دعوا لمواجهة الإعلام المعادي وتخطى بعض العثرات

مختصون يشيدون بدور الإعلام الفلسطيني في تغطية مسيرات العودة

الساعة 02:59 م|28 فبراير 2019

فلسطين اليوم

شدَّد إعلاميون فلسطينيون على أهمية الدور الذي يؤديه الإعلاميين الفلسطينيين في تغطية مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، مشيراً إلى أن الإعلام الفلسطيني استطاع أن يواجه الرواية الإسرائيلية المُضللة بشأن مسيرات العودة وحقوق الفلسطينيين.

ودعا المختصون -خلال ندوة حوارية بعنوان (مسيرات العودة بعد عام من انطلاقها" -قراءة إعلامية) نظمها المكتب الإعلامي الحكومي- الإعلاميين الفلسطينيين لتخطي بعض العثرات التي تتعلق في بعض الجوانب، والعمل ضمن استراتيجية موحدة للتصدي للرواية الإسرائيلية والإعلام المضاد الذي يحاول النيل من مسيرات العودة الكبرى.

التصدي للإعلام المضاد

عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار هاني الثوابتة أوضح أن الإعلاميين الفلسطينيين استطاعوا نقل الرسالة بكل اقتدار، مشيراً إلى أن الإعلام الفلسطيني نجح في مواجهة الحملات الإعلامية المضاد للمسيرة حرصاً واصراراً من الصحفي الفلسطيني على نقل الحدث والمعاناة والرواية الفلسطينية.

 وأشار إلى أنَّ الإعلام المعادي والمضاد للمسيرات سواء التابع للعدو الإسرائيلي، أو الأدوات الإعلامية الأخرى التي تتساوق مع إعلامه، حاولت النيل من مسيرات العودة، واحباط الرواية الفلسطينية، داعياً إلى استراتيجية وطنية إعلامية للتصدي للإعلام المعادي والإعلام المضاد للمسيرة.

وقال: الهيئة الإعلامية التابعة للجنة العليا لمسيرة العودة تحاول الاستفادة من الكفاءات والقدرات التي هي بمثابة ابداعات فلسطينية تقوم على المبادرة، مشيراً إلى أنَّ الهيئة استطاعت صون الرواية الفلسطينية لمسيرة العودة، واحدثت صدى على المستوى العربي والدولي، لافتاً إلى أن الهيئة الإعلامية التابعة للمسيرة استطاعت الحفاظ على خطابٍ إعلاميٍ وحدوديٍ منذ انطلاق المسيرة.

ودعا الثوابتة الإعلاميين الفلسطينيين للحفاظ على الخطاب الوحدوي، وصون رسالة مسيرات العودة، والتصدي للإعلام المضاد الذي يحاول النيل من ثوابت الشعب الفلسطيني.

إنجاز رغم الاستهداف

بدوره، أشاد الصحفي صالح المصري رئيس لجنة دعم الصحفيين بالدور الذي بذله الإعلاميون في تغطيتهم لمسيرة العودة وكسر الحصار، مشيراً إلى أنهم بذلوا دمائهم وأوقاتهم منذ اليوم الأول لانطلاق مسيرات العودة.

وأوضح المصري أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد قتل وإصابة الصحفيين الفلسطينيين؛ على الرغم من التزامهم بأدوات وإجراءات السلامة المهنية، مشيراً إلى أن الاستهداف المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي جاء نتيجة كشفهم لجرائمه وانتصارهم للحقيقة التي تمثل الرواية الفلسطينية.

وذكر المصري أن الصحفي الفلسطيني استطاع ان يزعج الاحتلال الإسرائيلي من خلال إيصاله للرسالة الفلسطينية بشكل واضح يعبر عن الثوابت الفلسطينية.

وقسم المصري محاور تقييمه لأربعة محاور، الأول (الإعلام المرئي) والذي أوضح أنه لعب دوراً كبيراً في تغطية الأحداث منذ اللحظات الأولى لانطلاق المسيرة في 30/مارس/2018، لافتاً إلى أنه لعب دوراً كبيراً في تحشيد الرأي المحلي خلف المسيرة، وانه استطاع ان يقدم خدمات عديدة للإعلام العربي والدولي في سبيل نشر رسالة المسيرة من بينها تغطية البث المباشر لأحداث المسيرة ونشر بعض القنوات مثل (قناة الأقصى) تردد بث النقل المباشر.

وفي المحور الثاني من تقييمه، أشاد المصري بالدور الذي لعبته (الإذاعات المحلية) في نقل اخبار واحداث مسيرات العودة، مشيراً إلى أن التميز تفاوت من إذاعة لأخرى في النقل، لافتاً إلى أن من بعض عثرات الإذاعات تكثيفها للتغطية في الأشهر الستة الأولى وتراجعها في الستة أشهر الأخيرة، عازياً السبب للأزمات المالية التي تعاني منها الإذاعات والمؤسسات الإعلامية المحلية بصفة عامة.

وفي المحور الثالث محور (الإعلام الإلكتروني) ومن ضمنه الإعلام الجديد، أشار إلى أن هناك نوعان من الإعلام الأول، إعلام وطني محافظ متمسك بالثوابت، وإعلام آخر يتمثل بالإعلام الأصفر الذي حاول النيل من مسيرة العودة وتشويه صورتها، داعياً إلى التصدي بكل السبل والوسائل لأي صوت يحاول النيل من مقدرات شعبنا.

