عيد الأم..هدايا من الاحتلال ملطخة بالدماء لأربع أمهات فلسطينيات!

الساعة 09:59 ص|21 مارس 2019

فلسطين اليوم

لم يتعود شعبنا الفلسطيني الاحتفال بيوم "الأم " كغيره من العالم، فهدايا الاحتلال "الإسرائيلي" الملطخة أيديهم بدماء أبناءهن، أنهت أي احتفالات بالأم.. فباتت الأمهات يتلقين التهاني والتبريكات باستشهاد أبنائهن وفلذات أكبادهن.

ففي فلسطين، كل الأيام هي أعياد للأم، هي أم شهيد، وأم أسير وأم جريح، وهي الشهيدة والأسيرة والمصابة، تُسطر بدمائها وصبرها لوحة عجزت كافة أمهات العالم على رسمها.

فليلة عيد الأم، ودعت أربعة أمهات أبناءهن، بعد أن وضع الاحتلال خنجراً حاداً في قلوبهن، فوصل إليهن خبر اغتيال من تكحلت عيونهن بهم لسنوات عديدة، ولكن طلقات حاقدة أفقدتهن أعز ما يملكن.

والدة الشهيد عمر أبو ليلي منفذ عملية سلفيت ، ووالدة الشهيد  رائد هاشم محمد حمدان (21 عاما)، ووالدة الشهيد زيد عماد محمد نوري (20 عاما) ، إضافة إلى والدة الشهيد أحمد جمال مناصرة 26 عاماً الذي ارتقى برصاص الاحتلال الغادر الليلة الماضية على أحد حواجز بيت لحم.. هن الأمهات وغيرهن من أمهات الشهداء والأسرى من يرفع لهن القبعة..

هكذا تودع أمهات الشهداء انبائهن

ام عمر

"عندما علمت أنه عمر ابني من قام بالعملية دعوت الله أن يختار له الأفضل، وألا يظل مطاردًا لا نعلم عنه شيئا، فاختار له الله الشهادة التي تليق به". هكذا بدأت غدير أبو ليلى، والدة الشهيد عمر الحديث عنه.

استشهد عمر أمس الثلاثاء بعد حصار المنزل الذي تحصن به لأكثر من أربع ساعات في قرية عبوين الواقعة إلى الشمال من رام الله، بعد مطاردة لثلاثة أيام بعد تنفيذه عملية بطولية بالقرب من مستوطنة "أرائيل" المقامة على أراضي المواطنين في سلفيت، قتل خلالها جندي صهيوني وسرق سلاحه الذي قتل به مستوطن آخر وأصاب اثنين أخرين.

الوالدة بدت متماسكة رغم ترديدها باستمرار "لقد فاجئني عمر"، فالشهيد كان هادئًا الطبع كتوم، وبقضي معظم أوقاته في البيت منعزلًا، ولا أحد يعلم ما يدور في رأسه، ولكنه لم ينشغل يومًا في السياسية أو ينتمي لحزب، ولم يتابع يومًا نشرة أخبار، كما قالت الوالدة.

وتضيف: "كل مرة أشاهد العملية التي قام بها عمر أصاب بالدهشة، كيف استطاع أن يخطف السلاح ويقوم بهذه العملية، ثم يتمكن من الهرب والمشي كل هذه المسافة حتى وصل للبيت الذي تحصن فيه". وعن سر هذا التحول في شخصيته وقراره بتنفيذ هذه العملية ردت: "الله أعلم هذا سر لا يعمله إلا هو وقد مات معه".

ام أحمد 

"زفوا الشهيد وخلوا الزفة عليّ السنة.. زفوا الشهيد لبيتو الثاني بالجنة" بهذه الكلمات استقبلت والدة الشهيد أحمد مناصرة نبأ استشهاده، الذي اعتبرته الشرف الأعظم والأكبر في "يوم الأم". وتحتسبه عند الله، متمنية أن يتقبله مع الشهداء، والصديقين، والصالحين في الفردوس الأعلى، وأن فلدة كبدها استشهد لأجل فلسطين، وكل شيء يرخص في سبيلها.

