دماء الفلسطينيين وقود الانتخابات الإسرائيلية

الساعة 05:53 م|20 مارس 2019

فلسطين اليوم

ثلاثة شبان في مقتبل عمرهم أعدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد في الضفة الغربية، خلال أقل من 3 ساعات، ضمن مسلسل تصعيد إجرامي على الأرض الفلسطينية، طال البشر والشجر والحجر، غير مكترثة بالقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.

أعدمت قوات الاحتلال، شابين في مدينة نابلس، وهما رائد هاشم محمد حمدان (21 عاما)، وزيد عماد محمد نوري (20 عاما) برصاص قوات الاحتلال، وفي قرية عبوين اعدمت قوات الاحتلال الشاب رائد حمدان(21 عاماً)، وأصيب 9 آخرون في مواجهات مع الاحتلال، كما أعلنت أنها اغتالت الشاب عمر أمين أبو ليلى (19 عاما) والذي تتهمه بتنفيذ عملية قرب مستوطنة "أرئيل" يوم الأحد المنصرم.

تلاها صباح اليوم سلسلة من الاعتقالات في صفوف المواطنين إضافة إلى إغلاق المداخل الرئيسية لقرية بيت سيرا غرب رام الله، ومنعت المواطنين من دخولها أو الخروج منها، وصادرت تسجيلات الكاميرات الخاصة بالمحال التجارية، وأصابت مواطنا بالرصاص الحي، بقدمه وكتفه، واعتقال آخر من بيت لقيا.

وتأتي هذه الجرائم ضمن سياسة ممنهجة لحكومة اليمين المتطرفة التي يعتقد رئيسها بنيامين نتنياهو أن انتهاك حرمة الدم الفلسطيني تعد الوسيلة المثلى لكسب ود الناخب الإسرائيلي.

مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبد الرحمن شهاب يرى، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترتكب جرائمها وارهابها ضد الفلسطينيين بعيداً عن الحملات الانتخابية "الإسرائيلية"؛ لكن الأحزاب المختلفة تعمل على استغلال تلك الجرائم لزيادة رصيدها وأسهمها في الانتخابات.

وأكد شهاب لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن دافع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ارتكاب الجرائم والإرهاب ضد الفلسطينيين هو الإصرار بالتمثيل وقمع الفلسطينيين وتدمير طاقاتهم وقدراتهم في مقاومة "إسرائيل".

وأشار إلى أن الأحزاب الإسرائيلية كافة تؤكد بأن ما تحققه أجهزة الإرهاب الإسرائيلية سواء باستباحة دماء الفلسطينيين أو تدنيس المقدسات هو انجاز يجب المحافظة عليه، في حين تستغله كل جهة من الأحزاب وفق تصوراتها ومصالحها.

ولفت إلى أن كل ما تحققه أجهزة الإرهاب الإسرائيلية من إنجازات باستباحة دماء الفلسطينيين يصب من وجهة نظر المستوطنين الإسرائيليين في صالح الحزب الحاكم والذي يترأسه اليوم بنيامين نتنياهو.

وأوضح "شهاب" المختص في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يستغل استباحة دماء الفلسطينيين من خلال الإكثار من التصريحات وكيل المديح بممارسات أجهزة الإرهاب الإسرائيلية التي تعمل وفقاً لرؤية حزب الليكود في محاربة الفلسطينيين.

وبين أن الأحزاب المعارضة تستغله بصورة أخرى فمثلاً رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" افغدور ليبرمان يعتبر استباحة دماء الفلسطينيين انجاز كما نتنياهو لكنه يطالب بالمزيد وخاص بإعدام الفلسطينيين وإصدار قانون حكم الإعدام بشكل أكثر تطرفاً.

وشدد شهاب، بأن كل الأحزاب الإسرائيلية تستخدم دماء الفلسطينيين بالشكل الذي يراه مناسباً لتحقيق مآربه.

وفي ذات السياق أكدت فصائل العمل الوطني أن حكومة الاحتلال تستخدم الدم الفلسطيني كوقود للانتخابات لكسب الأصوات، وتواصل جرائمها في قتل الفلسطينيين، والاستيلاء على الأراضي، وبناء مئات الوحدات الاستيطانية، وغيرها.

وفي وقت سابق أوضح محللان في الشأن الإسرائيلي لـ"فلسطين اليوم"، بأن لحظة شعور نتنياهو بعدم توفر فرصة كبيرة بالفوز بنسبة الحسم في الانتخابات القادمة قد يدفعه إلى شن حربٍ او تصعيد محدود في إحدى الجبهات، معتقدين بأن جبهة غزة ستكون أخر احتمالات الحرب في هذه المرحلة، بينما ستكون جبهة الضفة والقدس المحتلتين هي أكثر الجبهات احتمالاً للتصعيد القادم.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامّة الإسرائيلية في التاسع من نيسان (أبريل) من العام الجاري، وأظهرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية تنافس شديد بين حزب بنيامين نتنياهو (الليكود) وحزب غانتس (أزرق أبيض).

كلمات دلالية