نتنياهو المزدوج- هآرتس

الساعة 02:48 م|01 مارس 2019

فلسطين اليوم

نتنياهو المزدوج- هآرتس بقلم: الوف بن

(المضمون: في لائحة الشكوك التي قدمها مندلبليت عرض نتنياهو من خلف الستار كشخص بخيل ومتعطش للسلطة وجامح - المصدر).

ملايين الكلمات كتبت وبثت عن بنيامين نتنياهو، سيرة ذاتية كتبت عن حياته وحكمه وافلام وثائقية انتجت عنه. ولكن لم يصور أي منها سلوك رئيس الحكومة وبلاطه بصورة شفافة مثلما تصورها لائحة الاتهامات التي ارسلها اليه المستشار القانوني للحكومة مندلبليت.

قراءة الوثيقة التي يمكن تسميتها رواية وثائقية ترفع ستار الرسمية، والسياسية والحماية التي تغلف رموز الحكم، وتطرح نتنياهو كما يتصرف خلف ابواب صندوق الزجاج في مكتبه وفي مقره الرسمي في شارع بلفور: بخيل، طماع وتحركه شهوة السلطة الجامحة.

قراءة الوثيقة لمندلبليت تلزم باعادة كتابة كتب المدنيات والاجتماعيات. يتضح أنه يوجد في اسرائيل سلطة مزدوجة، فوق المنصة تلعب امامنا مؤسسات مثل الكنيست والحكومة والاحزاب ووسائل الاعلام، ولكن السلطات الحقيقية موجودة خلف الكواليس.

هناك تعمل القوى الحقيقية: اصحاب رؤوس الاموال الذين يدخلون على رئيس الحكومة متى يريدون، يوجهون التغطية الاعلامية طبقا لمصالح (الشخص الكبير)، موظفون يعتبرون موظفي دولة ويعملون كخدم للزعيم، سماسرة يربطون بين المال والقوة، وكل ذلك مغلف بتصريحات كاذبة ومناورات مضللة.

النتيجة التي تظهر من كتاب الاتهامات بسيطة: نتنياهو بقي في الحكم اكثر من الآخرين، لأنه تشجع اكثر منهم على اغلاق كل زاوية والسيطرة على كل جزئية، ولم يكن مستعدا لقبول أي عائق أو قيد قانوني من اجل تحقيق هدفه. هو يملي كل بيان للاعلام، يحرر المقابلات للتلفزيون، يصوغ العناوين عنه وعن عائلته، أي جزئية ليست صغيرة جدا بالنسبة له، وفي نفس الوقت قواعد تضارب المصالح والادارة السليمة تبدو له كأمر مقلق هامشي مثل العقوبة للمغفلين، ومن يقلقه يتم ازالته عن كرسيه أو تحييده.

مثل الحكم المزدوج، العلني والسري، ايضا نتنياهو يعرض عرضين. من جهة، الايديولوجي الذي اختير من اجل تشكيل "حكومة يمين قوية" لا تتنازل عن المناطق، الصديق المقرب لزعماء الدول العظمى الذي يضمن لاسرائيل الامن والازدهار.

من جهة اخرى، ازعر سياسي يرى في كل من يعرضه للخطر مبعوث لـ "اليسار الخطير"، الذي يتآمر من اجل تحويل اسرائيل المزدهرة الى مقبرة عسكرية. أمس احتاجت هذه المعالجة المحامية ليئات بن آري والمحامي شاي نتسان اللذين تم ضمهما الى اليسار بسبب توصيتهما بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو على الفساد وتلقي الرشوة. مندلبليت الذي لطف التوصية تم عرضه من قبل نتنياهو فقط مثل خرقة بالية وضحية لـ "اليسار"، وليس صعبا أن نفهم لماذا. الآن الملف موجود في أيدي المستشار، الذي ما زال يمكنه تلطيفه في الطريق الى المحكمة. يجب اهانته بدرجة لا تحوله الى عدو.

في لائحة الشكوك يظهر أن كل شيء هو عرض، وحتى كل من عرضه نتنياهو كعدو خطير مثل نوني موزيس يمكن أن يكون شريكا في صفقات سياسية، حيث أن الحملة الحقيقية جرت في قنوات خفية وليس هناك أي اهمية للمباديء أو الحملة الانتخابية. الاساس أن يبقى بيبي في السلطة كما تعهد أمس. من اجل ذلك، سيشوه ويخرب كل مؤسسة ومبدأ رسمي. نتنياهو سيسقط في النهاية من الحكم وسيتم استبداله برئيس حكومة آخر، لكن حتى بعد ذهابه، سيكون من الصعب جدا اقناع الجمهور بأن نظام الحكم يعمل بصورة علنية وليس في غرف خلفية ومخادعة. هذا تراث نتنياهو الحقيقي الذي كشفه مندلبليت أمس بشكل جزئي.

كلمات دلالية