مسيرات العودة...منجز وطني يستحق- بقلم: محمود الخواجا

الساعة 12:00 م|12 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: محمود الخواجا

بدون مقدمات،،شكلت مسيرات العودة وكسر الحصار برسالتها السلمية، صفعة كبيرة للمشروع الصهيوني وحرجاً كبيراً عند كل من يسوق ويطبع سراً وعلانية، وكذلك أعطت للقضية الفلسطينية زخماً وبعداً استراتيجياً، تمثل في إحياء الثوابت بما فيها القدس بعدما تعرضت للإذابة عبر مقترحات ومشاريع تصفوية، تنادي بها أمريكا ومن لف لفها.

ما كان أمام إسرائيل، والحرج الذي تعاظم عندها أمام العالم، وهي تبطش وتفتك بالشباب السلمي عند السياج الفاصل شرق قطاع غزة، إلا أن تذهب باتجاه شيطنة مسيرات العودة، لجعلها عبئاً أكثر من كونها منجز وطني، يمكن البناء عليه كثيراً في مسيرة التحرر الوطني، فتعالت الأصوات- صاحبة الأجندة المشبوهة- لتجريم كل من يقوم على المسيرات، كونها- لا تلبي مطالب شعبنا،وتسير في الاتجاه الغير صحيح وتذهب بشبابنا نحو الضياع-،وهذا ما ثبت عكسه تماماً عندما لم تتوقف "إسرائيل" هرولة عند كل الأطراف لإنهاء التظاهرات أو الحد منها عدداً أو حتى في الأساليب المستخدمة، عدا عن الإرهاق الكبير الذي أرق نتنياهو، وجعله عاجزاً أمام مقاومة تحمي المسيرات السلمية، وشباب ثائر لا يرى سوى الحرية نهاية للطريق.

الأمم المتحدة وإن أتت صحوتها بعد عام تقريباً على المسيرات، إلا أن تحركها يدلل بشكل لافت على نجاح كبير، يؤكد إرهاب "إسرائيل" المستدام، ويظهر بشكل أو بآخر الحق الفلسطيني، الذي تلاطمه أمواج العربدة والانحياز الدولي والأممي الدائم للكيان، على حساب الدم المسفوح، الذي لاقى خذلان المطبعين العرب، وهم يتسابقون لنيل الرضى الصهيوني، لأجل استمرارهم في مناصبهم، على اعتبار التعيين الأمريكي الوظيفي لكل واحد منهم خدمة للصهاينة ومستقبلهم.

ما يمكن البناء عليه هو النبض الشعبي العربي، الخافق دوماً حباً وولعاً بفلسطين، والانحياز الدائم لقضيتنا، بعيداً عن أهواء مرؤوسيهم، فمسيرات العودة التي عبر صداها كل أرجاء العالم، لم تكن حدثاً عابراً عند شعوبنا الحرة، وكانت ملهمة لهم، بأن في فلسطين، من يقول لا، بالرغم من السلاسل والقيود التي في أيديهم، وأن القادم سيكون انتفاضة شعبية عارمة تلفظ المطبعين، وتتجه نحو فلسطين، القضية والمركز.

الرسالة الأعظم، هي مشهدية تظاهرات يوم الأرض المرتقبة.. حيث تلاقي غزة الضفة، ويصدح صوت الضفة إلى الداخل المحتل، ليرسل عبق الحرية إلى شتات لاجئينا الحالمين بالعودة، ولاشيء سواها، سيكون هذا اليوم مشهوداً بالفعل، وسيؤكد على أن الفلسطيني قادر على إحداث المتغيرات، وصناعة مستقبله بيده، في تحدٍ لكل من قال أن فلسطين انتهت وأصبحت لا تستحق كقضية، وكذلك من استسلم وآمن بالمفاوضات كسبيل حياة.

وهنا ردٌ وإجابة لكل من يقول أن مسيرات العودة، جاءت لتحقق مكتسبات مالية، أو حتى تحسينات بسيطة هدفها ملامسة العيش الكريم وفقط، وهي أن مسيرات العودة وكسر الحصار، ستستمر بانتهاء الحصار ولن يكون لها سقف زمني، يمكن تحديده، وهنا يمكن الحديث عن فاتورة سيدفعها الاحتلال عاجلاً أم آجلاً عنوانها إزالة الحصار بشكل كامل عن غزة ومسيرات عودة ستظل تقارع ترامب وكل من سيكون في سدة حكم الصهيونية، في تأكيد على أن الفلسطيني لا يشرى ولايباع ،ولا يمكن ترويضه في ثوابته عبر فتات المال، ولن يتنازل عن حقه في صفد وعكا ويافا وحمامة واللد والرملة.

ونحن على أعتاب السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار، نناظر كرم الدم الفلسطيني دفاعاً عن فلسطين ووقوفه بوجه الإرهاب الصهيوني، وكذلك حجم المؤامرة على القضية، ما يدفعنا للتمترس خلف خيار المقاومة، والاستمرار في فضح الاحتلال حتى الحرية والانعتاق من أبشع احتلال عرفته البشرية.

 

كلمات دلالية