التحقيق في دور نتنياهو- هآرتس

الساعة 12:39 م|25 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          لقد جاء الظهور المفاجيء لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في استديو اخبار 12 في منتهى السبت لصد النقد على سلوكه في قضية الغواصات ولتقليص الاضرار، ولكنه لم يبدد الضباب، بل العكس. فقد أوضح ظهوره فقط بان هناك الكثير من الاسئلة المفتوحة حول قراراته وكذا تساؤلات عن رواياته المتضاربة وعن تفكره.

          ظاهرا يدور الحديث عن قضيتين منفصلتين، الصلة بينهما بحاجة للفحص. الاولى، وفيها في 2007 اشترى نتنياهو اسهما في شركة seaDraft لابن عمه نتان ميليكوبسكي مقابل نحو 600 الف دولار وباعها في تشرين الثاني 2010 مقابل 4.3 مليون دولار. وسجل نتنياهو ربحا عاليا جدا على استثمار في شركة هبطت قيمتها بحدة في فترة الازمة المالية العالمية. وقد بيعت الشركة لشركة عامة اخرى تسمى "غرفتيك انترناشيونال" وردت مواد خام لمنتجة الغواصات والسفن الالمانية تيسنكروف.

          غير نتنياهو رواياته بشأن موعد شراء أسهم seaDraft. بداية ادعى أنه اشتراها كمواطن خاص، فيما أن الشراء تم عمليا حين كان يتولى منصب رئيس المعارضة. وعندما سُئل عن التضارب ادعى: "قصدت القول اني لم أكن احوزها في وقت كنت فيه عضوا في الحكومة". اما شبكة علاقاته مع ميليكوبسكي فتخلق ملكية مشتركة في شركة تجارية، قروض، منح مالية جارية بالاف الدولارات، وتبرع بمليون دولار، دون إذن، لتغطية نفقاته القانونية، دفع منها حتى الان نحو 300 الف دولار.

          تضارب آخر في روايات نتنياهو ظهر حين ادعى في الماضي بانه ليس مطلعا على صفقات ابن عمه ميليكوبسكي، ولكنه حين طلب منه أن يشرح الربح العالي من بيع اسهمه قال: "انا افهم في الاقتصاد، شخصت استثمارا صحيحا". اما القضية الثانية فتتعلق بقرارات نتنياهو في شراء غواصة اخرى من شركة تيسنكروف، والتي يشتبه في بعض من مقربيه، ومنهم ابن عمه المحامي دافيد شمرون ورئيس مكتبه السابق دافيد شيران فيها باعمال جنائية – وبموافقته على أن تبيع ألمانيا غواصات متطورة لمصر، دون أن يشرك في ذلك رئيس الاركان ووزير الدفاع. رواية نتنياهو هي انه لم يعرف بان شركة ميليكوبسكي تورد مواد خام لتيسنكروف. وبالنسبة للبيع لمصر قال ان "وزير الدفاع غير ملزم بان يعرف". وعلى حد قوله فان "لدولة اسرائيل توجد أسرار يعرفها رئيس الوزراء وحفنة من الاشخاص فقط". قول غريب للغاية في ضوء حقيقة أن الحديث يدور عن تزود عسكري استراتيجي لدولة مجاورة.

          ان تغيير الروايات وكذا التفكر لدى نتنياهو في هذه القضايا مقلق. فالحديث يدور سواء عن سلوك مالي شخصي يتطلب فحصا أم عن تفكر بالنسبة للمشتريات الامنية. على المستشار القانوني أن يأمر بالتحقيق الفوري في دور نتنياهو في القضيتين.