لم يكن حال أبنائهم أفضل من السابق، بل مروا في مواقف صعبة على مر سنوات العجاف التي يعيشونها في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، إلا أن هذه الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها، كانت أعنفها وأشرسها، فكان الخوف والتوتر والقلق على أشده.
فعلامات القلق والخوف كانت تبدو جليةً على أهالي الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" بعد الأنباء المتواردة من سجون الاحتلال، التي تحدثت عن عدوان يتعرض له الأسرى أدى لاعتداء قوات القمع الصهيونية عليهم مما أدى لإصابة العشرات منهم.
وتشهد سجون الاحتلال، منذ فترةٍ وجيزة لحملة شرسة من قبل قوات الاحتلال، كان آخرها على خلفية الاحتجاج على تركيب أجهزة التشويش التي تسبب الأمراض السرطانية للأسرى في سجن النقب وكافة السجون.
والد الأسير حسني ماضي البالغ من العمر (30 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، الذي يقبع في سجن "ريمون" المحكوم 5 سنوات، لم يخف قلقه على حياة كافة الأسرى في سجون الاحتلال متمنياً أن ينصر الأسرى في معركتهم.
وطالب والد ماضي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بضرورة نصرة الأسرى في سجون الاحتلال، والوقوف وقفة راجل واحدة للتضامن مع الأسرى الذي يحتاجون للنصرة والانتصار.
وأوضح ماضي، أن إدارة السجون تمنعه من زيارة نجله، حيث زاره منذ اعتقاله ورآه لمرة واحدة فقط، فيما منعت عائلته فيما بعد من زيارته ولم تراه إلا قبل شهر لمرة واحدة.
أما والدة الأسير دفاع أبو عاذرة المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ تاريخ 2 / 4 / 2008 – أعزب – ويقضي حكماً بالسجن لمدة 28 عاماً وهو من مواليد 29 / 8 / 1985 ، فأعربت عن قلقها مما يجري في سجون الاحتلال من هجمة شرسة على الأسرى.
وأوضحت أبو عاذرة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن نجلها قضى في سجون الاحتلال 12 عاماً، ويعتقل الآن في سجن "نفحة" الصحراوي، حيث يقضي سنوات شبابه في سجون الاحتلال.
وأشارت أبو عاذرة، إلى أنها تحاول الاطمئنان على نجلها من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مطالبةً اللجنة بضرورة العمل على توفير وسائل اتصال بين الأسرى وذويهم، لمحاولة الاطمئنان عليهم في الأوقات الصعبة.
وأضافت، أن مثل هذه الأيام التي يتعرض فيها الأسرى لهجمة عدوانية شرسة من قبل الاحتلال تضع الأهالي في حالة قلق وتوتر دائم حول وضع أبنائها في السجون، مما يتطلب من الجهات المسؤولة محاولة طمأنة الأهل على أبنائها.
من ناحيته، أوضح المحرر إبراهيم الأشقر البالغ من العمر (32 عاماً) من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذي أفرج عنه من سجن "ريمون" قبل نحو 5 أشهر، أن أوضاع الأسرى في السنوات الأخيرة باتت أكثر صعوبة، زادت هذه الفترة.
وأضاف الأشقر لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأسرى يتعرضون بشكل دائم لموجات عدوانية من قبل الاحتلال، ولكن مازادها هذه الأيام هي سباق الانتخابات "الإسرائيلية" التي يحاول فيها الناخبون "الإسرائيليون" الانتصار على الأسرى باعتبارهم الفئة الأضعف.
وشدد الأشقر، على أن الأسرى ورغم الهجمة التي يتعرضون لها، لا ينكسروا أمام العدوان "الإسرائيلي" وسينتصرون مثلما انتصروا في كل معركة يتعرضون لها.
مدير دائرة الإعلام في مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح أوضح في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأسرى يتعرضون لمواجهة دائمة من قبل إدارة السجون منذ بدء الاحتلال، في وتيرات مختلفة تزداد تارةً وتنقص تارة أخرى، الخطوات الاحتجاجية وتختلف ضمن ما يتاح من إمكانيات.
وأضاف صالح، أن المرحلة الأخيرة كان الانقضاض واضحاً من قبل إدارة السجون على حقوق وإنجازات الأسرى في السجون، من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة ووزير أمنها جلعاد أردان، آخرها تركيب أجهزة التشويش التي تسبب للأسرى أمراضاً عدة من بينها السرطانية، وانقطاع الاتصال مع الخارج.
وأشار إلى ماتعرض له الأسرى الفترة الأخيرة من عدوان، آخرها ما جرى في سجن النقب من طعن سجانين وإصابة أسرى وضربهم والاعتداء عليهم فأدى لإصابة 10 أسرى بجراح مختلفة، مشيراً إلى أن الاحتلال جعل من الأسرى ورقة انتخابية.
وشدد صالح، على أن الأسرى سيستمرون في نضالهم للدفاع عن انجازاتهم ومقدراتهم التي عمدت بدماء الأسرى، من خلال وقفة الشعب الفلسطيني بأكمله خلفه.