تقرير أهالي يُجبرون على سحب أبنائهم من رياض الأطفال..!

الساعة 11:59 ص|19 فبراير 2019

فلسطين اليوم

لم تترك الأزمة المالية الخانقة في قطاع غزة، كبيراً أو صغيراً إلى وتأثر بآثارها السلبية، التي عصفت بحياة المواطنين، بسبب استمرار الحصار "الإسرائيلي" الخانق، وقطع رواتب الآلاف من الموظفين من قبل السلطة.

فقطع الرواتب تحديداً كان له الأثر الكبير على حياة المواطنين، وسبل تدبر أوضاعهم المعيشية ومتطلبات حياتهم المختلفة من تعليم وصحة ومصاريف منزلية كثيرة.

فحتى طلاب رياض الأطفال تأثروا بالأوضاع الاقتصادية، حيث اضطر العشرات من الأهالي من سحب أطفالهم من رياض الأطفال التي كانوا يدرسون فيها بسبب عدم مقدرتهم من توفير رسوم أطفالهم، أو توفيرها لحاجات أهم في البيت.

وتوجد في قطاع غزة، حوالي 662 روضة أطفال مرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، منتشرة في محافظات قطاع غزة الخمسة.

وتختلف رسوم رياض الأطفال الشهرية حسب كل منطقة، فتصل مابين 50شيكلاً إلى 200 شيكل شهرياً، وعلى الرغم من قلتها في بعض المناطق إلا أن المردود المالي لرب الأسرة فاقم وضع الأسرة الصعب، وأثر على كافة مناحي الحياة.

والدة الطفل خالد عايش، اضطرت لسحب طفلها من الروضة في مرحلة البستان منذ بداية الفصل الثاني، بسبب عدم قدرتها على دفع رسومه الشهرية، خاصةً مع وجود عدد آخر من الطلاب في المدارس بحاجة لمصاريف عديدة.

وتوضح لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن رسوم ابنها الشهرية للروضة والبالغة 100 "شيكل"، تكفي لمصاريف بيتها لمدة أسبوع مع تقليص راتب زوجها الذي يعمل في السلطة، مبيناً أن ابنها يدرس في صف البستان وهو في نظرها ليس مهماً.

فيما تشير والدة الطفل محمد سعادة، أن الأزمة المالية أثرت على الجميع وعلى كل بيت في قطاع غزة، خاصةً أولياء الأمور حيث تتطلب حياتهم الكثير من المصاريف من بينها الرسوم والدروس الخصوصية.

وتقول: اضطريت لسحب ابني الفصل الثاني من الروضة، والارتكاز على تدريسه في البيت بسبب عدم قدرتنا على الوفاء بالتزامتنا تجاه الروضة، خاصةً أن الروضة ليست بالضرورة الملحة، ويمكن تعويضها من خلال التدريس في المنزل.

فيما أضافت (أم خالد.ع)، لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن روضة ابنها اشترطت عليها دفع الرسوم وإلا ترك ابنها الروضة، فاضطرت لسحب ابنها من الروضة لأنها لا تملك رسومها، مطالبةً الجميع انقاذ مايمكن إنقاذه من حياة المواطنين البائسة.

صاحبة إحدى رياض الأطفال والتي فضلت عدم نشر اسمها، أوضحت لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن روضتها تأثرت بشكل كبير بسبب أزمة الرواتب من بداية العام الدراسي الحالي، لكنها زادت خنقة مع بداية الفصل الثاني.

وتضيف أن الروضة لديها التزامات عديدة يجب القيام بها كالايجار ومتطلبات تدريسية هامة، وتحتاج لدعم مادي ومعنوي كبيرين، رغم أن ايجار الروضة الشهري قليل إلا أنها تقر أن بعض الأهالي لا يستطيعون دفعه.

وبينت أن التعامل مع الأهالي في جمع الرسوم يختلف من روضة لأخرى، ومن طبيعة أشخاص لآخرين، فهناك من يتأخر عمداً بحجة الأوضاع وهناك من يعاني وضعاً صعباً بالفعل، لافتةً إلى ضرورة إيجاد حلولاً عاجلة لحل الأزمات الاقتصادية.

وتشير الدراسات الاقتصادية خاصة التي نشرت بداية العام الجديد 2019، إلى أن الاقتصاد الفلسطيني بات الأسوأ اقتصادياً خلال العقد الأخير، حيث يعاني قطاع غزة بعد 12 عاماً من الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني أوضاعاً اقتصادية كارثية وصلت الآن لحد الانهيار في كل مناحي الحياة.

ويعد أكبر انهيار الآن هو انهيار عصب الحياة وهو الانهيار الاقتصادي، الأمر الذي يزيد من الضغوط النفسية على المواطنين.

كلمات دلالية