وفي يتعلق بالإعلام الجديد، أشار إلى أن الإعلام الجديد على الرغم من مساهمته في نقل احداث وفعاليات مسيرات العودة إلا ان جزءاً منه لم يكن مسؤولاً إما بقصد تشويه المسيرة، وإما عن دون قصد، لاسيما أن صحافة المواطن من الممكن أن يكون الممارس لها لا يعرف أولويات وأدبيات النشر، مبيناً أنَّ المعضلة الكبرى عدم وجود ضوابط تنظم وتراقب عمل الإعلام الجديد، الأمر الذي أثَّر سلباً على المسيرة في بعض الزوايا، مثل نقل أسماء وأرقام غير دقيقة تسببت في إرباك المشهد.

وعن (الصحف المطبوعة) ، رصد المصري وجود فروقات في التغطية بين الصحف الصادرة في غزة والصادرة في رام الله، إذ تميزت الأولى بنقل مجريات احداث وفعاليات المسيرات بكافة الأشكال الصحفية وافراد مساحات واسعة للتغطية، بينما كانت الصحف الصادرة في رام الله تمارس تغطية خبرية عادية.

وانتقد المصري تجاهل الإعلام الرسمي الفلسطيني لمسيرات العودة وكسر الحصار، داعياً المسؤولين على الإعلام الرسمي للاهتمام بفعاليات واحداث المسيرة التي تمثل جهداً شعبياً جامعاً.

المسيرة في الإعلام العربي والغربي

بدوره، قال محمد وشاح مراسل قناة الجزيرة مباشر "إن مسيرة العودة الكبرى ظلمت إعلامياً من قبل الإعلام العربي والغربي، من خلال التجاهل والتشويه المتعمد للمسيرة"، مشدداً على ان الإعلام الغربي يتساوق مع الرواية الإسرائيلية.

وأوضح أن "إسرائيل" التي تسيطر بطريقة أو بأخرى على الإعلام الغربي، استطاعت أن تجند الإعلام الغربي بطريقة أو بأخرى لصالحها، واستطاعت تشويه المسيرة بعدة أساليب منها تشويه المصطلحات الفلسطينية، وإظهارها على أنها مسيرات تابعة لفصيل بعينه.

وأوضح أن فلسطين ومسيرات العودة لم تكن على اجندة وأولويات الإعلام العربي الذي انشغل بقضايا داخلية، مشيراً إلى أن الإعلام العربي مرآة عن الأنظمة السياسية الحاكمة التي لم تعد فلسطين أولوية بالنسبة لهم.

وأشاد وشاح بالدور الإعلامي الذي تبذله الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى على الرغم من الإمكانيات القليلة، مشيراً إلى أن اللجنة قدمت خدمات وتسهيلات عديدة للإعلام العربي والغربي.

المسيرة والإعلام الإسرائيلي

من جانبه، أكد شاكر شبات المختص في الشأن الإسرائيلي أن مسيرات العودة الكبرى فرضت نفسها على الإعلام الإسرائيلي، موضحاً أن مسيرات العودة قلبت الصورة النمطية عن قطاع غزة التي حاول الاحتلال ان يرسخها في أذهان الإسرائيليين وإظهار قطاع غزة على أنه عبارة عن مجموعة من الفصائل المسلحة والمجيشة التي لا تعرف سوى السلاح، وخلق تباينات بين الشارع الفلسطيني والمقاومة.

وقال: المسيرات الشعبية السلمية أظهرت أن هناك شعب متمسك بالثوابت يحتضن المقاومة، وفي ذلك قلباً للصورة النمطية التي حاول الاحتلال أن يظهر من خلالها وجود تباين بين الشعب الفلسطيني والمقاومة، فخرجت المسيرات بجميع الأطياف تنادي بالعودة والتمسك بخيار المقاومة الشاملة ضد الاحتلال.

وأشار إلى ان الاحتلال الإسرائيلي أستخدم أساليب عدة في تشويه مسيرات العودة، من بينها تشويه صورة المشاركين والقائمين على المسيرة، وإظهار المشاركين انهم مجموعات غوغائية، ومحاولة عسكرة المسيرة للنيل منها، وتشويه المصطلحات المتعلقة بالمسيرة، ومحاولة إظهار المسيرة على أنها تابعة لحركة حماس وانها ليس جهداً شعبياً جامعاً، ومحاولة اللعب على وتر الخلافات الداخلية، وتبرير القتل الإسرائيلي للمتظاهرين، وأسلوب تضخيم بعض الوسائل، ومحاولة إظهار أن المسيرات فاشلة وأصبحت عبئاً على الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي حاول تجاهل معاناة قطاع غزة في حين عمد إلى إظهار معاناة المستوطنين من البالونات الحارقة والكاوتشوك.

وذكر أن الإعلام الإسرائيلي حاول الاستفادة من الإعلاميين الغربيين الميدانيين لتمرير رواياتهم المزعومة تجاه المسيرة من خلال توفير الإمكانيات اللازمة لهم في الميدان والعمل على استقدامهم من بلادهم، مبيناً أن الإعلاميين الغربيين كانوا يوجهوا من قبل المنظومة الإعلامية الأمنية الإسرائيلية لتسليط اقلامهم وعدساتهم نحو بعض الزوايا التي يريد الإسرائيليين اظهارها.

المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385358)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385357)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385356)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385355)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385354)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385353)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385352)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385351)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385349)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385348)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385347)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(43385346)‬ ‫‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(1)‬.JPG
المكتب الإعلامي الحكومي ‫(1)‬ ‫‬.JPG
 

كلمات دلالية