خطأ حماس.. يديعوت

الساعة 02:25 م|17 مارس 2019

خطأ حماس

بقلم: شمريت مئير

(المضمون: عندما تذهب الدولارات من قطر الى كبار المسؤولين يتفجر الغضب في الشعب- المصدر).

ما لا تفعله 11 سنة حروب، حصار اقتصادي وحكم وحشي لحماس، فعلته الدولارات من قطر. فبدلا من أن تكون هبوبا لهواء للتنفس، فانها تأكل غزة من الداخل كالحمض. فالمستفيدون الاساسيون هم جماعة حماس ودوائر المقربين من المنظمة. اما الباقون، فبعد سنة من الحملة لرفع الحصار، هم في الوضع ذاته بالضبط. وحين لا يكون شيء للجميع، فلا يكون شيء للجميع، ويمكن تركيز الغضب نحو العدو الخارجي، ولكن عندما لا يكون لديك من أين تجلب وجبة العشاء لاطفالك فيما يكون جارك، رجل حماس، على الى بيته مع 300 او 600 دولار من القطريين، فهذه هي اللحظة التي يبدأ فيها الغضب في الاتجاه الى الداخل.

مبكر جدا أن نعرف الى أي اتجاه سيسير الاحتجاج ضد حماس. يحتمل أن تكون حالة الطقس، التعب العام والقمع العنيف للمظاهرات ستفعل فعلها فيذوي الاحتجاج. ولكن في هذه الاثناء، هذه هي الانتفاضة الأكثر أهمية ضد المنظمة منذ استولت على الحكم في غزة. الشعار بسيط: "نريد العيش". العيش بمعنى نيل الرزق، الاكل. الشعار – قبضة قبضة. كما يوجد رسم لارغفة خبز. في حماس يتهمون فتح والسلطة في أنهما تديران الاحتجاج من رام الله، بجهاز التحكم من بعيد، ويذكرون المتظاهرين بان أبو مازن الذي قلص جدا تحويل الأموال الى غزة، مسؤول بقدر كبير عن وضعهم. قد يكون هذا صحيحا، ولكن المشاعر ضد حماس آخذة في التعاظم. ليس مثلما في الماضي، يسمح الناس لانفسهم بالاعراب عن الاحتجاج بالاسم وباللقب العلني على الفيسبوك. اما اطلاق الصواريخ يوم الخميس فاستقبل في غزة بردود فعل تهكمية بأسلوب إسرائيلي، كمحاولة من حماس لصرف النار عنها، نحو الخارج.

في إسرائيل قرروا قبول تفسير حماس عن خطأ أدى الى النار، وذلك أيضا لانه كان يناسبنا: فعندنا لا يزالون مستعدين لان يسيروا بعيدا كي يمتنعوا عن حملة عسكرية في غزة، وعن حق. فهل الحماسي الذي ضغط على الزر كان مشوشا أم ربما أراد اطلاق رسالة، هذا سؤال أقل أهمية. حتى لو كانت حماس معنية بجولة عنف من بضعة أيام من القتال، لاسبابها هي – هي تصرف الانتباه عن الانتقاد الداخلي، لانهم غير راضين عن شروط الصفقة التي تعرضها إسرائيل، لان التوقيت عشية الانتخابات في إسرائيل يبدو لهم جيدا – لا يعني ان علينا أن نسير على الخط وفقا لنزوات السنوار.

ومع ذلك، كلما اقتربنا من نهاية الشهر، حين سيحيي الفلسطينيون يوم الأرض وسنة على مسيرات العودة، دون توافقات هامة عن التهدئة، فان التوتر يرتفع ومعه احتمال مزيد من الأخطاء لحماسيين يتولون نوبة الحراسة. فضلا عن ذلك، اذا استمرت المظاهرات في غزة، فسيصعب على إسرائيل إعطاء حماس ما يمكن أن يعتبر حبل نجاة.

سيسافر نتنياهو الأسبوع القادم لالقاء خطاب في مؤتمر ايباك وسيلتقي ترامب، مما سيكون ذروة حملته الانتخابية. اذا لم تتحقق توافقات حتى ذلك الحين، فانه كفيل بان يتقاسم الشاشة مع بعث حي ومباشر من غزة.