خبر بقوة الأمل / هآرتس

الساعة 03:40 م|20 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

        لا ضرورة لان يكون المرء امريكيا كي ينفعل من اللحظة، ظهر اليوم حسب التوقيت في واشنطن: احتفال اداء براك اوباما اليمين القانوني كرئيس. ورغم ان وصف "تاريخي" سار يتكرر كثيرا حتى هزل، فان هذه بالفعل مناسبة نادرة لا تتضمن فقط خطابات بل وتشتمل ايضا على رفيف اجنحة التاريخ.

        دولة بين مؤسيسيها كان اصحاب عبيد، تنازعت مع نفسها في هذه المسألة لدرجة حرب اهلية، قوانينها سمحت بالفصل والتمييز على خلفية عرقية حتى ما قبل عقود قليلة – تنبت اليوم زعيما اسود. هذه اللحظة عظيمة لاوباما ولكنها اعظم للامة الامريكية، التي تعلم مرة اخرى الانسانية باسرها درسا في القدرة على التكيف، التغير، التسامي. كما ان هذه اللحظة وداع للادارة المنصرفة، ادارة الرئيس جورج بوش. اخطاء بوش، في الاولويات وفي السلوك، تتقزم حيال فهمه بعد 11 ايلول 2001 بان الاسلام المتزمت شن على الغرب حرب ابادة، ينبغي للمعتدى عليهم ان يردوها الى ارض العدو.

        رغم الانتقاد على بعض الجوانب في الادارة العسكرية والسياسية للحروب في  افغانستان والعراق، ولا سيما في المراحل بعد اسقاط طالبان وصدام حسين، يقف في صالح بوش منع هجوم انظمة ومنظمات عاقة ومتطرفة، لم تتردد في الوسائل. وفي صالح بوش تسجل اخطاء وقصورات، ولكن صف طويل من الادارات الامريكية، ومن الزاوية الفردية لاسرائيل وامنها، فانه جدير بان يذكر كصديق وفي، ساعد اسرائيل وكان الرئيس الاول الذي ايد اقامة دولة فلسطينية معتدلة وديمقراطية الى جانبها.

        تطلع بوش لان تجتاح المنطقة موجة ديمقراطية لم ينجح. كما ان مسيرة انابوليس لم تعطي ثمارها بعد. المهمات عظيمة اكثر من قدرة ادارة وحيدة، ولكن الثقة الجماهيرية التي اعطيت للرئيس الجديد يمكنها ان تزوده بفرصة لمرة واحدة. بين التحديات العديدة لادارة اوباما يوجد ايضا نزاع اسرائيلي – عربي. اوباما، الذي يبعث امالا عظام في ارجاء المعمورة، سيحسن صنعا اذا ما انكب شخصيا وبسرعة على مسعى متجدد لاحلال سلام امن، مستقر، ومصالحة بين اسرائيل وبين سوريا من جهة والفلسطينيين من جهة اخرى. لحظة الرأفة لاوباما لن تطول؛ وحبذا لو استغلها ايضا في صالح الشرق الاوسط.