كل الحقيقة عن الوضع الراهن في الحرم- إسرائيل اليوم 

الساعة 02:58 م|01 مارس 2019

فلسطين اليوم

كل الحقيقة عن الوضع الراهن في الحرم- إسرائيل اليوم بقلم: نداف شرغاي

(المضمون: المسلمون هم الذين يغيرون الوضع الراهن في الحرم ويزيدون عدد المساجد ويقلصون حقوق اليهود في زيارته من حيث الزمان والمكان -المصدر).

المندوب التركي (!) الجديد في مجلس الاوقاف، الشيخ عكرمة صبري، الذي مع زملائه من فتح، من السلطة الفلسطينية ومن حماس يقف خلف الاستفزاز في باب الرحمة، نشر في اثناء ولايته كمفتي القدس فتوى شديدة المعنى عن المسجد الاقصى، الذي يسمى "الحرم القدسي الشريف". فقد أوضح صبري بانه يجب الحرص على استخدام تعبير "المسجد الاقصى" بالنسبة لكل نطاق الحرم والحيطان المحيطة به. لقد كانت هذه طريقة صبري وزملائه الكثيرين ممن اتخذوا هذا الخط "للدفاع" في وجه الصلة اليهودية الواضحة بالحرم، التي كما هو معروف، يرون فيها تهديدا.

ان التعريف المتجدد للاقصى، الذي اتسع من المسجد في جنوب الحرم الى النطاق كله، لم يبقَ كلمة فارغة فقط. فمنذ 1967 يصب المسلمون في التعبير الجديد "الباطون والاسمنت": المحارب، المآذن والمساجد. لقد تمكنا من النسيان، ولكن بعد حرب الايام الستة لم يعمل في الحرم سوى مسجد واحد: الاقصى. ومنذئذ اضيف أربعة مساجد اخرى: المسجد المرواني في اسطبلات سليمان، الذي بني في الزاوية الجنوبية – الشرقية للحرم من تحت سطح الارض، في ظل المس الشديد بآثار الحرم؛ المسجد الاقصى القديم، الذي اقيم في الفضاءات التي تحت المسجد الاقصى العلوي، ومبنى قبة الصخرة الذي لم يكن مسجدا في الاصل ولكنه استخدم في السبعينيات من القرن الماضي للصلوات المنتظمة. واليها ينضم الان المسجد في باب الرحمة. كما بلط المسلمون مناطق واسعة من ساحة الحرم. حيث يصلون هناك ايضا.

يدور الحديث عن "وابل" كبير جدا بالنسبة لمن يفتري صبح مساء على اسرائيل بانها هي التي تمس بالوضع الراهن في الحرم. غير أن المسلمين لم يكتفوا بذلك.

بحكمة، بتصميم وبدهاء، وفي ضوء الاهمال والضعف الاسرائيليين، زادوا جدا نفوذهم على ما يجري في الحرم بعدة اشكال، ونجحوا في احداث سياقات كلها مثابة تغييرات واضحة على الوضع الراهن في الحرم. في صالحهم، بالطبع.

بقوة تفاهمات مختلفة واتفاق السلام مع اسرائيل، حول الاردن من مشغل يدفع الرواتب لرجال الاوقاف، من خلال وزارة المقدسات الاردنية، الى الشريك الهاديء لاسرائيل في الحرم. فقد اكتسب الاردنيون نفوذا كبيرا لدرجة ان اسرائيل استجابت الى الفيتو المزدوج الذي استخدموه – سواء على ترميم جسر المغاربة أم على اخلاء نفايا البناء والقمامة من زقاق "الحائط الصغير" (التواصل للحائط الغربي في الحي الاسلامي). وعمليا اكتسبوا نفوذا ليس فقط على ما يجري داخل الحرم بل وايضا على ما يجري في الجانب الخارجي من الاسوار وفي سفوحها. هكذا، مثلا، تلقوا في ايديهم مهامة ترميم الحائط الشرقي والحائط الجنوبي، اللذين وقعت شقوق فيهما. اما الان فانهم "يردون الجميل" بالشر لاسرائيل من خلال ادخال عناصر معادية ومتطرفة الى مجلس الاوقاف، خوفا من أن تسلبهم خطة ترامب من مكانتهم الخاصة في الحرم.

اما الاوقاف نفسها، كما يجدر بالذكر – فقد اغلقت منذ قبل سنين في وجه اليهود والسياح باب السلسلة والقطانين، واللذين كان يمكن عبرهما في الماضي الدخول الى الحرم. كما قلصت الاوقاف ساعات زيارات اليهود والسياح، التي كانت اكثر مرونة باضعاف في الماضي وكذلك قلصت التنسيق مع الشرطة المجالات التي يسمح فيها لليهود لزيارتها في الحرم. وبخلاف الماضي لا يمكن اليوم زيارة الحرم في ايام الجمعة والسبت، وكذا ليس في داخل المساجد. والمجال المقصر اليوم للزوار اليهود (ولا سيما للمتدينين منهم) محدود، ضيق ومتشدد.

ان التغيير الوحيد الذي طرأ في الحرم في صالح اليهود هو التحقق المتأخر جدا للحقوق الكاملة، الممنوحة لهم وفقا للوضع الراهن منذ 1967 في زيارة الحرم دون قيد بالعدد والكمية. وفي اثناء ولاية جلعاد اردان كوزير للامن الداخلي ويورام هليفي كقائد لواء القدس ازداد عدد الزوار اليهود في السنة من الاف قليلة الى نحو 30 الف. هذا الانجاز يجب الحفاظ عليه وتعظيمه، وفي نفس الوقت يجب أن نصد، بعقل وحكمة، هجمة التغييرات في الوضع الراهن في الحرم من جانب المسلمين، والتي لا يجب التسليم بها.

كلمات دلالية