وكما يقول مارسيل خليفة أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهدا فبكت دمعتين ووردة ولم تنزوِ في ثياب الحداد، وها هي أم الشهيد تتحضر لاستقبال زفة ابنها بالورود والزغاريد، فكل نساء الحي تجمعن حولها، فهديتها في يوم الأم لقب "أم الشهيد".

أحمد مناصرة ( 22 عاما) بدأت قصته مساء أمس، حينما أطلق الاحتلال خمس رصاصات صوبه، عند حاجز النشاش جنوب بيت لحم، حينما ترجل من سيارة كان يستقلها هو ورفاقه بعد عودتهم من زفاف أحد الأصدقاء لإسعاف الجريح علاء غياضه، الذي أطلق الاحتلال النار عليه وهو في سيارته برفقة زوجته وبناته، وبعد أن تم نقل غياضه إلى مستشفى اليمامة القريبة من المكان، عاد مناصرة لجلب زوجة غياضه وبناته لكن رصاص الغدر باغت مناصرة، وارتقى شهيدا.

الأمهات الاسيرات

قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل (22) أمّاً فلسطينية لـ(79) ابناً وابنة من بين (45) أسيرة يقبعن في معتقل "الدامون".

جاء ذلك في بيان صدر عن نادي الأسير لمناسبة يوم الأم، والذي يصادف اليوم 21 من آذار/ مارس من كل عام، أوضح فيه أنّ إدارة معتقلات الاحتلال تحرم بعض الأسيرات الأمّهات من زيارة أبنائهنّ، كما وتحرم الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهنّ من احتضان أبنائهن، إضافة إلى منع التواصل الهاتفي معهم، وتمنع لقاء الأسيرات بأبنائهنّ الأسرى في معتقلات الاحتلال.

وبيّن نادي الأسير أن من بين الأسيرات أمّهات لأطفال رضّع اعتقلتهن سلطات الاحتلال وحكمت عليهنّ بالاعتقال لسنوات طويلة، كالأسيرة نسرين حسن من حيفا، والمحكومة بالاعتقال لست سنوات، والتي يقبع زوجها وأطفالها السبعة في قطاع غزة، وتحرمها سلطات الاحتلال من زيارتهم، إلى جانب حرمان إخوتها -القابعين في حيفا- من زيارتها أيضاً، وذلك منذ اعتقالها بتاريخ 18 أكتوبر 2015، علماً أن أصغر أطفالها كان بعمر ثمانية شهور عند اعتقالها وأكبرهم فتاة كانت بعمر (11 عاماً)، ما تزال تقوم برعاية أشقائها إلى جانب والدها.

بالإضافة إلى الأسيرات: فدوى حمادة من القدس، المعتقلة منذ العام 2017، والمحكومة بالاعتقال لـ(10) سنوات، وهي أم لخمسة أطفال، أصغرهم كان يبلغ من العمر أربعة شهور عند اعتقالها، والأسيرة الموقوفة لمى خاطر من الخليل، الأمّ لخمسة، والتي لم يبلغ أصغرهم العامين عندها اعتقالها، والأسيرة الموقوفة بلسم شرايعة من الرملة، الأم لثلاثة، أصغرهم بعمر سنة ونصف.

وأشار نادي الأسير إلى أن الاحتلال يعتقل أيضاً الأسيرة أمينة محمود- عودة، من القدس، منذ العام 2017، ويحرمها من لقاء ابنها الوحيد محمد أحمد هلسة المعتقل في "ريمون"، والذي كان يبلغ من العمر (17) عاماً عند اعتقاله عام 2016 والحكم عليه بالاعتقال لـ(18) عاماً.

كما ويستهدف الاحتلال عائلات وأمّهات الشهداء كاستمرار لسياسة العقوبات الجماعية بحقّ عائلة الأسير والشّهيد، كاعتقال سوزان أبو غنام، من القدس، وهي والدة الشّهيد محمد أبو غنام، بادّعاء التحريض، واعتقال وفاء مهداوي، من طولكرم، والدة الشّهيد أشرف نعالوة.

 

كلمات دلالية