لاقت تصريحات الرئيس الأمريكي، بأن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على "الجولان"، إدانة واستنكار واسع من قبل العديد من المحافل الدولية، والدول الغربية.
طالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في قرار قدمته منظمة التعاون الإسلامي، إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك القدس المحتلة لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المعترف به دولياً في تقرير مصيره.
وأعاد القرار التأكيد على أن جميع التدابير والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية غير قانونية وليست لها أي شرعية وتنتهك اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب لعام 1949 وتعد خرقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالب إسرائيل بالكف عن جميع انتهاكات حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني والاحترام الكامل لقانون حقوق الإنسان والامتثال لالتزاماتها القانونية واتخاذ تدابير عاجلة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وأدان القرار استمرار إسرائيل في عدم التعاون مع المكلفين بولايات في إطار الإجراءات الخاصة وآليات الأمم المتحدة الأخرى، مطالبًا إياها بالتعاون الكامل مع مجلس حقوق الإنسان وجميع إجراءاته الخاصة والكف عن جميع أنشطتها الاستيطانية.
وأعرب المجلس عن قلقه البالغ إزاء القيود التي تفرضها إسرائيل والتي تعيق وصول المصلين في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ، مطالباً بضمان عدم التمييز على أساس الدين والسماح لهم بالوصول إلى جميع المواقع الدينية.
وطالب بضمان ألا يكون تخصيص الموارد المائية في الأرض الفلسطينية المحتلة تمييزياً واتخاذ خطوات عاجلة لتسهيل إصلاح البنية التحتية للمياه في الضفة الغربية بما في ذلك في وادي الأردن.
الخارجية الفرنسية
قالت الخارجية الفرنسية إن الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، موضحة أن فرنسا لم تعترف بضم إسرائيل للجولان في عام 1981، وذلك ردا على التصريحات الأميركية المتعلقة بالاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وأضافت الخارجية الفرنسية، في بيان لها، اليوم الجمعة، أن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو أرض محتلة، يتعارض مع القانون الدولي، ولا سيما مع التزام الدول بعدم الاعتراف بوضع غير قانوني.
ويذكر أن مجلس الأمن الدولي كان أكد في عدة قرارات أن هذا الوضع في الجولان المحتل لاغ وباطل، لا سيما في القرار رقم 497.
الخارجية البريطانية
أكدت وزارة الخارجية البريطانية، أن المملكة المتحدة ما زالت تعتبر مرتفعات الجولان أرضا سورية محتلة من قبل إسرائيل.
وقالت الخارجية البريطانية، في بيان أصدرته تعليقا على تصريح الرئيس الأمريكي، أمس الخميس: "إن المملكة المتحدة تنظر إلى مرتفعات الجولان كأرض محتلة من قبل إسرائيل".
وشددت الخارجية البريطانية على أن "ضم الأراضي عن طريق القوة أمر محظور بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة".
وأضافت الوزارة مؤكدة: "إننا لم نعترف بضم إسرائيل للجولان عام 1981 ولا خطط لدينا لتغيير موقفنا".
وأصدرت بريطانيا هذا البيان على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، أمس الخميس، أن "الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل الكاملة على الجولان"، في خطوة لم تلق أي ترحيب إلا من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وتحتل إسرائيل منذ حرب يونيو 1967 حوالي 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، وأعلنت ضمها إليها في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بينما لا يزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.