شعبة الاستخبارات العسكرية: حماس ستحاول جر اسرائيل الى قتال واسع في القطاع.. هآرتس

الساعة 12:28 م|14 فبراير 2019

بقلم

بقلم: ينيف كوفوفيتش

(حسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية فان حماس ستكون مستعدة للمخاطرة بجولة قتال ضد اسرائيل من اجل أن يؤدي ذلك الى تدخل دولي يغير الوضع في القطاع ).

في شعبة الاستخبارات العسكرية يقدرون ­أن حماس ستبادر الى عمل هجومي واسع في محاولة لأن يؤدي ذلك الى التدخل الدولي في الصورة وتغيير الوضع الانساني في القطاع. في اعقاب تقدير شعبة الاستخبارات قرر رئيس الاركان افيف كوخافي وضع الاستعداد للحرب في القطاع على رأس سلم اولويات الجيش الاسرائيلي، والمصادقة على خطة عملية لسيناريوهات القتال المحتملة وتأسيس ادارة للاهداف بخصوص القطاع.

مؤخرا قالوا في شعبة الاستخبارات إن حماس تحاول الحفاظ على التوتر الامني وعدم اجتياز الحدود سواء بعملية عسكرية أو حرب. جولات القتال القصيرة ضد اسرائيل في الاشهر الاخيرة انتهت على الاغلب بتسهيلات مدنية ومالية، لذلك قدروا في شعبة الاستخبارات بأن حماس مستعدة لتحمل ثمن ايام القتال التي كانت حتى الآن. ولكن في الاستخبارات غيروا مؤخرا التقديرات في اعقاب عدم رضى حماس من تقدم المفاوضات مع الوسطاء في مصر، ويعتقدون أن حماس تفترض الآن أنه فقط خطوة متطرفة ستؤدي الى تغيير الوضع في غزة.

حسب التقديرات، حماس من شأنها اطلاق النار على المدن الاسرائيلية وأن تعمل من خلال الانفاق القائمة أو اطلاق صواريخ مضادة للدبابات على اهداف مدنية أو عسكرية في محاولة للتسبب بعدد كبير من الضحايا. في حماس يفهمون تماما أن عملية كهذه ستدفع اسرائيل الى الرد بصورة مختلفة عما كان الحال في جولات القتال القصيرة. ولكن في الاستخبارات العسكرية يقدرون أنه في هذه المرحلة حماس مستعدة لأن تأخذ هذه المخاطرة. كذلك لا يستبعدون احتمال أن الوضع سيؤدي ايضا الى انفجار في الضفة الغربية.

في الاستخبارات العسكرية يقدرون بأن رئيس حماس يحيى السنوار يعتبر العمليات وسيلة لتحقيق اهداف هامة للقطاع، لذلك هو لن يخشى من الدخول الى مواجهة واسعة – حتى بثمن ضربة قاسية لحماس والبنى التحتية. ولكن في الاستخبارات ما زالوا يعتقدون أن التطلعات ليست لحرب ستقود الى مكوث طويل للجيش في غزة، بل سيناريوهات يمكن أن تتراوح بين قتال محدود لبضعة ايام وحتى معركة بحجم الجرف الصامد.

على خلفية تغير التقديرات، صادق كوخافي في الاسبوعين الاخيرين على عدد من الخطط العملية لعملية عسكرية في غزة بعدد من السيناريوهات المختلفة، وفقا لقرار المستوى السياسي، اذا كان يوجد قرار كهذا. كوخافي زار للمرة الاولى كرئيس للاركان قيادة المنطقة الجنوبية والتقى مع القيادة العليا في الجنوب ومع الشخصيات المهنية ذات العلاقة. وانشأ ادارة اهداف، هدفها العثور على اهداف نوعية في غزة قبل عملية محتملة وعلى رأسها يقف العقيد رونين غايغر. الادارة تضم رجال ميدان وضباط استخبارات مهمتهم تحليل نوعية الاهداف وبناء خطة عمل لمهاجمتها طبقا للحاجة التي تقتضي ذلك.

