سر مطلق بالتأكيد- يديعوت

الساعة 01:08 م|25 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: ما الذي دفع نتنياهو لان يخفي المعلومات في قضة الغواصات - المصدر).

في تموز 2017 كشفت "يديعوت احرونوت" النقاب عن تسلسل الاحداث خلف قرار اسرائيل الاقرار لالمانيا ببيع غواصات متطورة لمصر. وابقيت القصة تحت ساتر من السرية في ضوء الحساسية في علاقات اسرائيل – مصر. وما كانت لترى النور لولا كلمة علنية للنائب يئير لبيد كشف فيها عن أن جهاز الامن دهش من حقيقة أن نتنياهو أو أي ينوب عنه، صادق للحكومة الالمانية بان تبيع لمصر غواصات مشابهة لتلك التي اشترتها منها اسرائيل. لقد بات ممكنا اليوم أن نكتب بان من بلغ جهاز الامن بان الالمان يبيعون مصر غواصات متطورة كان المصريون أنفسهم. فقد كان المصريون مقتنعين بان جهاز الامن على علم ومشارك في تفاصيل الصفقة ولم يروا اي حاجة لاخفائها. في نبأ نشر في "يديعوت احرونوت" في 13 تموز 2017 ورد أن اللواء عاموس جلعاد، الذي كان في حينه رئيس القسم السياسي الامني في وزارة الدفاع، تلقى من نظيره الالماني وثيقة رسمية تتخلى فيها اسرائيل عن المادة التي تمنع بيع غواصات لمصر. وادعى الالمان بان الاتفاق تم في لقاء مع مندوب رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو. وفي غداة النشر توجه المحامي مولخو الى "يديعوت احرونوت" وطلب نفي النبأ وطالب الصحيفة بنشر تعديل. اما اليوم فواضح انه لم يقل كل الحقيقة.

في سياق النبأ ورد ان وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون التقى نتنياهو كي يفحص هل اتخذ نتنياهو بالفعل قرارا في موضوع حساس بهذا القدر لامن الدولة دون علمه ودون التشاور مع الجهات المختصة في جهاز الامن. ولدهشة يعلون، نفى نتنياهو أن يكون اعطى مثل هذا الاذن. اما في المقابلة في القناة 2 في منتهى السبت فقد اعترف نتنياهو بانه في واقع الامر كذب على وزير دفاعه. ولتبرير الاكاذيب القى الى الفضاء قصة عن عصبة سر مطلق بالتأكيد – سر ما كان يمكن ان يشرك فيه وزير دفاع ورئيس اركان. باستثنائه اضافة اليه في العصبة – رؤساء مجلس الامن القومي ومستشار قانوني للحكومة. غير أن مندلبليت اوضح امس بانه لم يعرف ما هو هذا السر.

ما الذي يكمن في قضية الغواصات ويدفع نتنياهو ومحيطه لخلق هذا القدر الكبير من الاكاذيب؟

في 19 تموز 2017 كشفت "يديعوت احرونوت" النقاب عن حقيقة أن شخصية اسرائيلية رفيعة المستوى (المقصود الرئيس ريفلين) زار في ايار 2015 المانيا، طلب ان يفحص مع المستشارة ميركيل لماذا وقعت الصفقة مع مصر. فأوضح الالمان للرئيس المنحرج بان الصفقة صادق عليها رئيس وزراء اسرائيل. حين عاد الرئيس الى البلاد فهم يعلون بان نتنياهو يكذب عليه.

عندما انكشفت القصة اصيب جهاز الامن بالدهشة. فشرح نتنياهو بانه لو لم تكن اسرائيل صادقت على الشراء، لكان المصريون اشتروا الغواصات من مكان آخر. يبدو أن نتنياهو نفسه لم يقتنع تماما بهذا التبرير. وهكذا ولدت نظرية المؤامرة: يوجد هنا سر دفين يسمح فقط لابناء عمومته وقادة مجلس الامن القومي السابقين ان يعرفوه.

كلمات دلالية