسرائيلية".

"نتنياهو يريد هدوء"

ولفت أن نتنياهو يبحث عن الهدوء في الجبهة الفلسطينية وإبعاد ملف الأمن عن الأجندة الانتخابية، مشيرًأ أنه لا يوجد أي هدف سياسي له من وراء أي تصعيد على قطاع غزة.

وتابع لافي: "هناك فئة تريد إشعال الأوضاع بالتصعيد على قطاع غزة، ونتنياهو في موقع لا يحسد عليها صهيونيًا، ولا يوجد لديه خيارات عسكرية للخوض في حرب مع غزة، فتجربته طويلة مع المقاومة في العدوان عامي (2012- 2014) في الوقت الذي يريد فيه إثبات أنه رجل الأمن الأول في "إسرائيل" خاصة بعد جحيم عسقلان.

"تصريح استباقي"

واعتبر لافي أن تهديد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة للاحتلال، يأتي في السياق الطبيعي بتوجيه تصريح استباقي ردًا على تصريح نتنياهو بالرد على إطلاق الصاروخ الذي أصاب ما بعد تل أبيب.

وشدّد على أن المقاومة لن تسمح للاحتلال أن يمارس وحشيته ضد الأسرى في سجون الاحتلال بجعل الدم الفلسطيني رهانات انتخابية، مشيرًأ أن نتنياهو يدرك ذلك جيدًا.

"رواية إسرائيلية"

في السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر: "ما زلنا أمام رواية إسرائيلية فقط حول صاروخ تل أبيب، وقد تبقى كذلك، دون إعطاء رواية فلسطينية، مما يزيد من صعوبة إعطاء تقدير موقف دقيق حول التبعات المتوقعة".

ويرى أبو عامر أن سقوط الصاروخ في قلب الكيان قبل أقل من أسبوعين على يوم الاقتراع، يحمل مضامين تهديدية لمستقبل نتنياهو السياسي، وأن مشاهد دمار المنزل ستتصدر الدعاية الانتخابية لخصومه.

"خيارات ضيقة"

ويشير إلى: "أي تصعيد مرتفع الوتيرة في غزة قد يزيد من تكرار هذه المشاهد، وربما أصعب، مما سيشغل تفكير نتنياهو في طريق عودته من واشنطن في الساعات القادمة، المقصود أن خيارات الجميع، غزة والاحتلال، ضيقة، ولا تعني أن طرفا مأزوما وآخر مرتاحا، بل "كلنا في الهم شرق".

وذكر أبو عامر، أن هناك أسئلة تطرحها هيئة أركان "إسرائيل" عقب صاروخ تل أبيب: "أين مصادرنا الأمنية التي تزودنا بما تنوي تنفيذه الفصائل الفلسطينية في غزة؟"، ولماذا لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية والجيش من تحليل التهديدات الأخيرة للفلسطينيين بشأن استمرار الحصار على غزة؟".

"قبة فاشلة وأسئلة خطيرة"

وأضاف، أن الاحتلال يتساءل عن سبب عدم تعامل القبة الحديدية مع الصاروخ للمرة الثانية خلال أيام قليلة؟، وكيف ستتعامل إن اندلعت حرب، وسقطت زخات على هذه المدينة لوحدها؟".

وأشار أبو عامر أن الأسئلة المطروحة خطيرة ولن يكون سهلا الإجابة عنها من قبل كبار الضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية في "إسرائيل"، في ظل خيبة الأمل التي أسفر عنها صاروخ غزة إلى تل أبيب.

"أقسى من السابق"

ويرى المحلل في الشأن الفلسطيني حمزة أبو شنب أن الاهتمام ليس بكيفية ومن أطلق الصاروخ أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأسرى والقدس والضفة وغزة، مؤكدًا أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمام خيارات صعبة.

وأوضّح أن خيارات نتنياهو محصورة بين مشهد الدمار من صاروخ المقاومة وبين مشهد رد المقاومة في حال توسع في العدوان واللجوء إلى رد ربما يكون أقسى من السابق، مع الاعتماد على تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية لدوافع إطلاق الصاروخ.

"اجراء احترازي"

وبيّن أبو شنب، أن التعزيزات التي حشدها الاحتلال على حدود قطاع غزة لا يعني أننا أمام عملية برية، بل يأتي كإجراء احترازي من العدو خشية التطورات الميدانية ورد فعل المقاومة.

وأضاف: "مازال العدو يجهل تقدير المقاومة وموقفها، وبتقديري لن تسمح المقاومة للعدو بالتمادي في عدوانه على قطاع غزة، كما سيتوقف العدو كثيراً أمام فشل القبة الحديدية وتطور أدوات المقاومة.

ويشير أبو شنب إلى أن التطورات الميدانية هي التي ستحدد البوصلة في اللحظات المقبلة.

كلمات دلالية