كوخافي أمر أن يتم اشغال بطاريتين للقبة الحديدية بجنود نظاميين، التي ستدخل الى حيز العمل حتى نهاية هذه السنة. عندها سيكون في أيدي الجيش عشر بطاريات – ثمانية منها ستشغل من قبل جنود نظاميين، واثنتان ستشغلان بجنود احتياط في حالة الطواريء. رئيس الاركان زار عشرة مواقع لتشغيل القوات في القتال، وفحص استعدادها قبل القتال المحتمل. في معظم الحالات تمت المصادقة على الخطط كما هي، وفي جزء منها تم اجراء تغيير بسيط على هذه الخطط بحيث تتناسب مع النظرية القتالية لكوخافي.

خلافا لتقديرات الاستخبارات بأن حماس يمكن أن تبادر الى عملية حربية من اجل أن تقود الى تصعيد، فانهم في قيادة المنطقة الجنوبية يقدرون أن حماس ما زالت تخشى منذ عملية الجرف الصامد، وأنها لم تعد اعمار الدمار من العملية. حسب التقديرات في قيادة المنطقة الجنوبية فان حماس ستحاول كل ما في استطاعتها للحفاظ على التوتر كما هو اليوم من اجل الدفع قدما بالتسوية وأن تجلب للقطاع مشاريع اقتصادية ومساعدات انسانية.

رغم الفجوة في التقديرات بين الاستخبارات وقيادة المنطقة الجنوبية فان هذين الجهازين يعتبران أن المشكلة الاساسية في القطاع هي الوضع الانساني، وأن امكانية الانفجار في غزة عالية اكثر مما كانت. عندما يثور خلاف بين شعبة الاستخبارات وقيادة المنطقة الجنوبية، على الاغلب تقدير الاستخبارات هو الذي يتم أخذه في الاعتبار بصورة اكبر. بناء على ذلك يبدو أن كوخافي يستعد لمواجهة طبقا لتوقعات شعبة الاستخبارات وليس حسب تقديرات قيادة المنطقة الجنوبية.

رغم الضغط الداخلي والصعوبات الاقتصادية، حماس تستعد لمواجهة ضد اسرائيل منذ انتهاء عملية الجرف الصامد، بالاساس عن طريق تعزيز قدراتها التحت ارضية بانفاق داخل القطاع من اجل مواجهة دخول محتمل للجيش الى اراضيها. شبكة انفاق كبيرة حفرت تحت غزة، ويمكنها أن تصعب على اسرائيل وأن تفاجيء الجيش الاسرائيلي عند دخوله. التنظيم الهام في القطاع هو الجهاد الاسلامي الذي ينجح في التأثير على حماس وعلى كل القطاع. يوجد لديه 8 آلاف نشيط مدربين ويحملون سلاح نوعي بصورة نسبية. التنظيم موجود في وضع اقتصادي افضل من وضع حماس، وكل هدفه هو مقاومة اسرائيل خلافا لحماس الملتزمة ايضا بجودة المعيشة لسكان القطاع.

المعركة بين حربين

في الشهر الاول له في منصبه، اوضح كوخافي في هيئة قيادة الاركان أنه يؤيد استمرار العمليات التي تسمى "معركة بين حربين"، وهي سياسة بدأها رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت وتشكل ردا على محاولة تمركز ايران في سوريا، ومشروع زيادة دقة صواريخ حزب الله. كوخافي بدأ بتخطيط خطة الميزانية القادمة اثناء وجوده كنائب لرئيس الاركان، وفيها المعركة بين حربين تحظى بوزن اكبر. تكلفة العمليات لفترة طويلة مرتفعة، وجزء غير قليل من الميزانية سيذهب الى حاجات التسليح، الاستخبارات والتكنولوجيا المتقدمة في المعركة بين حربين. اذا صودق عليها من قبل المستوى السياسي فان الخطة ستدخل الى حيز التنفيذ في العام 2020.

