غزة قبل القدس -هآرتس

الساعة 01:07 م|13 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: اسرائيل تحذر من مواجهة مباشرة مع الاوقاف في القدس، وكذلك بسبب الخوف من تدهور موازي في القطاع. وفي سوريا الجيش الاسرائيلي يكشف عن شبكة مخابرات اقامها حزب الله في هضبة الجولان السورية خلافا للتعهدات الروسية - المصدر).

رغم القاء الزجاجة الحارقة على مركز الشرطة في الحرم أمس، ورغم قرار الشرطة ردا على ذلك اغلاق ابواب الحرم، الامر الظاهر حاليا في القدس هو محاولة الطرفين تهدئة المواجهة وليس تصعيدها. اسرائيل بمساعدة الاردن تريد منع التدهور في الحرم وازاء ما يحدث الآن في قطاع غزة.

رغم أن هذه الامور لا تقال رسميا، إلا أن سلم الاولويات لحكومة نتنياهو يبدو واضحا جدا: غزة أولا – وهناك تبذل الآن جهود كبيرة لمنع مواجهة عسكرية قبل الانتخابات بعد اقل من

 

اربعة اسابيع. تصعيد محتمل في القدس أمر مقلق بذاته، ايضا بسبب الخلفية الدينية للتوتر هناك. ولكن خطره يزداد لأنه يمكنه أن يؤثر ايضا على الاشتعال في غزة، مثلما حدث في مرات كثيرة في المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين في المنطقة. في المرة الاخيرة حدث ذلك على خلفية نقل السفارة الامريكية الى القدس في أيار الماضي. في حينه قتل خلال يومين 60 فلسطيني في المواجهات مع الجيش على حدود القطاع.

كما تظهر الامور الآن، ايضا للاردن ورجال فتح في القدس، الجسمان المؤثران على مجلس الاوقاف، لا يوجد في المرحلة الحالية مصلحة في مواجهة في الحرم. من ناحيتهم قضية مبنى باب الرحمة تدار بنجاح. لقد خرقوا الوضع الراهن بصورة احادية الجانب. وفي المقابل، اسرائيل ورغم التصريحات المتصلبة التي نشرتها، لم تعمل حتى الآن من اجل طرد المسلمين من المبنى الذي فتح بعد أن كان مغلقا بأمر من الشرطة مدة 16 سنة. في يوم الجمعة الماضي صلى في الحرم حوالي 40 ألف مسلم، خلال حدوث عدد قليل من المواجهات فقط. محكمة الصلح في القدس أجلت أمس لمدة اسبوع النقاش القانوني في موضوع اغلاق المبنى بذريعة أن الطرفين ما زالا يتباحثان حول التوصل الى تسوية.

على الاجندة يقف ايضا اقتراح لاغلاق المبنى بذريعة اعادة ترميم طويلة المدى. وفي الخلفية يقف الخبر بشأن قوة التشبيه "الاقصى في خطر" في اعادة اشعال المناطق واثارة الاضطرابات ايضا في اوساط العرب مواطني اسرائيل. وكذلك هناك توتر ما في الضفة في الايام الاخيرة.

في الايام الاخيرة قتل فلسطينيان بنار الجيش الاسرائيلي – احدهما من الخليل الذي حاول طعن جندي، والآخر من سكان سلفيت اثناء مظاهرة. في حادثة اخرى تم اطلاق النار على سيارة اسرائيلية في السامرة.

في غزة هناك عملية "حرب نفسية" هدفها ردع حماس عن اللعب بالنار. الوزير يوآف غالنت، عضو الكابنت، حذر أمس من أنه اذا اقتضى الامر الجيش الاسرائيلي سيعمل بقوة في القطاع حتى قبل الانتخابات. ايضا الجيش الاسرائيلي مشغول في هذه الايام بنشر معلومات عن اعداده لمواجهة محتملة في القطاع. ايضا مصر تقوم بدورها: الوفد المصري الى القطاع يعطي

معلومات كثيفة لوسائل الاعلام الفلسطينية بشأن تسهيلات وبوادر حسن نية يتم وعد الفلسطينيين بها اذا حافظوا على الهدوء.

واضح للجميع أن هذه محاولة لكسب الوقت حتى موعد الانتخابات. ومع ذلك، الوعود كثيرة ومختلفة، منها يدور الحديث عن اموال مساعدة من قطر، وعن زيادة عدد تصاريح الدخول لرجال الاعمال من القطاع الى الضفة واسرائيل، وزيادة مخزونات السولار (التي تستخدمها شركة الكهرباء)، وعن توسيع الحركة في معبر رفح.

رسائل تهديد بدل القذائف

اسرائيل تستخدم الحرب النفسية والاستخبارات ايضا على الحدود السورية في هضبة الجولان. صباح أمس نشر الجيش تفاصيل موسعة عن شبكة مخابرات سرية يشكلها حزب الله منذ أيار الماضي في الجانب السوري من هضبة الجولان. الحديث يدور عن "ملف الجولان"، وبنية تحتية تمت اقامتها بمعرفة عدد قليل من الاشخاص في ايران وحزب الله. من يديرها حسب الاستخبارات في منطقة الشمال هو أبو حسين ساجد، ضابط قديم في ايران شارك في السابق في القتال ضد اسرائيل في جنوب لبنان، وفي تشغيل مليشيات شيعية في العراق، ضمن امور اخرى، هو متهم بالمسؤولية عن قتل خمسة جنود امريكيين في عمليات في العراق، وقد قضى هناك عقوبة بالسجن مدة خمس سنوات قبل عودته الى لبنان ومن ثم الى سوريا.

 

هذه شبكة قامت على انقاض شبكتين سابقتين شغلهما حزب الله في الجولان السورية، برئاسة جهاد مغنية وسمير قنطار. الاثنان قتلا في عمليات اغتيال جوي نسبت لاسرائيل. هذه المرة يبدو أنه تقرر استخدام القوة الناعمة – نقل رسائل تهديد بدل القذائف. في الجيش الاسرائيلي يقولون إن الرئيس السوري بشار الاسد لا يعلم ما يقوم به حزب الله تحت أنفه في هضبة الجولان. بدء من هذا الصباح اصبح يعلم. ويبدو أن الافتراض في اسرائيل هو أن حزب الله سيعيد من جديد فحص سلوكه في الجولان.

 

الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن الشبكة، التي تقوم على نشطاء محليين من قرى في جنوب سوريا، استهدفت في المرحلة الاولى جمع معلومات عن نشاطات الجيش الاسرائيلي، لكن

 

فيما بعد الهدف هو استخدامها لاقامة بنية تحتية كبيرة، تستطيع ايضا فتح جبهة ثانية امام اسرائيل في حالة مواجهة في لبنان.

 

احدى النقاط الهامة هنا هي ما يتبين حول أهمية التأكيدات الروسية. في الصيف الماضي اسرائيل وافقت على عدم التشويش على خطوات النظام، الذي بمساعدة روسية وايرانية اعاد السيطرة على كل جنوب سوريا، وفي ضمنها الجولان السورية. موسكو في المقابل تعهدت بابعاد الايرانيين والمليشيات الشيعية حتى مسافة 80 كم عن الحدود مع اسرائيل. وحتى أن نتنياهو تفاخر بهذا الانجاز، الذي نسبه لعلاقته الجيدة مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين. فعليا، الروس مكنوا الايرانيين من مواصلة العمل دون ازعاج في منطقة دمشق. الآن يتضح أنهم لم يعملوا حتى من اجل وقف نشاطات حزب الله التي تتم قرب الحدود مع اسرائيل.