حررنا، يا بيبي- هآرتس

الساعة 02:46 م|01 مارس 2019

فلسطين اليوم

حررنا، يا بيبي- هآرتس بقلم: كارولينا لندسمان

(المضمون: نتنياهو قادر على الانتقال من وضع الى وضع معاكس بحيث يجعلنا نشك في أن كراهيتنا هي التي تجعلنا لا نستوعب ما يقوم به. وهذا الامر يهز اسسنا النفسية ويجعلنا نجن. من فضلك، حررنا من هذا الوضع يا بيبي - المصدر).

جزء مني اراد أن يقوم المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت بالاعلان عن أنه لا يوجد شيء، لأنه لم يكن هناك شيء. وأن يثبت مندلبليت للجمهور ولي بأن بنيامين نتنياهو ليس فقط بريء من كل اتهام، بل هو ايضا كان محقا طوال الطريق: لقد لاحقوه عبثا، اردت أن يأمر مندلبليت باغلاق كل الملفات، وأن ينزل الموضوع عن جدول الاعمال العام الى الابد. وعندها أن يخسر نتنياهو الانتخابات.

جزء آخر مني اراد أنه ردا على قرار المستشار القانوني للحكومة تقديم لائحة اتهام، "ملايين الاشخاص لا يوافقون على ذلك"، بالضبط مثلما هدد رئيس الائتلاف دافيد امسالم، وأن يخرجوا الى الشوارع لايقاف "الانقلاب في الحكم" ووضع نهاية لـ "المطاردة التي بدأت في شرطة اسرائيل"، والنيابة العامة انضمت اليها. وأن يطالب ملايين المواطنين باعتقال المتآمرين، وعلى رأسهم المفتش العام للشرطة السابق روني الشيخ، ومندلبليت، وأن ينقضوا على ستوديوهات التلفاز وهيئات تحرير الصحف ويجروا من داخلها المتآمرين الآخرين الذين ارادوا "التقرير من اجلنا"، مثلما حذرت حملة الليكود: رفيف دروكر، غاي بيلغ وبن كسبيت وامنون ابراموفيتش، وأن يخرجوا رئيس المتآمرين من بيته، اهود باراك، "رجل قديم مع لحية جديدة"، كما سماه نتنياهو؛ وأن لا يتجاوزوا الجنود من المظاهرات في بيتح تكفا وجادة روتشيل: الداد ينيف ومني نفتالي.

أنا افضل البدائل المجنونة هذه على ما ينتظرنا: المزيد من ذاك الكابوس الذي هو حياتنا تحت حكم نتنياهو، عالقون في الفجوة غير المفهومة بين ما يحدثنا بأنه يحدث وبين ما نعتقد أنه يحدث. حيث أنه بهذه الصورة سيجروننا الى سنة اخرى من جلسات الاستماع، في توتر دائم، هل ستقدم لائحة اتهام أم لا، وبعد ذلك ستأتي المحاكمة. والله وحده يعلم ماذا بعد. وخلال هذا الوقت سنعيش داخل جو تحريضي، كل مرة يحددون فيها هدف آخر، اذا لم يكن مفتش الشرطة، عندها يكون المستشار القانوني، واذا لم يكن هو، فالمدعي العام، المدعي والشهود. وفي كل مرحلة سيرمون نحونا قصة جديدة من رف الرسائل لنتنياهو. بحيث نغسل الواحد منا للآخر دماغه ونراها تدوي في كل نشرة اخبار، في كل برنامج واقعي، في كل مقال في الصحيفة وفي كل محادثة. هذا يكفي. اخرج من شراييننا. حررنا يا الله.

هذا ما نتنياهو يفعله بنا، حتى يوجد لهذا اسم هو "غازلايتينغ" (فيلم لجورج كيوكر بعنوان "اضواء الغاز" من العام 1944) – مقاربة لانتاج اعتمادية لدى الغير بواسطة تمويه شخصيته وخلق تشكك بشعوره الواقعي، ضمن امور اخرى، بواسطة الاكاذيب، النفي واعمال معكوسة لما قلت. هذا بالضبط نتنياهو: يكذب بوقاحة وينفي بدون توقف، يقول شيء ويفعل نقيضه، في لحظة يحرض وكأن كهانا حقا حي، وفي لحظة اخرى يقف وهو يرتدي البدلة وربطة العنق، كله تهذيب وأدب، الى جانب زعماء العالم يتصرف وكأنه لم يفعل أي شيء.

عندها أنت تتساءل بينك وبين نفسك، هل ربما هو السليم ونحن المجانين؟ حيث أن هذا ما يقوله جمهوره طوال الوقت، أن من يكرهونه يبالغون، وأنت يجب أن تقنع نفسك بأنك شاهدته يحرض ضد رابين حقا، وأنه حقا خرج الفيلم القصير "العرب يتدفقون بجموعهم"، وهكذا. إن قدرته على الانتقال بين هذين الوضعين، وأن ينقل الجمهور من التأثير الذي لا يصدق بأن هذا الشخص هو رئيس حكومة،

ينتقل الى التشكيك الذاتي انه في نهايته يأتي التساؤل بأنه ربما جنونك مصدره هو كراهيتك له، وأنه ليس بهذا القدر من الفظاعة. هذا الامر يهز الاسس النفسية ويتسبب بالجنون. هو يجننا، ببساطة يجننا.

كلمات دلالية