علماء وفنانو غزة الصغار يجتمعون في مكان واحد!

الساعة 04:22 م|18 فبراير 2019

فلسطين اليوم

أطفال موهوبون في عمر الزهور، تفتحت أعينهم على واقع مرير، لم تتوقف مهارتهم واختراعاتهم عند حاجز الحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، إنما كان لهم دور بارز وعامل مؤثر في الأعمال الفنية والعلمية والتكنولوجية والتي قد تصل إلى حد العالمية.

فما إن تدخل "معرض أطياف فنية وعلمية 3" بجمعية الثقافة والفكر الحر، فتجد خلية نحل مفعمة بالنشاط والحيوية، يتوسطها مجسم للمسجد الأقصى تأكيدًا للهوية الفلسطينية، ورسوم فنية تشكيلية من زاوية تحاكي الواقع، ونماذج علمية وإلكترونية وأخرى تكنولوجية.

ويضم المعرض أكثر من 300 لوحة فنية تنوعت ما بين الرسم بالألوان المختلفة والفحم، والرسم على الزجاج والخشب بجانب المشغولات اليدوية والفنية من مخلفات البيئة، وأعمال فسيفساء وسيراميك ومشغولات فنية متعددة، بجانب العديد من المشاريع والإنتاجات العلمية والإلكترونية.

"ثلاجة بالطاقة شمسية"

الطفل مجدي البجة، يقف وأمامه ثلاجة مصغرة يشرح للزائرين طبيعة عمل ومكونات فكرته الإلكترونية.

يقول البجة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إن أهم ما يميز ثلاجته، أنها لا تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية المباشرة، بل باستخدام الطاقة الشمسية أو البطارية، مشيراً أنها موفرة للطاقة الكهربائية

ويضيف: تتكون الثلاجة من مروحة تعمل على إخراج الهواء الساخن "الحرارة" للخارج، وضخ الهواء البارد للداخل، وبداخلها جهاز لتشتيت البرودة وتوزيعها على جميع أنحاء الثلاجة، كما يوجد بها ساعة لقياس درجة الحرارة ومزودة بأضواء".

وتمنى البجة، أن يتم دعمه بالإمكانيات والموارد اللازمة لتطوير فكرته ليصبح مثل باقي المخترعين.

"كثافة المادة"

 وفي إطار تسهيل التعليم، تقوم الطفلة ملاك أبو طعيمة بعرض العديد من السوائل المختلفة، لتعريف الزائرين من الطلبة والمشاركين بـ"كثافة المادة" وكيفية تبسيطها بالتجربة النظرية والعلمية.

تقول أبو طعيمة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنها تستخدم الدبس والماء وصبغة الطعام والزيت وتقوم بخلط المواد مع بعضها البعض، وبالاعتماد على كثافة المادة يستقر الدبس في أسفل القائمة لكثافته العالية ويليه الصبغة ثم المياه والزيت.

إلى جانب ذلك، تقوم طعيمة بعرض مجسمات تمثل المجموعة الشمسية، وتشرح للزائرين تعريف المجموعة الشمسية ومكوناتها.

كما تناول المعرض مشروع باحث ورسالة بإعداد دارسة بحثية حول تلوث مياه البحر لمجموعة من الأطفال المشاركين في المعرض.

"روبوت لذوي الاحتياجات"

وعرضت طفلة أخرى روبوت مصغر، تقوم فكرته على مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للصعود للدرج، ويتميز هذا الروبوت بتحدي العوائق والمنحدرات التي تواجهه في طريقه.

بدورها، وجهت نجوى الفرا مديرة مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، رسالة للعالم العربي والإسلامي والغربي بأن الطفل الفلسطيني قادر على الابداع والانجاز وتفجير الطاقات الكامنة في جميع المجالات، رغم الاحتلال والحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وأضافت الفرا لـ"فلسطين اليوم"، أن المعرض يضم لوحات فنية تتضمن "الضغط والمناصرة" تناصر قضايا مختلفة تواجه الشعب الفلسطيني بشكل سلمي، بالريشة والقلم، والمسرح والمعارض، وغيره من الوسائل.

وتنوعت الإنتاجات الفنية ما بين الرسم بالألوان المختلفة والفحم، والرسم على الزجاج والخشب بجانب المشغولات الطينية واليدوية والفنية من مخلفات البيئة، وأعمال فسيفساء وسيراميك ومشغولات فنية متعددة، جسدت قضايا مختلفة يعيشها الأطفال في ظل الحصار وتطلعاتهم لحياة امنة ومستقبل افضل، فأبدعت عقولهم وأناملهم برسم ونحت وتشكيل لوحات فنية حاكت معاناتهم مع الكهرباء وتلوث المياه وحرية التنقل والاختناق بسبب إغلاق المعابر وعزل غزة عن العالم الخارجي، دون ان ينسوا قضيتهم وحلمهم بالتحرير فجسدوا وسط المعرض مجسم للمسجد الأقصى تأكيدا على تمسكهم بالقدس عاصمة لدولتهم الأبدية وهو الشعار الذى حمله المعرض ،فيما حملت العديد من اللوحات مفاهيم وطنية وتراثية تؤكد على ذات المعنى.

وتنوعت المشاريع والإنتاجات العلمية والإلكترونية حيث تضمنت مشاريع وابحاث علمية محكمة، وتطوير لوسائل تعليمية لتسهيل عملية التعلم ومحاكاة بعض النماذج الالكترونية وتطويعها بما يخدم واقع حياتهم ومنهاجهم الدراسي.

وأشادت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر “مريم زقوت” بإنتاجات الاطفال العلمية والفنية، مؤكدة أن الهدف من المعرض هو تظهير اعمال الأطفال وجهدهم خلال عام كامل في حملات الضغط والمناصرة التي قادوها لتسليط الضوء على حقوقهم المنتهكة في ظل حصار واحتلال وظروف معيشية وسياسية صعبة، في محاولة لإيصال رسائلهم للعالم بحقهم بحياة امنة كريمة.

 

كلمات دلالية