دعا لاتخاذ خطوات مضادة لقرار "نتنياهو"

البروفيسور الدلو: الهجمة الإسرائيلية ضد الإعلام المقاوم محاولة فاشلة لتغييب الرواية الفلسطينية

الساعة 06:07 م|07 مارس 2019

فلسطين اليوم

أكَّد أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية البروفيسور جواد راغب الدلو أن إعلان رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو قناة الأقصى الفضائية "منظمة إرهابية" يأتي في سياق محاولات الاحتلال تغييب الرواية الفلسطينية، مشدداً على أنَّ مساعي نتنياهو الخبيثة ستبوء بالفشل أمام الإعلام الفلسطيني الذي يمتلك من الإمكانيات والخبرة والإرادة ما يواجه فيه الرواية الإسرائيلية المزيفة.

وأوضح البروفيسور الدلو في حديث لـ "فلسطين اليوم" أن إعلان نتنياهو قناة الأقصى "منظمة إرهابية" هو بمثابة مقدمة لموجة جديدة من الاستهداف الإسرائيلي للإعلام الفلسطيني، مشيراً إلى أنَّ هذا التحريض الإسرائيلي الهادف لتغييب الرواية الفلسطينية يأتي بعد أن حقق الإعلام الفلسطيني نجاحات وإنجازات واضحة في نقل الرواية الفلسطينية في مقابل الرواية الإسرائيلية الكاذبة، ويهدف لإخلاء الساحة الفلسطينية من الإعلام المُقاوم والملتزم بالقضايا والثوابت الوطنية، حتى لا يسمع العالم سوى الرواية الإسرائيلية الكاذبة، والمُضللة، والمُزيفة، التي تعبر عن وجهة نظر المحتل الإسرائيلي.

محاولات فاشلة لطمس الحقيقة

وبيَّن الدلو أن الإعلام الفلسطيني استطاع أنْ يفضح جرائم الاحتلال المتعددة بحق شعبنا، وأن يحرك الرأي العام العالمي تجاه حقوق شعبنا، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بات يخشى وسائل الإعلام الفلسطينية، التي أصبحت تمثل خطورة كبيرة على المشروع الإسرائيلي الذي يقوم على الأساطير والروايات المُضللة التي فضحها الإعلام الفلسطيني أمام العالم.

وقال الدلو: ليس غريباً على الاحتلال الإسرائيلي أن يضع الإعلام الفلسطيني في بؤرة الاستهداف، إذ أن الإعلام الفلسطيني مستهدف منذ النكبة الفلسطينية بطرقٍ عدة، مثل الاستهداف المباشر بالقصف، والإغلاق، والقتل، واعتقال الصحفيين، أو من خلال محاولة الاحتلال شرعنة بعض الإجراءات مثل سحب التراخيص، والحد من حركة الصحفيين في التنقل.

وأضاف "أن القرار الإسرائيلي يندرج في سياق الحرب الإسرائيلية المفتوحة والمتواصلة على الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة، لافتاً أن نتنياهو في قراره كمن يعطي أو يمنح نفسه الحق في استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية المختلفة؛ وهو يعدُ جريمة بمقتضى القوانين والمواثيق والعهود الدولية"، وأولها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948 والذي يكفل حرية الرأي والتعبير.

وأوضح أن نتنياهو يهدف من القرار البحث عن انتصاراتٍ وهمية يسَّوِقُ فيها نفسه في إطار حملته الانتخابية، لذا يحارب فضائية الأقصى، ومن قبلها حارب واستهدف العديد من المؤسسات الإعلامية العاملة بالتدمير والإغلاق وملاحقة العاملين فيها مثل قناة الجزيرة، وفضائية القدس، وفضائية الأقصى، خاصة القنوات والصحف والإذاعات والمواقع الإلكترونية التي تدخل في إطار الإعلام المُقاوم.

وأكد البروفيسور الدلو أن أهداف نتنياهو من القرار ستبوء بالفشل الذريع، كما فشلت سابقاً حين استهدف الفضائية في عدوان 2008/2009 و2014 و2018، ولم تنقطع الصورة واستمرت في عملها في فضح جرائم الاحتلال، قائلاً: "هيهات هيهات. أنْ يحقق نتنياهو أهدافه الخبيثة مع وجود إعلام فلسطيني مقاوم يمتلك من الخبرة والقدرات ما يواجه فيه الرواية الإسرائيلية الخبيثة".

وأضاف: الرواية الفلسطينية تتعرض منذ النكبة الفلسطينية لعمليات الطمس والتشويه من قبل الإسرائيليين، لكنها لم تتأثر بتلك المحاولات، لسببٍ واضح أنها الرواية التي تستند على حق واضحٍ وجليٍ، وتتسلح بالحق الفلسطيني الذي لا يشوبه أي غبار، وتسند إلى الشرائع السماوية، والقرارات الدولية، والمواثق والعهود الإنسانية، بالتالي لن يستطيع نتنياهو أن يطمس الرواية الفلسطينية.

وأشار إلى أنَّ الإعلام الفلسطيني وعلى وجه الخصوص "قناة الأقصى الفضائية" استطاعت أن توصل الرسالة والرواية الفلسطينية بشكل واضح إلى كل العالم، واستطاعت أنْ تُظهر وتُبرز الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، واستطاعت في الحروب الثلاثة الماضية أن تجند الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، مستذكراً كيف أبلى الإعلام الفلسطيني بلاءً حسناً وتميَّز في تحريك المشهد العربي والدولي لصالح القضية.

خطوات مضادة

وأوضح أن ثمة خطوات على المؤسسات الإعلامية والجهات الرسمية الفلسطينية اتخاذها إزاء التحريض الإسرائيلي على الإعلام الفلسطيني، أولها التحرك بشكل رسمي وشعبي تجاه القرار وكشف أهدافها، وثانيها شكوى "إسرائيل" إلى المؤسسات الحقوقية والمحافل الدولية ومن بينها الأمم المتحدة، ومخاطبة المؤسسات والاتحادات العربية والدولية التي تعنى بالإعلام بالجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين.

ودعا الدلو الاتحادات والمنظمات العربية للوقوف عند مسؤولياتهم واتخاذ مواقف واضحة وحاسمة من الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الإعلام الفلسطيني، ليس أقله دعم المؤسسات الإعلامية الفلسطينية بالمال والخبرات اللازمة للدفاع عن الحق الفلسطيني ومواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة، مطالباً الاتحاد الدولي للصحفيين بطرد "إسرائيل" من عضويته بالاتحاد في ظل الحرب الممنهجة التي تمارسها ضد الصحفيين الفلسطينيين والتي تتمثل بالقتل، والاعتقال، والقصف، والإغلاق.

كما، ودعا البروفيسور الدلو الاطر والكتل والمؤسسات الصحفية الفلسطينية إلى تضافر الجهود الإعلامية، وإعادة الوحدة للبيت الصحفي الفلسطيني، والاتفاق على استراتيجيات إعلامية موحدة من شأنها التصدي للحملة الإسرائيلية التي تستهدف الكل الفلسطيني.

كلمات دلالية