اليوم التالي- معاريف

الساعة 03:14 م|18 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أفرايم غانور

اذا شكل بنيامين نتنياهو مرة اخرى الحكومة التالية، فسيقف امام تحدٍ غير بسيط: صفقة القرن لادارة ترامب. يدور الحديث عن خطة اشكالية من ناحية رئيس الوزراء. لو كانت عرضت قبل الانتخابات، في الوقت الذي يرتدي فيه عباءة زعيم اليمين، لكان وقفت امامه كتلة اليمين بنفسها – نفتالي بينيت، آييلت شكيد وافيغدور ليبرمان. وهؤلاء لا يكفون عن الادعاء بانهم اليمين الحقيقي، وان نتنياهو يتباهى فقط بريش ليس له.

ليس صدفة ان أجل الرئيس الامريكي عرض الخطة الى ما بعد الانتخابات. فهو يعرف أن من شأنها أن تورط نتنياهو وان تشكل عائقا في طريقه لاعادة احتلال رئاسة الورزاء.

من التسريبات المتعلقة بالخطة، يتبين أن الدولة الفلسطينية التي ستقوم ستقع على نحو 90 في المئة من اراضي يهودا والسامرة. البؤر الاستيطانية غير القانونية ستخلى. والاماكن المقدسة وان كانت ستكون في السيادة الاسرائيلية، ولكن بادارة مشتركة مع الفلسطينيين والاردنيين. كما ستقوم الخطة ايضا على اساس تبادل الاراضي مما يسمح بضم الكتل الاستيطانية في معاليه ادوميم، غوش عصيون واريئيل.

المشكلة الاكبر في الخطة من ناحية نتنياهو واليمين ستكون المواجهة مع تقسيم القدس. وفقا لما يلوح في الافق، فان عاصمة اسرائيل ستكون في غربي المدينة وعاصمة الدولة الفلسطينية التي ستقوم في شرقها. صحيح أن هذه رؤية متكررة ولكن من الصعب أن نرى الجناح اليميني في الخريطة السياسية يقبل هذا القضاء.

على مدى السنتين الاخيرتين عرفنا ان الرئيس ترامب مصمم على أن يفي بكلمته وينفذ وعوده – مثلما في حالة نقل السفارة الى القدس حتى وان لم يكن الحديث يدور دوما عن خطوات ناجحة او مبررة. ما يعني أنه سيكون من الصعب ان تنتزع منه مساومات وتنازلات. في كل الاحوال، ستكون محاولة لان يربط بتنفيذ الخطة مصر، الاردن، السعودية ودول الخليج، التي لكل واحدة منها تأثير على الفلسطينيين.

ترامب مقتنع بان هذه الخطة هي السبيل الاصح والافضل للوصول الى حل وانهاء هذا النزاع الطويل والمضني بين اسرائيل والفلسطينيين مرة واحدة والى الابد. ينبغي الافتراض بانه معني ايضا بان يسجل في كتب التاريخ – نجح في ما فشل فيه كثيرون وطيبون قبله في البيت الابيض.

اما نتنياهو، بالطبع، فيعرف السيناريو الذي سيعلن بعد الانتخابات. يعرف انه ستكون له مشكلة مع مصوتي اليمين، ممن لن يكونوا جميعا مستعدين لان يقبلوا مباديء الخطة. يحتمل ان يكون يأخذ بالحسبان أنه في مثل هذه الحالة سيأتي الخلاص اليه من كتلة الوسط – اليسار. فهؤلاء، كما يمكن التخمين، سيؤيدون التسوية الدائمة التي ستحظى ايضا باسناد من الدول العربية المعتدلة والدول الاوروبية.

بني غانتس، يئير لبيد، آفي غباي وتمار زندبرغ سيؤيدون، كما ينبغي الافتراض، خطة ترامب وسيعطلون معارضة اليمين. هكذا سيجعلون هذه الخطة صفقة القرن لنتنياهو.

 

كلمات دلالية