حق كوتلر- هارتس

الساعة 03:10 م|18 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

يا له من مُنتظر التهجم على اوشرات كوتلر. فمذيعة الاخبار في شبكة 13 قالت أول امس اننا "نبعث بالاولاد الى الجيش، الى المناطق، ونسترجعم حيوانات. هذه نتيجة الاحتلال". وقيلت اقوالها ردا على تقرير أريك فايس الذي وصف تنكيلات الجنود في كتيبة نيتسح يهودا بالمعتقلين الفلسطينيين.

لم يتأخر صياديو الساحرات في الانقضاض على اقوال كوتلر وكأنها غنيمة كبرى. ففترة الانتخابات هي اللحظة الجميلة للمحرضين ومثيري الشقاق ممن يفعلون كل ما في وسعهم كي يجمعوا بضعة اصوات اخرى.

لقد بلغ في عمله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو رئيس وأول المحرضين، الذي كتب على التويتر: "فخور بجنود الجيش الاسرائيلي واحبهم جدا. اقوال اوشرات كوتلر جديرة بكل تنديد".

وسار في اعقابه محاكيه السياسي من اليمين المتطرف، وزير التعليم نفتالي بينيت الذي كتب يقول: "يا اوشرات، لقد تشوشتِ. فجنود الجيش الاسرائيلي يضحون بارواحهم كي تتمكنِ انتِ من النوم بهدوء. الحيوانات هم اولئك المخربون الذين يقتلون الاطفال في اسرتهم، فتاة تسير متنزهة أو عائلة كاملة تسافر على الطريق. اما جنود الجيش الاسرائيلي فهم قوتنا. اولادنا. اعتذري".

وكان التحريض مجديا والدليل على ذلك تلقته كوتلر في تهديدات على حياتها مما اجبر القناة 13 على الصاق حارس بها.

لم تجدِ ايضا ايضاحات كوتلر التي قالت فيها ان الانتقاد "لم يكن موجه الا لاولئك الجنود الذين أدت سيطرتنا على الفلسطينيين بهم الى المس بالابرياء"، وانها "بشكل عام مع التخفيف من عقوبة الجنود المتهمين، وذلك لاننا بعثنا بهم الى هذا الواقع المستحيل". 2200 شكوى ارسلت الى مأمور شكاوى الجمهور تدل فقط على اجواء المكارثية التي استشرت في اسرائيل، ولا تسمح بحرية التعبير لمن لا يتلو عن ظهر قلب صفحة الرسائل القومية المتطرفة اليمينية التي توجد الان في الاجماع. فما بالك أن موقفها جاء في ضوء المشاهد القاسية التي جيء بها في التقرير.

يخيل أن التركيز على استخدام تعبير "حيوانات" الذي هو متطرف بالفعل – يخفي محاولة لرفض جوهر حجة كوتلر: الاحتلال الذي تبقيه اسرائيل لاكثر من 50 سنة يجعل اجيالا من الاسرائيليين الشبان اكثر عنفا، اكثر تزمتا، اكثر تطرفا قوميا بل واكثر عنصرية. فالاحتكاك اليومي مع السكان الفلسطينيين، فيما يكون الشاب الاسرائيلي على الدوام في دور السيد والفلسطيني على الدوام في دور الرعية، يخلق ذاك الواقع المشوه الذي اشتكت منه كوتلر. كوتلر هي صحافية ذات رأي ومن حقها أن تعبر عن مواقفها، حتى لو كانت فظة او لا تعجب معظم الجمهور الاسرائيلي. بدلا من الانشغال بكوتلر وتصريحاتها كان يجمل برئيس الوزراء ورئيس اليمين الجديد ان يعالجا المشاكل الصعبة التي طرحها التقرير موضع الحديث.

كلمات دلالية