نتنياهو يعزز الاشتباه بتضارب المصالح من جانبه -هآرتس

الساعة 01:09 م|25 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس هرئيل

          (المضمون: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سارع الى الاستوديو في القناة 12 بعد أن كانوا في مركز الليكود غير راضين عن رد رئيس الحكومة على حملة ازرق ابيض بخصوص الغواصات. ولكن في المقابلة زاد ثقل غيمة تضارب المصالح التي تحوم فوقه - المصدر).

          هذه خمس نقاط من النقاط الرئيسية التي تظهر في المقابلة المفاجئة التي اجراها يوم السبت الماضي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لشبكة الاخبار. بعد قضية الغواصات والاسهم استدعته بصورة استثنائية الى الاستوديو.

•       نتنياهو اعترف للمرة الاولى بعد الامتناع عن الرد والتملص طوال سنتين تقريبا، بأنه هو الذي ابلغ المانيا بشأن رفع المعارضة الاسرائيلية عن منع بيع غواصات متطورة لمصر.

•       نتنياهو صادق، ايضا بهذا الشأن – للمرة الاولى – على أنه أبعد وزير الدفاع في حينه موشيه يعلون ورئيس الاركان بني غانتس (كلاهما الآن من رؤساء ازرق ابيض) عن القرار وحتى لم يخبرهما بشأن اتصالاته مع الالمان بأثر رجعي.

•       نتنياهو اعترف بأن الثمن الذي حصل عليه عن الاسهم التي امتلكها في الشركات الامريكية "سي دريفت" و"غرافتيك انترناشيونال" (التي تعتبر المزودة لمنتجة السفن الالمانية تينسكروب) - علاوة على 70 في المئة من الاستثمار الاصلي – عكس الامكانية الكامنة المستقبلية للاسهم.

•       نتنياهو اعترف بأن إبن عمه، رجل الاعمال الامريكي نتان ميلكوفسكي، بقي صاحب اسهم كبير في الشركة، طوال فترة طويلة بعد بيع رئيس الحكومة لاسهمه.

•       نتنياهو أكد، بصورة غير مباشرة ومن خلال التقليل من أهمية الموضوع، على أن هذه الشركة قامت بدور المورد الثانوي لحوض بناء السفن الالماني.

كل هذه الاكتشافات التي تأتي للمرة الاولى من رئيس الحكومة ترتبط بشك رئيسي واحد: فوق نتنياهو تحلق غيمة من تضارب المصالح. لقد باع في 2010 بعد نحو سنة من عودته الى منصب رئيس الحكومة اسهم لشركة تقوم بدور المزود لتينسكوب على اساس توقع ارتفاع كبير في قيمة الشركة. قبل البيع وايضا بعد وقت قصير منه، نتنياهو استخدم الضغط على جهاز الامن من اجل أن يشتري من المانيا غواصة سادسة.

          بعد ذلك، قاد نتنياهو عملية لشراء مستقبلي لثلاث غواصات اخرى، رغم تحفظ كبار الجهات في جهاز الامن؛ في نفس الوقت ناقش شراء سفن لسلاح البحرية من حوض بناء السفن الالماني الذي شروط المطالب العملية بالنسبة لها زاد بصورة مفاجئة، بصورة ترفع بدرجة كبيرة تكاليف المشروع؛ وفي السنوات 2014 و2015، في الوقت الذي كان فيه إبن عمه ميلكوفسكي ما زال هو صاحب الاسهم الرئيسي في الشركة الامريكية، ايضا صادق على بيع الغواصات الالمانية لمصر.

          ميلكوفسكي الممول الرئيس للدفاع القانوني عن نتنياهو (حتى الآن) والذي نقل اليه ايضا خلال السنوات الاموال النقدية، يحظى بصورة مباشرة بأرباح الشركة الامريكية ومن ارتفاع قيمة اسهمها. في نفس الوقت إبن عام آخر لرئيس الحكومة، المحامي دافيد شومرون، الذي يمثله في جميع المواضيع القانونية والسياسية، اطلع على كل هذه الحقائق. شومرون يعالج صفقات الاسهم امام ميلكوفسكي، الذي في الشركة الثانية، الاسهم بيعت على اساس قيمتها المستقبلية المتوقع ارتفاعها.

          ولكن هذا ليس النهاية: أولا، شريك شومرون، اسحق مولكو (ايضا هو قريب عائلة بعيد لنتنياهو عن طريق شومرون) هو الذي مثل رئيس الحكومة والدولة في اتصالات سياسية حساسة منها مع المانيا ودول عربية منها مصر. ثانيا، الشريك، إبن العم شومرون، ربط في تلك السنوات مع الوسيط ميكي غنور، ومن شأنه أن يحصل على مكاسب، كمستشار قانوني، من الصفقة التي تتسع لشراء الغواصات. شومرون متورط ايضا في اتصالات مع مركز حوض السفن وخطط شراء اخرى (التي حتى وقت قصير كانت تشمل نية لشراء سفينتين مضادة للغواصات) وحتى شريك لغنور في محاولة السيطرة على احواض السفن لسلاح البحرية وخصخصتها – منجم الثراء الاقتصادي الحقيقي – لأن صيانة السفن خلال سنوات هي البند المالي الاكبر من جميع البنود في صفقات كهذه.

