التهديد المصري لحماس: "اسرائيل ستسقطكم – ولن نتدخل".. اسرائيل اليوم

الساعة 02:20 م|17 مارس 2019

كانت الساعة هي ما بعد التاسعة بقليل من مساء يوم الخميس. بعد دقائق من تفعيل صافرات الانذار في منطقة غوش دان وسماع اصداء الانفجارات، جلس كبار مسؤولي المخابرات المصرية في مكاتب حماس غربي غزة وتميزوا غضبا. "فلتعلم" قالوا لي قائدي حماس يحيى السنوار واسماعيل هنية، "انه اذا قررت اسرائيل الخروج الى حملة عسكرية واسعة في غزة، فلن نفعل شيئا كي نوقف اسرائيل، حتى لو قررت اسقاط حكم حماس في غزة واحتلال القطاع بالتوازي".

يأتي هذا الوصف الدراماتيكي على لسان مسؤول كبير كان بين اعضاء الوفد المصري في غزة في زمن الاحداث الدراماتيكية. وفي حديث مع "اسرائيل اليوم" استعاد المسؤول ذكرى اللقاء.

فقد روى المسؤول فقال ان "الاجواء في بداية اللقاء كانت هادئة ومليئة بالابتسامات. قبل وقت قصير من اللقاء، عدنا من اسرائيل مع اجوبة. قدرنا بان حماس ستقبلها وستسمح بتنفيذ تهدئة مستقرة وطويلة اكثر. بعد دقائق من ذلك دخل الى الغرفة احد مساعدي اعضاء الوفد المصري بوجه قلق واعطى مسؤولي الوفد هاتفه النقال. فتبدلت الابتسامات على الفور بوجوه متجهمة، وتوجه مسؤولو الوفد الى السنوار وقالوا له بغضب: "الى أين تعتقدون بانكم ستصلون بلعبتكم المزدوجة؟ نحن نجلس هنا كي نتفق على تفاصيل التهدئة مع اسرائيل ومن خلف ظهورنا تصادق لرجالك باطلاق الصواريخ نحو تل أبيب؟"".

وتوترت الاجواء أكثر. "اذا قررت اسرائيل الخروج الى حملة عسكرية واسعة في غزة، فنحن هذه المرة لن نفعل شيئا كي نمنع الهجوم الاسرائيلي، حتى لو قرر الاسرائيليون اسقاط حكمكم في غزة من خلال احباطات مركزة لكل واحد وواحد منكم. وبالتوازي مع احتلال القطاع فان مصر وحلفائها في المنطقة لن يحركوا ساكنا لوقف الرد الاسرائيلي".

وعلى حد قول المسؤول، كان هنية والسنوار متفاجآن بقدر لا يقل عما تفاجأ المصريون من المعلومة عن اطلاق النار نحو غوش دان. "حماس لا تقف خلف القصف"، حسم السنوار واضاف بان الحركة ستجري تحقيقا معمقا لايجاد المشاركين، فيما طلب من الوفد المصري الاتصال مع قادة جهاز الامن في اسرائيل واطلاعهم بانه لم يصدر في اي مرحلة من المراحل امرا بتنفيذ النار نحو اسرائيل، وبالتأكيد ليس نحو غوش دان. لم يقتنع مسؤولو الوفد وواصلوا اتهام السنوار. "انت تكذب! دم سكان غزة ممن سيصابون من الرد الاسرائيلي سيكون على ايديكم! انتم ستجلبون بايديكم خراب قطاع غزة وانهيار نظامكم، والاخطر من ذلك هو أنكم راهنتم على امننا الشخصي عندما نفذتم قصف تل ابيب بالصواريخ في وقت تواجدنا في غزة!".

فتوجه السنوار بوجه مكفهر وقال لهم: "لن اطلب منكم تعريض حياتكم للخطر والبقاء في غزة، ولكن قبل مغادرتكم نطلب ان تتصلوا مع نظرائكم الاسرائيليين وتوضحوا لهم بان القصف لم يكن مقصودا وبالتأكيد ليس مخططا وان وجهة حماس ليست نحو التصعيد بل نحو ربط آخر الاطراف لتفاهمات التهدئة".

"بعد وقت قصير من خروجنا من القطاع"، اضاف مسؤولي، "اتصل السنوار برؤساء الوفد وافادهم بان نشطاء حماس الذين نفذوا اعمال صيانة قرب جهاز الاطلاق نحو غوش دان الذي نصب في غرب غزة كاعداد لمواجهة مستقبلية مع اسرائيل هم الذين نفذوا على ما يبدو بالخطأ عملا أدى الى نار الصواريخ. وعلى حد قوله، اعتقلت حماس نشيطا واحدا ووعدت باعتقال المزيد ومحاسبتهم". طلب أعضاء الوفد المصري من أن تعلن حماس عن الغاء مظاهرات العودة في الجمعة الماضية – الطلب الذي وافقت عليه حماس – وأن تجري مظاهرة المليون في نهاية الشهر في صيغة غير عنيفة أو ان تلغى تماما.