بالصور للهنود قصة في غزة القديمة.. تعرف عليها

الساعة 10:45 ص|02 مارس 2019

فلسطين اليوم

لكل حجرٍ في غزةِ القديمةِ قصةٌ، فهناك رائحة التاريخ تفوح من الجدران، وهناك معالمٌ أثريةٌ لا تخفى على أحد، فمن المسجد العمري الكبرى، إلى سوق القيسارية وسوق الزاوية، إلى الكنائس المسيحية، والبيوت الأثرية القديمة.

مداخل تلك المعالم الأثرية تشبه بعضها إلى حدٍ كبير، فهي بناء قديم على هيئة أقواس تشبه "السباط" وعلى جوانبها محلات تشبه الأقبية صغيرة الحجم، وهي غرف متلاصقة، ذات واجهات مزينة بالأقواس.

سوق الزاوية الذي يتميز عن غيره من الأسواق بعبق التاريخ، أنشأ في العهد المملوكي قبل مئات السنين، وسمي بذلك الاسم لأن الجنود الهنود في الجيش البريطاني عندما احتلوا فلسطين كانوا يبيعون، ويشترون حيث أقاموا لهم زاوية في هذا السوق، وبعدها أطلق علية سوق الزاوية.

وفي إحدى زوايا السوق تستوقفك عبارة كتبت على الرخام ومعلقة على الجدران وهي "مسجد زاوية الهنود"، فهل للهنود الذين يعيشون جنوب آسيا قصة في غزة القديمة؟ أم هو اسم قديم تدرج مع الأزمان حتى وصل إلينا؟.

ما أن تدخل المسجد حتى تستقبلك أعمدةٌ مزخرفة، تحمل قوساً صغيراً، أُعيد ترميمها حديثاً، ليقودك المدخل إلى "السُلَم" -الدرج- حتى تصل إلى الطابق الثاني حيث المصلى الذي جاء على شكلٍ يشبه المثلث بمساحة تقدر بـ 120متراً، وأسفل المسجد محلات تجارية كانت تعود بالنفع إلى خدمة المسجد.

طارق هنية إمام المسجد والمرشد السياحي للمسجد العمري الكبير قال: "سوق الزاوية أنشأ قديماً لكن تسميته بالزاوية نسبة إلى الجنود الهنود في الجيش البريطاني الذين جاءوا محتلين لفلسطين، وكانوا يتخذون من السوق مكاناً للتبادل التجاري ما بين البضاعة الهندية والبضاعة الفلسطينية والعربية".

وأضاف لمراسل "فلسطين اليوم" : "بعض الجنود الهنود كانوا مسلمين يتبعون للمذهب الصوفي واتخذوا زاوية من السوق -مكاناً صغيراً- لأداء العبادة والصلاة فيه، ومنذ ذلك الحين سميت تلك الزاوية بمصلى أو مسجد زاوية الهنود".

"وبعد انتهاء الاحتلال البريطاني من فلسطين ودخول الاحتلال الإسرائيلي تم ترميم المسجد وبنائه بالشكل الموجود حالياً، حيث تم بنائه من طابقين، الطابق الأول محال تجارية والطابق الثاني مكاناً للعبادة" قول هنية.

وأشار إلى أنه تم ترميم المسجد عدة مرات على مدار الزمن وكان أخرها عام 2010.

ويحد مسجد زاوية الهنود معلم أثري يسمى "الخان" -فندق في لغتنا اليوم- وهو من العهد المملوكي، مكون من طابقين الأول للمحال التجارية والثاني غرف نوم للنزلاء أو القائمين.

ويعتبر "سوق الزاوية" سوق شعبي يقع في منتصف مدينة غزة، يقف على قمة هرم الأسواق الغزية، لقيمته التاريخية، والأثرية والتجارية، ففيه يتم معرفة تاريخ غزة عبر العصور، والحقب الزمنية التي مرت بها تلك المدينة الفلسطينية العربية العريقة.

٢٠١٩٠٢٢٨_١٢٤٠٤٥
٢٠١٩٠٢٢٨_١٢٣٨١٩



٢٠١٩٠٢٢٨_١٢٤٠٣٦
٢٠١٩٠٢٢٨_١٢٤١٢٢

كلمات دلالية