دماء أطفال مسيرات العودة تفضح سياسة الاحتلال الإسرائيلي

الساعة 02:41 م|20 مارس 2019

فلسطين اليوم

منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة في الثلاثين من مارس عام 2018، ونيران الاحتلال تستهدف بشكل واضح الأطفال، في سياسة ممنهجة للقتل والاعدام، في الذي خرجت فيه جماهير القطاع تطالب بحقها في الحياة الكريمة والعودة إلى ديارها التي هجروا منها.

وبحسب الاحصائيات الفلسطينية فإن 49 طفلًا ارتقوا شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقاها، وأصيب أكثر من 2800 طفل آخرين بجراح مختلفة.

وقالت الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني "حشد"، إنه ورغم الحماية القانونية المقررة للطفل وفقاً لما نصت عليه اتفاقيات جنيف 1949، والتي منحت الأطفال وضعاً خاصاً لا يمكن تجريدهم منها لأي سبب أو عذر، وكذلك لاتفاقية حقوق الطفل 1989، لكن تبقي هذه النصوص هي مجرد حبر على ورق، والدليل على ذلك تعمد قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي انتهاكها لهذه القوانين والاتفاقيات، من خلال الاستهداف العمدي للأطفال الفلسطينيين على نحو من الوحشية الفرطة وغير الإنسانية.

وبينت الهيئة في ورقة حقائق اطلعت "فلسطين اليوم" على نسخة منها، أن قوات الاحتلال مازالت تمعن في سياسة اعتقال وقتل وأسر الأطفال خلافاً لكل الاتفاقيات، واستهداف الأطفال في مسيرات العودة على الرغم من سلميتها الكاملة، وعدم تشكيلها تهديداً على حياة أي من جنود الاحتلال الإسرائيلي المنتشرين على طول السياج الحدودي الفاصل، إلا أن جنود الاحتلال قد بادروا باستخدام القوة المفرطة والمميتة في سياق تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين، وفي مقدمتهم الأطفال.

وأشارت إلى أن "معظم الإصابات قد تركزت على الرأس والمناطق العلوية للجسم، ما يؤكد حقيقةً على قصد قتل الأطفال الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة، في مشهد يتنافى مع القيم الإنسانية والقانونية، ويخالف صريح أحكام القانون الدولي الإنساني".

وأكدت الهيئة أنه على المجتمع الدولي الوقوف ضد سياسات الاحتلال، تعمد استهداف الأطفال الفلسطينيين، من خلال الضغط على دولة الاحتلال، ومحاكمة قادتها، ومطالبة دولة الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وتطبيقاتها، بما يضمن تمتع الأطفال الفلسطينيين بحقوقهم المكفولة.

وطالبت بالعمل على إحالة ملفات محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين لمحكمة الجنايات الدولية عملاً بالمادة (14) من ميثاق نظام روما الأساسي المنشئ، من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية.

وعن تعمد الاحتلال لاستهداف الأطفال أكد الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن هذه الجرائم تهدف إلى إحداث مزيد من الصدمة في أوساط المجتمع الفلسطيني، والعمل على وقف تدفق النضال الشعبي في وجه الاحتلال، من أجل إيقاف زحف مسيرات العودة بمزيد من الدماء وخاصة في صفوف الأطفال.

ولفت عبد العاطي إلى أن ما يقوم به الاحتلال يندرج في إطار جريمة الحرب، مما يستدعي تدخلًا دوليًا من أجل وقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين العُزل.

يشار إلى أن الهيئة العليا لمسيرات العودة طالبت بتحقيق جدي في كل جرائم الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، كما تواصلت مع لجنة تقصي الحقائق، لاطلاعها على كل التفاصيل.

وارتقى 267 شهيدًا منذ بداية فعاليات مسيرة العودة من بينهم 11 شهيدًا تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم، من بينهم 3 أطفال.

بدوره أكد سمير زقوت، نائب رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال تستخدم "القوة المفرطة والمميتة" ضد المدنيين والأطفال الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة جنودها.

وأضاف زقوت: قوات الاحتلال تتعمد إيقاع الأذى في صفوف الأطفال والمدنيين، دون أن تكترث بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

ودعا المجتمع الدولي للانتقال من مربع الإدانة، إلى التدخل الفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، وحماية المدنيين، لا سيما الأطفال.

من جهته قال الكاتب غسان الشامي، إن "العدوُّ الصهيوني يُنشئ ويُربي أطفاله على قتل العرب والفلسطينيين وكرههم والحقد على أطفال فلسطين، وخير دليل على ذلك الصور التي وزَّعها العدو الصهيوني لأطفال صهاينة يكتبون رسالة الموت والدمار للفلسطينيين على القذائف والصواريخ، وكلٌّ منا يذكر صور الجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين وهم يدربون أطفالهم على حمل السلاح وقتل الشعب الفلسطيني".

وأضاف الشامي: "حتى المناهج الصهيونية التدريسية مليئة بالعبارات والشعارات والمصطلحات التي تُربي أطفالهم على القتل والدمار، وذلك ينبع من العقيدة الصهيونية الدموية، التي مفادها أن الكيان الصهيوني لا يعيش دون قتل ودمار للشعوب العربية وغيرها من شعوب العالم".

وأردف: "يجب على العرب التحرك في مؤسسات الأمم المتحدة؛ لوضع حد لجرائم الكيان بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ويجب التحرك في محكمة الجنايات الدولية وفتح ملف جرائم الكيان الصهيوني بحق أطفال فلسطين، والعمل الجاد على مواجهة هذه الجرائم، وأيضاً إجبار الاحتلال على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الأطفال في سجونه ووقف جرائمه بحقهم".

 

 

 

كلمات دلالية