شرك غزة -معاريف

الساعة 11:54 ص|12 مارس 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أفرايم غانور

 (المضمون: حماس تستغل فترة الانتخابات كي تستفز اسرائيل ونتنياهو يرد باعتدال خوفا من جولة اخرى سيخرج منها في صورة سيد أمن متعثر -المصدر).

 ترى ايران، حزب الله وحماس في هذه الايام في الانتخابات لحظة مناسبة للمس باسرائيل. واضح لكل اعدائنا أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو غير معني في هذه الفترة الحساسة – في زمن المعركة السياسية على استمرار حكمه وصراعه القضائي – بالتصعيد الميداني، في الجبهة الشمالية والجنوبية ايضا. فتسخين الحدود لدرجة المواجهة العسكرية من شأنه أن بصورته كسيد أمن عشية التوجه الى صناديق الاقتراع.

 

          حماس، كما نشهد مرة اخرى في الفترة الاخيرة، تستغل الوضع الحساس وتستفز الجيش الاسرائيلي على الجدار في منطقة غلاف غزة. يدور الحديث عن احداث على اساس يومي: عبوات، قنابل يدوية، بالونات وطائرات متفجرة. يوجد صاحب السيادة في القطاع في اسفل الدرك من حيث صورته وسيولته المالية على خلفية الواقع الانساني الصعب والحاجة الى الاستعانة بالدولارات التي تصل من قطر – ويحاول اعادة بناء نفسه على ظهر سكان الغلاف.

 

وبالتوازي، لا بد أن طهران تشجع المنظمات في غزة على اشعال الميدان. وكل هذا، بالتوازي مع التوتر حول الحرم وقرار اسرائيل اقتطاع اموال السلطة الفلسطينية التي تحول الى المخربين وابناء عائلاتهم.

 

          ان الوعي بالوضع الداخلي في اسرائيل يؤدي ايضا الى تسخين الاجواء في يهودا والسامرة والسماح للارهاب من الضفة بان يرفع الرأس مرة اخرى. هنا ايضا، نحن كفيلون بان ندخل الى جولة اخرى.

 

          وكما اسلفنا، فان ايران، حزب الله وحماس يرون هنا فرصة لتصفية الحسابات مع اسرائيل. فالمنظمة الغزية معنية ايضا بان تحقق انجازات في هذه الفترة الزمنية في حرب الاستنزاف التي تخوضها ضدنا. اما نتنياهو فيجد صعوبة في أن يرد بالحر في هذا الوقت، وهو يضطر لان يرد باعتدال نسبي على اللذعات التي تأتي من غزة. وبالتوازي، فان قوات الامن مطالبة بابداء اليقظة الاعلى.

 

          ليس صدفة ان نتنياهو يسير في هذه الايام على اطراف اصابعه في كل ما يتعلق بقطاع غزة، في الوقت الذي يتباهى فيه بفعله الاعظم، ولا سيما في العلاقات الخارجية لدولة اسرائيل. فهو حتى لم يصل الى زيارة بلدات الغلاف – ربما خوفا من التعرض للانتقاد من سكان المنطقة. أما النمو العظيم لحماس، كما ينبغي ان نتذكر، فقد تحقق في السنوات العشرة من ولايته كرئيس للوزراء. ورغم كل وعوده، لم يوفر جوابا على نار الصواريخ وقذائف الهاون نحو الاراضي الاسرائيلية. وتواصل حماس تحديد جدول الاعمال العنيف على الجدار – بالتهديدات وبالافعال – ونحن نرد فقط، احيانا اقل مما ينبغي واضعف مما ينبغي.

 

          كلما اقترب يوم الناخب، في 9 نيسان، فان هذه التهديدات ستزداد فقط. هكذا هو الحال عندما يكون رئيس الوزراء ووزير الدفاع منشغل البال في اعادة انتخابه ويحتاج الى الهدوء مثل حاجته الى هواء التنفس.

كلمات دلالية