توقعات بوصول الجراد لغزة الأسبوع القادم والزراعة تحذر من خطورته

الساعة 04:08 م|23 فبراير 2019

فلسطين اليوم

في ظل استعدادات دول المنطقة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لمقاومة أسراب الجراد القادمة من السودان والسعودية، إلا أن وزارة الزراعة في قطاع غزة أطلقت نداءً عاجلاً للمنظمة بتوفير الحماية والامكانيات اللازمة لمواجهة الجراد وحماية المحاصيل الزراعية.

مدير عام الارشاد والتنمية في وزارة الزراعة نزار الوحيدي حذر، من وصول أسراب الجراد إلى قطاع غزة محملاً جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والحكومة الفلسطينية مسؤولية ما قد يحدث حال وصول أسراب الجراد إلى القطاع.

وأوضح الوحيدي في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" مساء السبت، بأن التحذيرات الخطيرة التي تطلقها الوزارة ناتجة عن تقارير نشرتها منظمة "الفاو" عن أحجام الجراد الكبيرة، لافتاً إلى أن احتمال وصولها إلى القطاع واردة بشكل كبير.

وتوقع الوحيدي وصول أسراب الجراد إلى قطاع غزة الأسبوع القادم، مشدداً على أن مقاومة الجراد أكبر من قدرات الوزارة.

وقال: "نخشى في وزارة الزراعة على الأشجار المثمرة والمحاصيل والزراعات من وصول الجراد إليها"، مبيناً أن وصول الجراد إلى تلك المناطق يعني دمار البيئة الزراعة مما يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي.

وفيما يتعلق بمدى تأثير أسراب الجراد حال وصولها إلى قطاع غزة، أشار إلى أن تأثير أسراب الجراد مرهون بمدى مقاومة الدول التي مرت فيها الأسراب، مؤكداً عدم قدرة دولة واحدة في مواجهة الجراد.

وعن طرق مواجهتها قال الوحيدي: "يمكن مواجهة الجراد من خلال توليع الحطب والكوشوك واستخدام الآلات المزعجة واصطياده الامر الذي قد يخفف من حدة خطورته على المزروعات".

واستذكر الوحيدي، ما شكلته حشرة الجراد من وباء كبير في الأراضي الفلسطينية في خمسينيات القرن الماضي.

وفي ذات السياق تستعد "إسرائيل" لاحتمال وصول هذه الاسراب إلى الشمال، حيث بدأت فرق حماية النباتات في وزارة الزراعة الاسرائيلية باختبار مخزون المبيدات، رغم تأكيدها أن الجراد لا يشكل خطرا على البشر والحيوانات، انما على المحاصيل الزراعية.

واكدت وزارة الزراعة الاسرائيلية في تقرير نشره موقع "واللاه" العبري الالكتروني، أنها على اتصال مستمر بمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) للحصول على صورة لحركة الجراد في المملكة العربية السعودية ومصر واتجاهات تنقله، مؤكدة استعدادها لمواجهة هذه الاسراب.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن لأسراب الجراد البالغ أن تطير لمسافة تصل إلى نحو 150 كم في اليوم باتجاه الريح، وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها، في حين أن الجرادة البالغة تلتهم يوميًا ما يعادل وزنها تقريبًا من الغذاء الطازج- نحو غرامين يوميًا، ويستهلك سرب صغير جدا من الجراد في اليوم الواحد ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000 شخص، كما أن الأثر المدمر الذي يمكن للجراد أن يسببه للمحاصيل يشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي، وخاصة في المناطق الضعيفة أصلا.

وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية قد اكدت أنها تراقب بحذر حركة الجراد التي انتشرت في بعض المناطق الشمالية الغربية من السعودية وعلى ضفاف البحر الأحمر، وان هناك تنسيق كامل مع منظمة الصحة العالمية اضافة للتعاون الاقليمي بين فلسطين والاردن وإسرائيل في هذا الموضوع، وهناك استعداد إقليمي لمكافحة الجراد، كما اننا وضعنا خطة وطنية لمواجهته، كما حدث في العام 2013، ومن هنا ندعو لعدم القلق.

والجراد الصحراوي، جنادب قصيرة القرون، يمكن أن تشكل أسراباً كبيرة، وتشكل تهديدًا خطيراً للإنتاج الزراعي وسبل المعيشة والأمن الغذائي والبيئة والتنمية الاقتصادية، وفق المنظمة العالمية.

ووفقا لعدة مصادر تاريخية، فإن فلسطين تعرضت لموجات من الجراد خلال القرنين الماضيين، ففي القرن التاسع عشر، هاجم الجراد فلسطين في الأعوام: 1838، 1845، وفي شتاء وصيف عام 1865 أحدث خلالها دمارا هائلا وقضى على المحاصيل الشتوية والصيفية، 1876، 1878، 1898، 1899.

وفي القرن العشرين، كانت أخطر هجمات الجراد في 21 آذار/ مارس 1915 والذي سمي بعام الجراد؛ إثر أعداد الضخمة التي اجتاحت البلاد وقضت على الأخضر واليابس فيها، وتبعه هجمات في عامي 1930 و1947.

ووفق "الفاو" فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في السيطرة على حالة الجراد، قبل بدء عملية التكاثر في الصيف، ويعتمد اتساع الرقعة الحالية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان واريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس/ آذار، ومايو/ أيار على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية.

كلمات دلالية