العام 2019 هو السنة الاخيرة للخطة متعددة السنوات "جدعون"، وهو الاتفاق الموازناتي لخمس سنوات والذي وقع بين موشيه يعلون بكونه وزيرا للدفاع ووزير المالية موشيه كحلون. كوخافي يواصل العمل حسب الخطة في السنة الحالية باستثناء تغييرات مطلوبة في نظام الافضليات في اعقاب ضغوطات مثل عملية "درع الشمال"، وهو مشروع آخر يحتاج الى درجة كبيرة في خطة الموازنة القادم، وسيكون هناك انشاء للانترنت للجيش الاسرائيلي الذي من شأنه أن يربط كل انظمة الجيش بشبكة واحدة عن طريقها يمكن لكل القوات المقاتلة والاستخبارات وقوات اخرى أن تتصل. الحديث يدور عن مشروع من شأنه أن يؤدي الى تحسين القوة المتقدمة والمعلومات التي تم جمعها في الوقت الحقيقي وتقديمها للقوات في الميدان.

اليوم الذي سيلي عباس

حكم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتم فحصه في كل الاوقات من قبل جهاز الامن في اسرائيل في محاولة التنبؤ بتحديات محتملة يمكن أن يواجهها الجيش الاسرائيلي. في جهاز الامن يعتقدون ان الهدوء النسبي في الضفة الغربية محافظ عليه بالاساس بسبب النشاط العسكري والاستخباري لاسرائيل على أيدي الجيش الاسرائيلي والشباك والشرطة. صحيح أن التنسيق الامني يتم الحفاظ عليه وقوات الامن الفلسطينية – بالاساس التنظيم – مخلصون لعباس، ولكن هناك ايضا جهات تهدد الاستقرار في الضفة. في جهاز الامن يقدرون أن احتمالية التصعيد في الضفة ستزداد كلما اقترب عباس من نهاية حكمه.

حسب التقديرات في جهاز الامن، فان عباس يعمل منذ اليوم من اجل ترسيخ حكمه بعد موته وضمان حكم السلطة الفلسطينية في الضفة حتى بعد انتهاء وظيفته. لقد قرر التخلي عن المسؤولية عما يجري في غزة وهو يحرص على أن يصعب التعاون مع حماس ويمنع تحويل الاموال والمساعدات، كما كان يجري في الماضي. في جهاز الامن يعتقدون أن عباس يحاول أن يقود حماس الى التنازل عن الاصول من اجل تجديد السيطرة على السلطة في القطاع، وأنه يقدر بأنه اذا اضطر الى أن يأخذ على عاتقه المسؤولية عن القطاع فسيكون ذلك بعد جولة قتال مع اسرائيل تضعف حماس وتضر بها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

رئيس السلطة لم يمر على محاولة اغتيال رئيس الحكومة السابق رامي الحمد الله على مدخل قطاع غزة في آذار في جدول اعماله اليومي. العبوة التي كان يمكنها أن تصيبه انفجرت قرب قافلة السيارات التي كان جزء منها. وعباس وجه اصبع الاتهام لحماس. حماس من ناحيتها اعتبرت هذه الاتهامات محاولة اهانة من قبل عباس وقررت تقليص اعتمادها على السلطة والتوجه الى وسطاء مثل الامم المتحدة وقطر. حماس تبذل جهود كبيرة لتعزيز قوتها في الضفة. وتقوم بانشاء وتمويل المزيد من الخلايا الارهابية هناك في محاولة اخراج الى حيز التنفيذ عمليات مثل العملية في جفعات اساف أو العملية قرب افرات، وضم سكان الضفة الى النضال الغزي وضعضعة حكم عباس.

كلمات دلالية