فتيات يسجلن الهدف الأول بإنشاء فريق كرة قدم في غزة

الساعة 06:21 م|18 فبراير 2019

فلسطين اليوم

من كوكبِ زُمردة خرجتْ لاعبة كرة القدم يارا حرارة (14عاماً) مقتدية باللاعب المصري "محمد صلاح" فخاضت غِمار المستطيل الأخضر، متحديةً كافة العقبات التي واجهتها في بداية مشوارها الرياضي، غير أبهين بالمثبطين من حولهم، رافعين الكرت الأحمر في وجه العادات والتقاليد.

يارا ومعها العديد من الفتيات، لم يَقصرنْ حياتهنْ على العالمِ الوردي فقط، بل تخطينه وصولاً إلى المستطيل الأخضر، فتياتٌ كما العَدَّاء الذي يتخطى الحواجزُ التي تعترضُ طريقه، تجاوزن احتكار الذكور لكرة القدم، ليمارسن كرة القدم كما الشباب بكل تحدٍ ومثابرة.

في حديثها مع مراسل "وكالةَ فلسطين اليوم الإخبارية" تروي اللاعبة حرارة قصة نجاحها والتي بدأت قبل ثلاثة أعوام أثناء حصة للتربية الرياضية في المدرسة الابتدائية، إذ تقولُ: حرارة "اكتشفتُ موهبتي في كرة القدم حين أثنت عليَّ مُعلمة الرياضة حين كنتُ في الصف السادس".

وكانت موهبة اللاعبة قد أهلتها منذ بداية مشوارها لإجراء اختبارٍ، لاختيار مجموعة من المواهب في نادي المشتل للسفر إلى النرويج في رحلةِ تدريبٍ، لكنها فشلها لم يكن نهاية الطريق، إذ حولت فشلها إلى نجاح يتلوه نجاح، وكان ذلك الموقف بمثابة الدافع الأبرز في مسيرتها الرياضية لتطوير ذاتها.

اللاعبة حرارة لا تُخفي أنها تعرضت لانتقادات واسعة في بداية ممارستها لكرة القدم، لكنها تناستها وأكملت مشوارها الرياضي، إذ تبين أنها وصفت بالفشل وعدم امتلاكها لموهبة كرة القدم، "تعرضت لكثير انتقادات كان أبرزها وصفي بعدم امتلاك موهبة الكرة وممارسة لعبة للشباب".  

في نادي المشتل الرياضي وسط قطاع غزة، التحقت مجموعةٌ من الفتيات اللواتي لم يتجاوزن الـ 15 عاماً من أعمارهن، بفريق كرة قُدم أُنشأ خصيصاً ليضم المواهب الشابة من الإناث، ليثبتنْ أن الرياضة ليست حِكراً على الذكورِ فقط.

اللاعبة يُمنى البكري المنتسبة إلى فريق الفتيات في نادي المشتل منذ ثلاثةِ أعوامٍ أيضاً، تشغل منصب رأس حربة الفريق، تحلمُ للوصولِ للشهرة في عالم كرة القدم، إلى جانب الحصول على فرصة تدريب في أحد الأندية الأوروبية.

حبُّ يمنى لموهبتها كان الدافع الأبرز في اكمالها المشوار الرياضي، إذ تعرضت هي الأخرى إلى مضايقات المجتمع كونها تمارس كرة القدم في نادي، لكنها تقول "لم أهتم لكلام الناس، وكملت تجربتي وان شاء الله راح احقق احلامي"

يارا ويمنى لاعبتان من فريقٍ كامل يحمل نفس الهدف والفكرة، إذ يطمحن على الصعيد المحلي إلى أن يكون لهم دوري خاص بالكرة النسائية حتى لو كان لذوي السن الصغير.

الكابتن هناء مهدي، مدربة فريق الفتيات توضح أنَّ فكرة الفريق كانت من وجود عدد من المدربات هدفهم انشاء فريق فتيات يمارسن معهنْ خبرتهم في التدريب، إذ أن هؤلاء المدربات يتمتعن بشغف رياضيٍ كبيرٍ، من خلال متابعتهم للدوريات المحلية والأوروبية.

المدربة مهدي لم تخفِ أنهم في بادئة مشروعهم واجهوا صعوباتٍ عديدة في جمع الفتيات، كان أبرزها معارضة الأهل نظراً لطبيعة المجتمع الغزي المحافظة، ولكن مع الوقت استطاعت الكابتن مهدي والجهاز الإداري المنشأ لفريق الفتيات جمع عدد من اللاعبات اللواتي جاء بعد اطلاع أولياء امورهم على طبيعة الفكرة والتدريب.

وبينت أن طموحها يصل إلى إيجاد عددٍ من فرق الفتيات في معظم نوادي غزة، إلى جانب وجود دوري خاص بهن لكن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم رفض الفكرة.

ومن الجدير ذكره أن "فريق الفتيات" هو الفريق الوحيد في قطاع غزة الذي يضم فتيات يمارسن كرة القدم.