عزيزتي روتم - يديعوت 

الساعة 02:09 م|11 مارس 2019

فلسطين اليوم

عزيزتي روتم - يديعوت 

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: صحيح أن اسرائيل ليست دولة كل مواطنيها. ولكن اسرائيل هي دولة كل ناخبيها. الى أن يشرع غير ذلك، فان الصوت في الصندوق في الناصرة يساوي الصوت في الصندوق في رعنانا. وعليه فان العرب سيتصرفون بحكمة اذا ما تدفقوا هذه المرة الى صناديق الاقتراع - المصدر).

"عزيزتي اليزا، تعديل هام

"دولتنا ليست دولة عموم مواطنيها. وفقا لقوانين القومية التي شرعناها فان دولتنا هي الدولة القومية لشعبنا. سعينا فقط لان نؤكد المسألة المركزية في هذه الانتخابات: حكومة يمين قوية، ام حكومة يسار بدعم اليهود. يوم سعيد".

لا. ليس لدي مثل هذه الرسالة. مثلما قيل في المنشورات، تأتي الصيغة للتجسيد فقط. أخذت البيان الذي نشره نتنياهو أمس، ردا على البوست الذي نشرته مقدمة البرامج التلفزيونية روتم سيلع، ونسخته هنا، بتعديلات طفيفة. فقد تساءلت سيلع ما هي المشكلة مع العرب؛ بحق الرب، فهم ايضا بشر. واللوطيون والسحاقيات واليسار ايضا. لماذا تشطبهم ميري ريغف من المشاركة في الحكومة. فقرر نتنياهو المساهمة بصوته في الجدال.

لنتنياهو وسيلع شيء ما مشترك، انساني وحبيب: كلاهما اختصا في بيع الاثاث. واذا لم اكن مخطئا، فان سيلع تواصل ذلك بنجاح حتى اليوم. ولكن هذه ليست المسألة.

من ناحية فنية نتنياهو محق: دولة اسرائيل لم تعرف نفسها في أي مرة كدولة كل مواطنيها. كان هناك من طالب بذلك، ولكن المطالبة ردت ردا باتا. دولة اليهود فتحت ابوابها لليهود: كانت هذه حاجة اللحظة، الرؤيا الصهيونية، ارث الكارثة، السيادة التي تحققت بالعرق وبالدم. لا دولة يهودية – دولة لليهود. بطريق مليئة بالعقبات، بعيدة عن الكمال، نجحت الدولة في ان تقيم بالتوازي قواعد لعب ديمقراطية.

الدرس في التربية الوطنية، الذي يعطيه المعلم نتنياهو للتلميذة سيلع يعود اساسه الى الخطأ. فقانون القومية لم يعدل شيئا. بل العكس: تبين كخلل قيمي. آفي ديختر، الذي ينسب لنفسه الابوة على القانون، دخل بصعوبة شديدة الى الكنيست المنصرفة. فقد بحث عن حصان يمتطيه، فوجد مسودة القانون. نتنياهو عارض: فقد لاحظ الضرر ولم ير المنفعة. أما المنفعة فاكتشفها بعد ذلك، حين تبين له رد الفعل المتحمس من قاعدته.

القوانين التي كل هدفها هي اهانة جماعة أقلية هي قوانين سيئة، عنصرية، فهي لا تبني مجتمعا، هي تقسمه وتحطمه. القانون هو عنصر واحد في الحملة، هدفه نزع الشرعية عن 20 في المئة من سكان اسرائيل، بسبب الاصل والعرق. هذا عار اخلاقي. كما أن هذا تفويت عظيم للفرصة.

في نهاية كانون الثاني التقيتم مع اسرائيليين سعيا لان يشجعا حزبا ما على التنافس. وليد دياب، 65، هو مالك مركز للشفاء من المخدرات للعرب واليهود في طمره، في الجليل الغربي؛ وساعد على اقامة المركز ارئيل شارون، رفائيل ايتان وتوفيق زياد؛ وشريكه في المبادرة، عاموس دانييلي، 70، من رحوفوت، خدم مع نتنياهو في السييرت. وقد أسميا حزبهما "من أجلنا". كانت الفكرة هي بناء حزب يركز على الاحتياجات والتطلعات الاندماجية لعرب اسرائيل، ويدع حل المشكلة الفلسطينيية للاخرين. مثل هذا الحزب يمكنه أن ينضم الى الحكومة. كانت النية طيبة. اما الحزب فلم ينضج.

سألت النائب احمد الطيبي رأيه بالفكرة. هل صحيحا ان الرغبة في الاندماج في المجتمع الاسرائيلي، في الاقتصاد، في الاكاديمة، في خدمة الدولة ايضا، هي ميل ينال الزخم. فقال لي ان بتقديره نصف الناخبين في الوسط يفكرون الان بمفاهيم مشابهة: وجهتهم نحو الاندماج. النصف الاخر يتوقع من السياسيين ان يكرسوا جهدهم للموضوع الفلسطيني. وقال: "انا أفعل كل ما يمكنني في الجبهتين".

أعتقد ان بني غانتس وزملاءه في أزرق أبيض وآفي غباي في العمل يخطئون عندما يديرون ظهورهم لعرب اسرائيل. صحيح، إرث التجمع مثير للحفيظة؛ صحيح، عوفر كسيف، العضو اليهودي في قائمة الجبهة الديمقراطية، يخجل في تصريحاته المتطرفة زملاءه العرب. ولكن اذا قامت في أي مرة حكومة برئاسة الوسط – اليسار لا يوجد أي مبرر يمنع أيمن عودة واحمد الطيبي من ان يكونا وزيرين فيها. فهما لحم من لحم المجتمع الاسرائيلي.

صحيح أن اسرائيل ليست دولة كل مواطنيها. التزامها لليهود بصفتهم هذه – لا للدين، للناس، للرؤيا – هو جزء من جوهرها. ولكن اسرائيل هي دولة كل ناخبيها. الى أن يشرع غير ذلك، فان الصوت في الصندوق في الناصرة يساوي الصوت في الصندوق في رعنانا. وعليه فان العرب سيتصرفون بحكمة اذا ما تدفقوا هذه المرة الى صناديق الاقتراع. بالنسبة لهم الخيار هو حقا بين بيبي والطيبي. فليصوتوا لصالح القوائم العربية، لصالح ميرتس، لصالح كحلون، لصالح اورلي ليفي أبقسيس، لصالح كل من يتعهد الا يكون شريكا في اقصائهم. احيانا هناك حقيقة في الكليشيهات: من لا يصوت لا يؤثر.

وبالنسبة لليهود، اقترح عليهم ان يستخدموا اختبار البنشر: اذا ما علقت في طريق ناء في الجليل، ووجدت نفسك تقف على قارعة الطريق الى جانب سيارتك وتلوح. فمن سيقف لمساعدتك – وليد دياب من طمرة أو يئير نتنياهو من الفيسبوك؟ اعتقد أن الجواب واضح.

كلمات دلالية