خبر اولمرت قسم .. هآرتس

الساعة 03:48 م|20 يناير 2009

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: اولمرت اقترح على الفلسطينيين اقتراحات بعيدة المدى في شأن القدس من جهة، ومن جهة ثانية واصل البناء في العاصمة لاحباط عمليات سياسية - المصدر).

        لو كان ايهود اولمرت سينافس في الانتخابات القريبة، لسارع متحدثوه الى انكار ما كشفت عنه جمعية "عير عميم"، والذي يقول ان اولمرت اقترح على رئيس السلطة محمود عباس تقسيم القدس بحسب مخطط يذكر جدا بمخطط كلينتون في كانون الاول 2000. في التقرير السنوي الذي اصدرته الجمعية والمختص ببحث القدس، ورد انه بحسب بضعة مصادر موثوق بها، فان هذه هي صيغة المقترح الذي عرضه اولمرت على ابي مازن وعدد محدود من قادة الدول العربية: "تكون الاحياء اليهودية في سيادة اسرائيلية والاحياء العربية في سيادة فلسطينية. وتتم ادارة الحوض التاريخي بنظام خاص يشتمل على ممثلين للاطراف ذات الصلة. فسيتم الحفاظ على حرية الوصول الى الاماكن المقدسة".

        يذكر كاتب التقرير ومؤسس الجمعية داني زايدمان انه برغم المكانة الهشة لصاحب المقترح فانه لا يجب التقليل من قيمته. "الحديث عن تحول حاسم عند من قاد الى وقت قريب مناضلة مصالحة في القدس وعن رئيس حكومة يلي عمله يعبر عن عن مواقف اعتبرت حتى وقت قريب خائنة، مواقف تشبه التي عرضها باراك في كامب ديفيد وفي طابا ومواقف مبادرة جنيف". قال ديوان رئيس الحكومة لصحيفة هارتس ردا على ذلك "اننا لا نتناول علنا كل تفصيل من التفاوض مع السلطة الفلسطينية".

        مع قراءة الفصول التالية من الوثيقة المشوقة لـ "عير عميم"، يصعب ان نجد الصلة بين الاقوال المنسوبة الى اولمرت واعمال حكومته في القدس. ففي الحوض التاريخي، ذلك الموقع الخاص الذي افرد له اولمرت سرا نظام متعدد الاطراف، تتم في هذه الايام اجراءات من طرف واحد تثير الدهشة. ففي كانون الاول 2007 اجازت بلدية القدس خطة لاقامة حديقة اثرية في سلوان عند سفوح جبل الهيكل. تشتمل الخطة الديزنيلاندية على محطة قطار هوائي بجوار باب المغاربة، تفضي الى جبل الزيتون، وابو طور او كليهما، ودرجات متحركة. وهي تندمج في مشروع جمعية لليمين لبناء كنيس وعشر وحدات سكنية وموقف سيارات تحت الارض. وبمقابلة ذلك تستمر جهود لمحاصرة خطوات سكان حي البستان في سلوان – وهي منطقة اعلنت على انها هدف على يد جمعيات من اليمين تضغط على السلطات لهدم ثمانية وثمانين مبنى في ملكية فلسطينية.

        اذا كان ما يزال يوجد شك في السياسة في الحوض التاريخي، فان كاتبي التقرير يذكرون حادثة بيت المستوطنين المسمى "بيت يهونتان". على المبنى الذي يقوم على مبعدة نحو من مئتي متر عن البيوت التي هدمت في البستان، قرار حكم منذ تموز 2008 يلزم اخلاءه واغلاقه. أجل تنفيذ قرار الحكم مرة بعد اخرى بعقب ضبط ساسة مقربين من المستوطنين على سلطات تطبيق القانون. يحرس "بيت يهونتان" طول الوقت جنود من حرس الحدود وحراس خاصون بنفقة من الدولة.

        اولمرت بنى

        "حتى لو لم يكن اولمرت قد شوش على عمد على الاجراء السياسي الذي التزمه"، يقوم زايدمان فانه "يتحمل مسؤولية مباشرة عن استمرار النموذج التقليدي لاستعمال البناء في القدس الشرقية لاحباط اجراءات سياسية". كان جدل التخطيط والبناء في الاشهر التي تلت مؤتمر انابوليس الذي انعقد في تشرين الثاني 2007، كان مكشوفا وتم بتأييد وزراء. وتم اعطاء اشارة بدء حملة عاجلة وواسعة للتخطيط والبناء الاسرائيليين في شرقي القدس بعد اسبوع من انعقاد المؤتمر.

        في 2008 سمح للجمهور ان ينظر في خطط تمكن من بناء نحو من 5431 وحد سكنية في شرقي المدينة، ونشرت مناقصات لبناء 1931 وحدة سكنية – وهذا ارتفاع بنسبة مئات الدرجات المئوية بالقياس الى سنين سابقة. في العام الماضي دأبوا في وزارة البناء والاسكان على ثلاث خطط جديدة في شرقي المدينة: في عطروت، وخيربت المزمورية وفي الولجة. بناء هذه الاحياء سيحدث حجازا بين القدس الشرقية وبيت لحم ويضر باحتمال تسوية سياسية يصحبها تحويل القدس الشرقية الى عاصمة الدولة الفلسطينية.

        يذكر التقرير انه حينما تحدث زعماء الطرفين عن السلام، كثر في 2008 اعمال العنف في المدينة. وكانت اعمال ارهابية لقلة قليلة من سكان شرقي المدينة مصحوبة باعمال دهم من اشخاص من اليمين لاحيائهم. لوحظت قوات الامن تقف جانبا والزعران يهاجمون السكان ويفسدون الممتلكات. سيوجد اسرائيليون يفرحهم ان يقرأوا في التقرير ان التوتر، وجدار الفصل، وفساد الخدمات، وانهيار جهاز التربية تشجع نخب شرقي المدينة على الانتقال الى رام الله. وفي القدس الفقيرة يبقى فلسطينيون ضعفاء لا يجدون مكانا يذهبون اليه. والاساس ان تظل في دعاية الانتخابات دائما "عاصمة اسرائيل الموحدة ابد الابيد".

        تعلل واه

        في اطار دروس حرب لبنان حرص الجيش الاسرائيلي هذه المرة على الحفاظ على صلة بالمستوى الدبلوماسي في اسرائيل. كان اصعب التحديات ان يبين للسفراء ان دافعي ضرائبهم اسهموا باموالهم في بناء منشآت الاونروا، وتدمير مقر قيادة المنظمة في غزة. في لقاء تم بعد يوم من الحادثة اقترح عليهم ضابط رفيع المستوى تفسير ان قيادة حماس استدعت اطلاق النار من المبنى في الساعة التي كان فيها الامين العام للامم المتحدة والمدير العام للصليب الاحمر في طريقها للقاء القيادة الاسرائيلية. وهكذا اضطروا الجيش الاسرائيلي الى الرد بالنار على المبنى واصابة اسرائيل بضرر اعلامي. "اتعتقدون حقا انهم اغبياء جميعهم؟" سألني دبلوماسي معروف انه مناصر لاسرائيل، "الم يكن افضل ان يقال ان الحديث عن خطأ والوعد ببذل كل جهد كي لا تتكرر اخطاء كهذه؟".