       حرب روايات بين نتنياهو ونفسه

          رواية نتنياهو في قضية الاسهم مرت بتغييرات غير بسيطة، بخصوص مواعيد الشراء ودرجة تمكنه من الاستثمارات المشتركة مع إبن عمه. ايضا اقواله امس حول ذلك تطرح اسئلة كثيرة، كما وصف غور مجيدو في "ذي ماركر" وآخرين.

          ولكن من الجوانب الامنية يجدر التوقف عند الجزء الاكثر اثارة في هذه القضية – السماح بالشراء لمصر. خلافا للادعاءات التي تسمع مؤخرا، يبدو أن مصر لم تتمكن من شراء غواصات بجودة مشابهة من دول اخرى. المصريون ارادوا غواصات المانية متقدمة، وهذا هو التصريح الذي منحه نتنياهو للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وفقا لاتفاق مسبق بين الدولتين، الذي يقضي بأن لا تبيع المانيا سلاح متطور لجيران اسرائيل دون أخذ ضوء اخضر منها.

          حسب رواية يعلون، التي نشرت بشكل موسع قبل سنتين، ليس فقط أن نتنياهو أقصاه عن العملية، بل إن رئيس الحكومة كذب عليه عندما سأله عن ذلك وحتى نفى أنه اعطى هذه المصادقة (في مكتب رئيس الحكومة رفضوا ادعاءات يعلون في حينه). أمس اعترف نتنياهو أنه ابعد وزير الدفاع ورئيس الاركان وشرح بأن مبرر قراره السماح بالصفقة المصرية، هو سري. "هناك امور حتى وزير الدفاع ورئيس الاركان لا يجب أن يعرفاها، قال.

          من الذي عرف اذا؟ المستشارون لشؤون الامن القومي يعقوب مريدور (الذي استقال في 2013) ويعقوب نيغل والمستشار القانوني مندلبليت (نتنياهو شرح له، هكذا يبدو، اثناء التحقيق. مندلبليت نفى ذلك هذا المساء). إلا أن نيغل قال في الاسبوع الماضي في مقابلة مع راديو 103 بأنه "لا يوجد وضع طلب فيه الالمان مصادقة من اسرائيل لبيع غواصات لمصر". الامر الذي اكده نتنياهو أمس. ونتنياهو نسي الرد على ادعاءات شريك آخر رئيسي في السر في القضية المصرية: اسحق مولكو نفسه، قريب العائلة والمستشار السياسي والشخص الذي يثق به في الموضوع المصري، الذي كان مشاركا ايضا في الاتصالات مع الالمان – حسب ما نشر في "يديعوت احرونوت" قبل سنتين تقريبا، فقد قام بنقل مصادقة رئيس الحكومة الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

          هذه نقطة يصعب المبالغة في اهميتها. مولكو هو شخص عادي لا يعمل كموظف دولة، الذي التسوية بخصوص قواعد عمله باسم نتنياهو يشوبها الخلل، هذا اذا وضعنا الامور بصورة مبسطة. مولكو استقال بناء على طلبه من وظيفته قبل سنتين تقريبا. بعد وقت قصير من تفجر قضية الغواصات التي شغل فيها دور رئيسي شريكه شومرون (الذي توصي الشرطة الآن بتقديمه للمحاكمة)، قبل لحظة من أن تناقش المحكمة العليا في التماس يتعلق بشروط توظيفه. حسب ما نشر في "الاخبار"، مولكو يعرف ومتمكن من قضية امنية سرية جدا اهميتها كما يرمز نتنياهو، كبيرة. لا يوجد ليعلون وغانتس أي فكرة عن صفقة يوجد لها تداعيات على التحديات البحرية للجيش الاسرائيلي – لا أحد يبلغ أو يشرف أو يمكنه طرح اعتبار آخر، في مسألة تدور بشكل حصري بين رئيس الحكومة ومستشاريه المقربين؟.

          محامي مولكو رد على ما نشر وقال "بخلاف كامل لما جاء في المقال، فان المحامي مولكو لم يكن مشارك بأي موضوع يتعلق بالغواصات والسفن. لا لدولة اسرائيل ولا لمصر ولا لأي دولة اخرى. وكل محاولة لربط كهذه هو كاذب. شرطة اسرائيل التي فحصت في شكوك مختلفة بشأن الغواصات لم توص بتقديم المحامي مولكو للمحاكمة".

       اسئلة كثيرة مفتوحة

          التقديرات السائدة منذ أمس هي أن نتنياهو اختار التوقف لاجراء مقابلة في استوديوهات نشرة الاخبار للقناة 12 في نفيه ايلان بعد أن ساد انطباع في مقر الليكود بأن الفيلم القصير الذي نشره يوم الجمعة لم ينجح في صد الاسئلة والتساؤلات التي طرحتها ضده حملة ازرق ابيض بخصوص قضية الغواصات. ولكن المقابلة التلفزيونية ابقت اسئلة كثيرة مفتوحة ويبدو أن نتنياهو وجد صعوبة في تقديم رواية مقنعة كفاية في جزء من الادعاءات المطروحة في القضية المعقدة هذه. بقي علينا أن نرى ما سيكون تأثير القضية والمقابلة عندما ستأتي الانتخابات في 9 نيسان. في هذه الاثناء يبدو أن قراره اجراء المقابلة – خلال 35 دقيقة لم يتم فيها ذكر الوضع الامني وغلاف غزة (الذي يضر بنتنياهو) وحتى ولا قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان (الذي يفيد نتنياهو) – فقط تبقي القضية حية لبضعة ايام اخرى.