خبر بلدة خزاعة...القنابل الفسفورية حصدت20 شهيدا و دمرت 200 منزلا و شردت عشرات الأسر

الساعة 09:23 ص|19 يناير 2009

غزة: خاص فلسطين اليوم

         في منزل" إبراهيم محمود" من بلدة خزاعة التي تقع إلى الشرق من مدينة خانيونس إلى الجنوب من مدينة غزة، تجمع مجموعة من الرجال، لا يزيد عددهم على عدد أصابع اليدين...أشقائه و أبناء عمومته واثنين من جيرانه، هذا الاجتماع كان لتعزيته باستشهاد ابنه "غسان" و الذي سقط أثناء القصف الصهيوني على البلدة.

إبراهيم استطاع على غفلة من القصف ان يدفن ابنه في احد المدافن القريبة، و من ساعده بذلك انتقل معه إلى منزله لأداء واجب العزاء على عجل ليتمكن كل منهم العودة إلى عائلته تجنبا من موت يأتيهم فجأة، إلا انه لم يفتح بيت للعزاء بسبب ما كان من خطر يتهدد الجميع.

و اليوم و بعد انتظار ساعات الليل الطويلة منذ إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، خرج أهالي البلدة لتفقد الدمار و خرج هو لتفقد قبر ابنه و بيته الذي تضرر كثيرا من القصف و ليتلقى عزاءا مؤجلا منذ حين...

و كما والد الشهيد كان أكثر من 11 ألف فلسطينيا يسكنون البلدة...الكثيرون عادوا من مكان لجوئهم في بلدتي عبسان و بني سهيلا و آخرون خرجوا من مدرسة "الدر" التابعة للأونروا إلى بيوت التي كانت جدران و سقف و أصبحت أكوام من الدمار...

من بينهم كان "ماهر عبد العظيم أبو رجيله" و الذي خرج إلى أرضه التي كان يزرعها ليطمأن على محصوله، وعاد منها محملا على نقاله للصلاه عليه في المسجد  وسط البلدة، شهيدا رغم "وقف إطلاق النار الإسرائيلي".

بلدة خزاعة و التي تمتد على طول (4000 دونما) بمحاذاة ما يعرف بالشريط الحدودي،  هذه البلدة و التي كانت توصف بكونها مناطق خضراء بالمجمل، حولتها القنابل الفسفورية إلى كومة من الدمار و الخراب بعد ان حولتها الآلاف القنابل الفسفورية إلى دمار شامل.

هذا الدمار خلف ورائه أكثر من 20 شهيدا منهم 6 أطفال، و جرح ما يزيد على 1000 جريح، كما يقول الطبيب الذي اخذ على عاتقه علاج الجرحى أثناء الحرب بسبب صعوبة الدخول الى البلدة بسبب القصف التواصل والحصار الذي ضربته الدبابات عليها.

يقول الدكتور كمال قديحي والذي يعمل في نقطة إسعاف داخل البلدة:" لقد سيطرت دبابات الاحتلال على المدخل الوحيد للبلدة "بوابة خزاعة الشرقية" وكان الجرحى لا يجدون علاجا لهم وخاصة مع صعوبة الإصابات التي لم نعتد عليها من قبل".

و بحسب قديحي فأن الاحتلال استخدم قنابل فسفورية و أخرى مسمارية بالإضافة بالى الإصابات بالشظايا الحارقة التي تسري بالجسم حتى تصل إلى العظم لتحرقه، بالإضافة إلى الشظايا العنقودية وقنابل المغنيسوم:" ما رأيته من إصابات كان من الصعب وصفه، لا يمكن ان تكون هذه الأسلحة مسموحا بها دوليا انها أسلحة محرمة وتجرب علينا لاول مرة".

يقول المواطن أبو ثائر قديح،  والذي يسكن في وسط البلدة و بالتحديد في شارع " أبو رجيلة" ،يقول أن معظم بيوت البلدة دمرت بالكامل و معظم ساكنيها توجهوا إلى بلدتي عبسان و بني سهيلا المجاورات للاختباء من القصف الذي تواصل أيام طويلة واليوم تجدهم يبحثون عن ملامح بيوتهم التي نسفت فلا يجدوها.

ومنزل أبو قديح كان من البيوت التي باتت لا تؤمن مأوى لهم بعد الان:" أصيب بيتي بقذيفتين أصابت الجدران الشرقية منه ودمرتها بالكامل، أثناء القصف كنا نختبئ في إحدى الغرف ولا اعرف الان كيف يمكن ان نعيش في بيوت بلا جدران".

و أبو قديح كما باقي الأهالي توقعوا الكثير وهم مختبئين إلا أنهم لم يتصورا الحقيقة أبدا:" هناك منازل ضررت بشكل جزئي و لكن الكثير منها دمر بالكامل"، وتابع:" نسبة الدمار هائلة انه زلزال بدرجة 100 درجة".

الأهالي قدروا الخسائر الأولية للمنازل بتضرر 200 بيت 80 منها على الأقل دمر تدميرا كاملا وما تبقى ما بين إضرار فادحة ومتوسطة نتيجة قصفها بالقذائف و تعرض العديد منها للحرق، بحيث أصبح من الصعب استعمالها.

و على الشريط الحدودي دمرت مزارع المواطنين المزروعة بالبازيلاء و أنواع أخرى من الخضروات وكان تفقدها بعيد وقف النار كارثة أخرى تضاف على مجمل مصائبهم " لا موسم هذا العام"، يقول أبو قديح:"لم نحصر حتى الآن الخسائر التي مني بها القطاع الزراعي في البلدة، و لكننا ندرك أنها ستكون عالية جدا"

وتابع:" تعب عام كامل داسته الدبابات...اقتلعت الزرع وحفرت الأرض و جرفتها نحتاج إلى الكثير من المال والجهد والوقت لتعود صالحة للزراعة من جديد، بعد أن خسرنا الموسم بالكامل".