مسلسل المعاناة لا يقتصر على الأسير وحده فقط، فمنذ لحظة اعتقاله تبدأ مشاهد القهرِ والذلِ له ولعائلته، إضافةً إلى أن جبروتَ السجان لا يرحم مريضاً أو مصاباً، رحلة طالت أم قصرت تحوي أحداثا أليمة ومواقف صعبة لا يستطيع الكثيرون تحملها.
فلا يمكن لعزيمة الأسرى أن تنكسر في وجه السجان، رغم ظروف التعامل السيئة والأوضاع الصحية المتدنية، وحرمان ذويهم من الزيارة.
"أم مجدي ياسين".. كانت تُعِد نفسها بعناية، لرحلةٌ مختلفة عن كل الرحلات، رحلةٌ لقاء بعد غياب لمدة سنة، لتكحل عينيها بفلذة كبدها، رحلة رغم ما يعاني أصحابها من ظلمٍ، وقهرٍ، واضطهادْ، إلا أنها ستتحملها لرؤية حبيبها فقط، ولكن عند اكتمال كافة التجهيزات جاءها الخبر الصادم، الزيارة ملغية.
القلب لا يعرف الإلغاء، والأم لا تعرف سوى أنها ستقابل نجلها، إلا أنه ما باليد حيلة، سوى الصبر، وتحمل خيبة الأمل والحرمان من اللقاء.
زيارة تنتظرها منذ عام
بدموع الحزنِ، وأهات الاضطهاد، بأصواتٍ مُتعبة وعيون سادتها الخيبة، تحدث أهالي المعتقلين في سجون الاحتلال لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، معبرين عن قسوة قرار الاحتلال بمنعهم من زيارة أبنائهم في السجون.
والدة الأسير ياسين، أكدت أنها كانت تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يأتي ويأخذها لزيارة ابنها في سجون الاحتلال، ولكن قراراً غاشم من قِبل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" حرم أُم مجدي من رؤية فلذة كبدها بعد انتظارٍ دام لعام.
والدة ياسين لم تستطع إخفاء دموعها حين سمعت خبر منعها من الزيارة، وحاولت التعبير عن حزنها الشديد قائلةً "من سنة ما شفت ابني والله قلبي مشتاقٌ لهْ". فالأخبارُ مقطوعة والزيارة ممنوعة وأم مجدي تبيتُ كل ليلة موجوعة القلبِ على فلذةِ قلبها.
ألمُ الاشتياقِ والحرمانِ من الزيارة ظهرا على أم الأسير ياسين وهي تروي لمراسلنا ما يعانيه مجدي من أمراض فبصوتٍ يجهشُ بالبكاء تقول: "مجدي يعاني منذ سنوات من ضعف شديد في البصر دون تلقي الرعاية الطبية اللازمة من قبل إدارة السجون، مشيرةً إلى أن الاحتلال نقل ابنها من سجن "هداريم" إلى سجن بئر السبع الأمر الذي أتعب صِحتُه دون أيُ رعايةٍ طبية من الاحتلال.
دولة مستبدة
أم الأسير رامي عنبر لم تكن أفضل من سابقتها حالاً، إذ بينت أنها ممنوعة من زيارة ابنها منذ سنتين واليوم بعد السماح لها بالزيارة صدر قرار كسّر حُلم أم رامي برؤية ابنها.
وعبرت لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" عن مقتها من قرار الاحتلال، قائلةً "إسرائيل دولة مستبدة ظالمة ضربت القوانين الدولية بعرض الحائط بإصدارها قرار منع زيارة أهالي الاسرى لأبنائهم".
مشاركة وجدانية
وشاركتهم نفس الألم والمعاناة والدة الأسير دفاع أبو عذرة، التي أوضحت أنها مرضت وأصابها شعورٌ لم تستطع وصفه من شدة حزنها، وقالت "ربيت ابني من وهو صغير وبغمضة عين ييجي الاحتلال يعتقلوا ويمنعني من زيارتهُ"
وأنهت حديثها مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" متسائلةً "ما سبب منعنا من الزيارة؟ ولكن هل مثل هذه القوانين وإلغاء الزيارات بعيدٌ عن دولة ظالمة، حسبي الله ونعم الوكيل"
"الإنسان مشتاق يضم ابنه ويسلم عليه ويحكي معهُ ولكن كيف يصير هيك ودولة الاستبداد سرقة منا اولادنا" بهذا الشكل وصف والد الأسير حسني ماضي شوقه لابنه، مبيناً أنه ممنوع من الزيارة نهائياً.
وتعتقل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في سجونها، أكثر من 6500 أسير، بينهم مايقارب 500 أسير من سكان قطاع غزة، يسمح لهم بزيارة ذويهم مرة كل 3 شهور، فيما يمنع آخرون من زيارة ذويهم بشكل نهائي.